Breaking News >> News >> Azzaman


المكونات الإجتماعية  لا تقتصرها الأحزاب – جاسم مراد


Link [2022-04-10 00:33:28]



المكونات الإجتماعية  لا تقتصرها الأحزاب – جاسم مراد

ثمة خطأ شائع ، أو سلوكا سياسيا يراد منه أن يكون شائعا مسلما به ، وهو إن الكيانات السياسية تتعامل مع المكونات الاجتماعية كأنها الاب الروحي لها ، فهي تتحدث في خطاباتها وادبياتها على انها هي الممثل الشرعي لتلك المكونات ، وفي واقع الأمر إن تلك المكونات وأن أصابها الخلل في فترة محددة نتيجة رغبة سياسية داخلية وتدخلات خارجية ، فهي بالضرورة تعبيراً واقعياً عن جذرية الانتماء الوطني.

فلا أحد يستطيع أن يقتصرها في مكون سياسي ، ولا مكوناً سياسيا بإمكانه التعبير عن اهداف وطموحات تلك المكونات ، فهي بالتأكيد فوق الأحزاب والتكتلات السياسية ، وهي ايضاً مشروعا دائم التطور والثبات في الدفاع عن الوطنية العراقية ، كثيرا من الدول الاستعمارية التي حكمت العراق باسم الإسلام تارة وباسم المذهبية تارة أخرى ، سقطت امام رغبة الشعب في التوحد الوطني ومن اجل استقلال البلاد.

خير تعبير

لعل ثورة العشرين في بدايات القرن الماضي ، كانت خير تعبير عن التجانسات الوطنية لعموم مكونات الشعب ، فالكل خاض النضال من اجل الوطن ، والكل حمل شعار الاستقلالية للبلاد ، وبهذه الروحية العالية في الانتماء الوطني شكلت انتفاضة العشرينات من القرن الماضي وحدة المصير لوطن لا يقبل التجزئة ، حتى في الغزو الغربي للعراق بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، وبغض النظر عن التجاذبات السياسية والمواقف المتعددة من النظام الشمولي ، وعمليات القتل الجماعي الذي مارسه ، إلا إن الرغبة الشعبية العامة كانت ضد الغزو وتجسد ذلك في العديد من اشكال الكفاح المسلح والسياسي ، واجبر الاحتلال على الخروج العسكري من العراق . مايحدث الان من توظيف رغبات ومواقف الأحزاب والكتل السياسية المختلفة ، من انها ممثلة للمكونات الاجتماعيىة هو عمل باطل يراد منه الاستيلاء على السلطة ، ولو عدنا بالمراجعة الاستقصائية لتلك القوى السياسية التي تتحدث باسم المذاهب والعرقيات ، لعرفنا ماذا تحقق لجماهير تلك المكونات على مدى ( 19) عاما من الحكم ، بالتأكيد لم يتحقق شيئاً اللهم سوى زيادة المعاناة وتفاقم الازمات الاجتماعية وتفاعلات الفقر الذي وصل الى نسبة اكثر من ( 37 بالمئة) من مجموع السكان الذي يقدر عددهم ب (40) مليون نسمة ، ناهيك عن التدمير شبه الكلي للبنى التحتية من كهرباء وصحة ونقل ومدن وزيادة كبيرة في اعداد العاطلين عن العمل والفقر الذي ضرب بعض المحافظات مثل السماوة والديوانية وتكريت والرمادي والموصل وذي قار والكثير من مناطق ومدن كردستان العراق بالقلب .إذن كيف يصح لهذه الكيانات الحديث عن تمثيلها لتلك المكونات وهي التي حكمت وشاركت في الحكم طيلة ( 19) عاما ولم تفلح في تقديم شيئاً يسجل لها بين أبناء تلك المكونات .الصراع القائم هو صراع سياسي مصلحي بامتياز ، والمكونات الاجتماعية مجرد غطاء بغية الوصول الى السلطة والاحتفاظ بمنافعها . يكون الاجدر واكثر مقبولية لهذه القوى السياسية الحديث مع جمهورها والرأي العام عن برامجها وشروط  ما ستقدمه للمجتمع العراقي عندما تصل الى الحكم ، وليس الحديث عن المذاهب والمكونات ، اللهم إلا إذا تريد تعميق الاختلاف بين المكونات وتوزيعها على وفق مايتحقق لها ، ولكن هذا الامر نعتقد بأن جماهير الشعب تجاوزته وكان فعلها وتضحياتها المشتركة في مواجهة الإرهاب والقضاء على أهم بؤره خير تعبير على المشتركات الوطنية للجماهير .المكونات العراقية توكيد للانتماء للعراق ، فلا يجوز لكل الأطراف السياسية توظيفها لمصالح انانية ورغبات ذاتية ، ومن يحاول التعكز على المذهبية في الحكم حتماً سيشعر الان أو بعد وقت ليس ببعيد بديماغوجية سلوكه السياسي وفشل حضوره بين الناس .هذه الكونية العالمية هي خليط بين الاجناس ومتعددة الطوائف والاعراق ، ولم نسمع لا في أمريكا اللاتينية ولا في الدول الأخرى بأن تنافسها الانتخابي جرى على أساس الانتماءات المكونية ، وإنما كان ولازال الذي يجري هو منطق البرامج الخدمية والاقتصادية والاستقلالية ، إلا في العراق فأن الذي تأسس بمجلس الحكم السيء الصيت ظل عكازة للأطراف السياسية المختلفة ، ولكن حتماً قادم المرحلة المقبلة سيكتشف هؤلاء خطل سياساتهم . فالمكونات العراقية قوة للعراق وفعل مستدام لتطوره الثقافي والإنساني فلا يمكن اقتصارها بكتل فشلت في التعبير عن حاجات وحقوق المجتمع ..



Most Read

2024-09-21 14:51:47