Muristek
رزق يسير من فوانيس رمضان
كركوك – فراس الحمداني
لعل المارين من التقاطع الرئيسي وسط محافظة كركوك يعرفون اغلبهم من هو محمد او ( حمودي ) كما ينادونه.فقد اعتاد اهالي المحافظة ان يرونه في هذا المكان منذ ساعات الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل .حمودي يمتهن مهن مختلفة ويكاد يكون اكثر المنتظمين بالاشارة المرورية في التقاطع ولكن بعكس ما يلتزم به السواق ، فعندما تضيئ الاشارة المرورية الحمراء يهب حمودي الى الحركة والتنقل بين السيارات الواقفة ليعرض ما لديه ويحاول ان يقنع هذا و يلح على ذاك علهم يشترون منه . ولكن وما ان تضيئ الاشارة المرورية الخضراء حتى يتسمر حمودي على الرصيف ليفسح المجال امام السيارات بالمرور.
حمودي شأنه شأن الكثيرين ممن يرتجون خيرات رمضان وضع خطة استباقية من بنات افكاره وباغت زملائه من الاطفال المتواجدين في التقاطعات والاشارات المرورية ،اذ جاء ببضاعة رمضانية بعد جولة ذكية في الاسواق هي ( فوانيس رمضان المضيئة) وظل يتنقل بها ويعرضها مضيئة لافتة .
سألته: مالذي دعاك لتغيير بضاعتك والمتاجرة بفوانيس رمضان ؟ فأجابني ( ياعم .. انا مثلي مثل اي انسان يبحث عن مصدر رزق يعود به الى عائلته ونحن في الايام الاولى من شهر رمضان المبارك ولذلك يجب علي ان اتحلى بشيئ من الفطنة في اختيار ما يجذب انتباه الناس ليشتروا مني). وعن ظرفه الاجتماعي قال (عمري احد عشر عاما فتحت عيني على الدنيا وسط عائلة فقيرة متكونة من اب معاق وملازم لفراش المرض وام لاحول لها ولاقوة وسبعة اخوة واخوات اكبرنا بنت ورثت المرض من ابي والباقين اصغر مني ، ولذلك وجدت نفسي امام مسؤولية مابين تأمين ما يسد رمق العائلة وبين توفير ما يمكن ان اشتري به العلاج لوالدي بين فترة واخرى فتراني اعمل في كل شيئ واتواجد في التقاطع اكثر مما اتواجد في هيكل بيتنا المتهالك والذي من علينا به للسكن احد فاعلي الخير) .وعن مدى تواصله في بيع فوانيس رمضان قال(سأغير بضاعتي بعد ايام لأن الناس دائما يحبون كل ماهو جديد) .واستدرك حمودي قائلا ( الان نحن في اوائل شهر رمضان المبارك والناس سيجدون في فوانيس رمضان واضوائها شيء جديد وجميل استبشارا بالشهر الفضيل ولكنهم سرعان ما سيبحثون عن غيره بعد ايام ).
سألته عن مدى تحقيقه للربح من عمله فقال (بصراحة احيانا احصل على ما يكفيني وعائلتي ولكن اغلب الاحيان لا احصل على ما يكفي ولكن ليس لي خيار الا الاستمرار).