Breaking News >> News >> Azzaman


هَذَيان – حسين الصدر


Link [2022-04-11 21:33:20]



هَذَيان – حسين الصدر

-1-

ينسلخ بعض السلطويين من كل ما يمت للقيم والمواضعات الانسانية والاجتماعية والأخلاقية من صلة ، ويغدو مجرد وعاءٍ منتفخ مع وجه صفيق غاب عنه ماؤه ..!!

-2-

وأكبر الأمثلة على ذلك (ابن الزيات) الأديب الذي استوزره (المتوكل) العباسي، فطغى واخترع تنوراً من حديد تدخل مساميره الى أجساد من يُلقيهم للعقاب فيه ..!!

ونسي أنَّ نهايته قد تكون بهذا التنور ..

ولقد كانت كذلك .

-3-

وجاء في التاريخ :

ان رجلاً قال للزيات :

” إني أتوسلُ اليك بالجوار ،

وأسألك العطفَ والرقة “

فما كان من ( الزيات ) الوزير الاّ ان رَدَّ عليه قائلاً :

(أما الجوار فَنَسَبٌ بين الحِيطان ،

وأما العطف والرقة فهما للنساء والصبيان)

وهذا الجواب ليس الاّ من باب الهذيان الناشئ من غرور السلطة .

جاءت الوصية بالجار الى الحَدّ الذي ثارت الظنون ان الجار قد يكون شريكاً في الميراث، حالُه حال أهل الدار ..!!

فكيف يصح القول أنَّ الجوار نَسَبٌ بين الحيطان مع هذا المعطى الديني الثابت ؟

انه رَدٌّ على الرسول (ص)

والرد على الرسول هو محض الخروج من ربقة الدين .

قال تعالى :

{ ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }

الحشر / 7

وأما الرحمة

فالرسول (ص) هو الرحمة المهداة ،

قال تعالى :

(وما أرسلناك الا رحمةً للعالمين)

الانبياء /107

وقال عنه :

(فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك)

آل عمران / 159

فكيف تكون الرحمة من صفة النساء والصبيان فقط ؟

وكيف اختفت المقولة العظيمة :

” ارحم مَنْ في الارض يرحمك مَنْ في السماء ” ؟

-4-

واذا كان الاديب الزيّات الذي يفترض فيه انه يملك حساً انسانياً عالياً ينقلب على عقبيه بسبب منصبه السلطوي فكيف بمن لا يملك حساً انسانيا ولا أدبا رفيعا ؟

انها كارثة محزنة ..

-5-

وَصَدَقَ الحديثُ الشريف حيث يقول لولا ثلاثة لما طَأطَأَ ابن ادم رأسه الفقر ،

والمرض ،

والموت “

انّ بذور التفرعن والطغيان موجودة عندنا ،ولكنها كامنةٌ مستترة والمناصب السلطوية وهي التي تزيح عنها الستار وتُبرز حقيقة أصحابها الذين يرون المناصب أكبر منهم  ..!!



Most Read

2024-09-21 10:50:31