Breaking News >> News >> Azzaman


شمهود يجيد البناء في إشغال مساحات اللوحة


Link [2022-04-14 09:17:56]



شمهود يجيد البناء في إشغال مساحات اللوحة

فن نازف يتمسّك برسائل القيم المجتمعية

مدريد – محسن الرملي

ثمة طروحات نقدية وتنظيرية معاصرة تجد صداها وتطابقها مع الكثير من أعمال النتاج الابداعي بشتى أجناسه ، الامر الذي يجعل منها في النهاية وكأنها أحكام قطعية وصحيحة تصلح لاتخاذها معياراً لتقييم الاعمال الابداعية الجديدة ؛ ومن ذلك نسوق مقولة كون الفن ( تَرَف) يأتي كثمرة لاستقرار الانسان وبعد اشباعه لحاجاته الاساسية … ومقولة أخرى تعلن عن موت الهدف او الرسالة في الفن وترى فيه مجرد نشاط جمالي لا يحمل في طياته أية رسالة .. وعليه فلا يمكننا استخدام هاتين المقولتين لقراءة أعمال ابداعية كالتي يقدمها كاظم شمهود الا من باب النقض او التضاد ، ذلك ان الفن الذي ينتجه كاظم شمهود هو ( نزف) وليس ( ترف) وأن النشاط الجمالي عنده لا يكتفي بذاته وانما يتفاعل مع كل مكوناته ليصرخ برسالة انسانية واضحة .. وهكذا فانه وعبر توحيده لهاتين الصفتين : النزف والصراخ ، انما يرسم مواضيع الوجع الانساني، الان الانسان ككائن ، وآلامه كانسان ينتمي لوطن يعاني ، وتساعد ايحاءاته الرامزة في دلالاتها على الاشارة الى بعض تلك الثيمات مثل : الجوع ، القهر ، السجن ، الحنين ، الموت والحلم وغيرها.

ان المطلع على السيرة الطويلة للفنان كاظم شمهود لن يفاجأ بنجاحه المتفوق من حيث الاستخدامات التقنية ، وطبيعة اجادة البناء في اشغال مساحات اللوحة ، اضافة الى وضوح تمكنه من التحكم والسيطرة على أدواته الفنية وسير خطوطه. فقد درس على أيدي رواد الحركة التشكيلية المعاصرة في العراق حين كانت في أوج عطائها ، ثم انتقل ليدرس في مناخ الحركة التشكيلية الاسبانية وهي المعروفة بثوراتها الفنية التي غيرت وجه الفن في العالم ، وتخلل ذلك اشتغال كاظم شمهود في الصحافة ورسوم الاطفال والكاركاتير ودراسته للفن الاسلامي … كل هذه الخبرات نجد بصماتها في كل لوحة من لوحاته ونلمس أثرها على الشكل والمضمون ، بحيث تشكل اللوحة الواحدة رحلة مفعمة بغنى الدلالات وقابليتها للاسترسال في التأويل ، وتستحدث العين الناظرة على ان تفتح طريقاً الى الذاكرة عبر الجمالي الايصالي والمؤثر اللوني وعبر الرمز .. ذاكرة شخصية ، ذاكرة حضارات ومدن تشير الى مصير الانسان ، ان الفنان كاظم شمهود يدعو المشاهد لان يشاركه بفاعلية في عمله ، فهو يؤسس في كل لوحة عالماً يكون للحكاية المتخيلة فيه دوراً تسجيلياً واحتجاجياً شاهداً يفرض أسئلته العميقة على المشاهد مستحثاً اياه للمشاركة في كلية اللوحة/ النافذة على عوالم الوجود الحي والجامد ، اللون ، الضوء ، الالم ، الاشكاليات ، الاسئلة .. المحاججة واعادة ابراز أزمة القيم الانسانية .

هامش

في 16 اذار الماضي افتتح المعرض الفني التشكيلي للفنان العراقي المغترب كاظم شمهود في كاليري الاورفلي في عمان و سط  حضور مميز من الفنانين و المثقفين و وسائل الاعلام , وقد عرض شمهود آخر تجاربه الفنية التي عاشها في احضان اسبانيا حيث  وصل عدد الوحات المعروضة  الى 35 لوحة بين الرســــم على القماش والحفر على الزنك – كرافيك–   ورغم صعوبة الاغتراب  نجد الفنان يبحث عن مسارات جديدة وممارسة تجارب و تقنيات حديثة محاولا من ذلك جمع اكبر عدد من المفردات التشكيلية كعدة يتعامل بها في مشروعه  الفني  الثقافي و الذي جعله خطابا بصريا يلتقي به مع الاخر.



Most Read

2024-09-21 10:38:16