Muristek
رمضان السادس عشر – مجيد السامرائي
تبدو حركة الشوارع ميسورة جدا .. ثمة فوانيس رمضانية اكتشفتها كأنها كنوز مضيئة في طريقي .. قال لي الصيدلاني : لاترد عليها هذول ذباحين !.. خذ هذا العلاج يفك الانسداد .. اخذته ثم داومت عليه .فعلا علي ان اشكره .. اوصلني الطبيب الشيخ الى باب عيادته وهو ملتزم بالكمامة لكني اعتقد انه يشبه تماما عمر الحريري ..رحت افتش كم مرة مثل الحريري دور طبيب؟
ابو الطب البديل قال لي : عليك بالطرشانة . وضيف كريم من العراق ملأ ثلاجتي ببرتقال وتفاح وخيار ناعم مثل اصابع العروس ثم خس ولهانة . انفتاح مريح وعدوك بالريح !
في مجلة صباح الخير المصرية – وهي التي علمتني الانتساب الى صاحبة الجلالة – كاريكاتير لحجازي فيه واحد يسأل واحدا : ايه اجمل صوت مستني تسمعه ؟ فيكون الرد : مدفع الافطار !
في شارع الجاردينز الذي اقيم فيه كانت هناك ستة جوامع وستة نواد ليلية .. أتت الكورونا على خمسة من النوادي ومايزال صوت المؤذن عاليا بتسبيح الله وتكبيره ينادي ! هذا رمضان السادس عشر بعمان وبجدارة لا اشعر بالجوع ولم يمسسني العطش ؛ انا صائم بكل جوارحي .. بل وسعيد بهذا الريجيم الرباني القويم .. لاشهية لي واصحاب المطاعم يؤاخذونني : ايش يادكتور اكلنا مش زاكي ؟. لست اكولا واكتفي بالقليل ولكني اسمع تهما باطلة ممن لايجالسني ولم يؤاكلني باني ( لقام ) !
سوف اتم بقية النص في وقت لاحق .. عليكم تدوين كل شيء عابر في حياتكم قبل انقضاء العمر الغابر !
عجاف هذه الأيام فينا،ولكنا نرى نوراً مبينا،ستمضي هذه الأيام حتما،وتشهد ان جزعنا او رضينا،كرهنا ما اتانا وهو خيرُ،ولكنا بقينا كارهينا،وكم لله من لطفٍ خفيٍ،جهلناه ويعلمه يقينا.
مطالع نيسان بهيجة في عمان .. شعارهم منذ ان وطأت قدماي ارضهم : إجعل صيفك ربيعا او الصيف كيف وادفا عفا… فرصة ذهبية لاستيطان المصاطب المبثوثة على الارصفة ؛ ثم البقاء حتى صلاة الفجر واحتساء الشاي والتمشي صعودا ونزولا بدواعي تخفيف الوزن بعد السحور …لااعرف عن ربيع بغداد شيئا غير إن القادمين هنا والذي يلتمسون التقاط سيلفي للذكرى يصفون الاجواء بأنها مغبرة والزحام على اشده .
ازمع شد الرحال اليها ؛ رمضان هناك مميز ؛ ربما التأم حول نفسي أكثر . لااستطيع أن البي جميع الدعوات وتناول الوجبات المفضلة في كل المحافظات ؛ لكن شعورك بانك ضيف مميز يدعو الى المسرة . حين اكون في طريق المطار الطويل سوف ادون مشاعري الطازجة .. في عمان مطعم شهير اسمه الطازج ؛ لم اعد ارتاده ؛ لكني ادعوكم لارتياده !