Breaking News >> News >> Azzaman


في مضارب القصص – لطيف دلو


Link [2022-04-11 21:33:20]



في مضارب القصص – لطيف دلو

ضربت القصص في القران الكريم للبشرية ومنها خاصة للحكام لاخذ العبر منها لتحقيق العدالة والمساوات واصلاح النفوس والقلوب والاخلاق والاعمال وادارة الحكم بان لايظلم فيه احد وكذلك ضربت وتضرب  الامثال والقصص في المجالس ومن قبل اشخاص لنفس الغرض الى يومنا هذا ، لذلك اسرد لكم قصة سمعتها مباشرة من مستغرب في دولة غربية كما التجؤا الى تلك الدول معظم الحكام والمسؤلين الحالين من بطش الانظمة السابقة وعاشوا فيها وعوملوا بنفس مستوى مواطنوا ومسؤلوا تلك الدول ، والقصة ليست قديمة بل فاعلوها لربما لا زالوا في الحياة وفيما يلي نصها :-

حيث قال كنت اعمل في دائرة حكومية ما في تلك الدولة ولاحظت بان موظفا معنا في الدائرة من مواطنيها يداوم بنفس الملبس ، قماشا وتفصالا ولونا دون ان يظهر عليه التغير يوما في الملبس وهكذا مرت الايام ، فاستغربت منه ولكونه رجل مجامل ولدي صداقة معه ، سألته بعد الاعتذار عن دواع واسباب ذالك ، فأجابني بلطف وكرم ، كنا نسكن منطقة ولا زلنا فيها جواريننا كانوا فقراء ايام كنا اطفال ونحن متمكنين وابونا كان يشتري لكل منا اكثرمن ملبس في آن واحد من نفس القماش لونا وتفصالا لربما لاكثر من موسم ، وعندما سالناه عن السبب ، اجابنا بأن جواريننا فقراء فيجب ان يكون حالكم كما هم لكي لا يشعروا بأشجان الفقر، بانكم تبدلون الملابس خلافا عنهم وهم في نفس الملابس لنكون متساوين معهم في الحياة ، هكذا تعلمنا الخلق واصبحت جزءا من كياننا ولا نريد تغييرها وان تغيرت احوال الناس بفضل العدالة والمساوات في توزيع ثروات البلاد .

ان هذه العقول هي التي غيرت سياسات انظمة الحكم في تلك الدول بان يأوي اليها كل مكبوت يريد ان يعيش حياة حرة كريمة و يكون السائل والمسؤل في الدولة  بتفس الحقوق والواجبات ومستوى الحياة والمسؤل يقف مع المواطن في صفوف مواقف الباصات والمولات والمخازن والمخابز ان وجدت ، هكذا بنيت العدالة في الحكم وعندما ينتهي مهام عمله يعود الى سابق عيشه بعزة نفس دون خوف او إستنكاف ، وليس بالقتل والانتقام وطوابير سيارات الحراس ولا منفذ له لرؤية المظلومين وطالبي الحقوق إلا ماشاء القدر ، وكل من السلف والخلف في السلطة يتهم الاخر بالاساءة الى السلطة ان لم تكن بالعمالة والخيانة .

ادارة الدولة

ان الاكثرية ان لم يكن جميعهم في ادارة الدولة قد عاصروا بطش الانظمة السابقة والتجؤا الى تلك الدول الغربية كلاجئين سياسيين وانتعموا فيها بالمساوات والعدالة كما يتمتع بها مسؤليها ومواطنيها ويعلمون كل العلم اساسيات مكامن الامن والاستقرار وسبل العيش وسياسة الحكم في تلك الدول وعادوا الى البلاد بعد سقوط النظام واستلموا السلطة وسنوا دستورا دائميا لادارة الدولة بموجبه ونصت المادة الثانية منه ، الاسلام دين الدولة الرسمي وهو مصدر اساس للتشريع واوجب اداء اليمين على الرئاسات الثلاث وفق المواد  50 و 71 و 79 ان يؤدوا المهام والمسؤليات القانونية بتفان واخلاص ،  وفي عصرهم ادرت ثروات البلاد عليهم عملات صعبة  لم تشهدها البلاد سابقا ، والبنية الاساسية لتطوير الدولة والارتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة تعمتد  بدرجة الاساس على التعليم والصحة وهما اليوم في اتعس حالة من التخلف والاهمال لم تشهداها في تاريخ الدولة سابقا .اذا كان المسؤلون في ادارة الدولة هم عاصروا سؤ ادارة السلطة والظلم والبطش من الانظمة السابقة  وتمتعوا بالحرية والديمقراطية في الدول التي التجؤا اليها وتعرفوا على نظم وسياسة الادارة ومساوات السائل والمسؤل فيها في الحياة وامام القانون ، لم يأخذوا العبر منها وكذلك مخالفة الدستور مصدره الدين الاسلامي واداء اليمين بالله العلي العظيم لم يغيرا في سلوك الادارة وتوزيع ثروات البلاد حيث اصبحوا من اثرى الاثرياء في غدون سنين معدودة اصبحوا اصحاب فيل فاخرة وسيارات فارهة وفي عيش رغيد هم واولادهم ومن حولهم  وكل تلك العبر اصبحت سرابا في سراب لان الســـــــواد الاعظم من الشعب من الموظفين والمتقاعدين في عيشة مقــــــفرة ومواطنين باحـــــثين عن قـــــوت يومــــهم في اماكن لا يليق ذكرها في ارض النعـــــــم واناس يتركونها بحثا عن الوطــــــن لان لا يجد فيه الحياة التي خلق لاجلها واصبحت اليوم الارض التي تؤمن العيش والكرامة هي الوطن تعريفا ،واسند الكلام بقول الشاعر احمد شوقي :-

إنما الامم  اخلاق  ما  بقيت ،  فان هم  ذهبت  اخلاقهم  ذهبوا

والصدق ارفع ما اهتزالرجال له وخيرما عود ابنا في الحياة اب



Most Read

2024-09-21 12:44:48