باريس -الزمان -(أ ف ب)
أعلنت دار كريستيز للمزادات الخميس طرح نسخة برونزية من تمثال “المفكر” الشهير للنحات الفرنسي أوغوست رودان بقيمة تقديرية تتراوح بين 9 و14 مليون يورو، في مزاد تعتزم تنظيمه في 30 حزيران/يونيو. وصُنع نحو أربعين نسخة من منحوتة “المفكر” التي تمثل رجلاً جالساً في وضعية تأمّل ويضع الجزء السفلي من وجهه على يده اليمنى، خلال حياة رودان وبعد وفاته حتى العام 1969.
ويُقدّر سعر النسخة المعروضة للبيع في باريس والمصنوعة من صدأ النحاس الأسود والبني بين 9 و14 مليون يورو (9،78 و15،21 مليون دولار). وصُنع التمثال عام 1928 في مسبك أليكسيس رودييه المعروف بتصنيعه عدداً من أعمال رودان البرونزية الأكثر شهرة.
وكان تمثال “المفكر” هذا جزءاً من مجموعة خاصة مسماة “الأسلوب المهم” كانت موجودة داخل شقة في باريس صمّم ديكورها ألبيرتو بينتو، وستطرحها دار كريستيز للبيع في التاريخ نفسه.
وصمم رودان “المفكر” حوالى العام 1880 كجزء لا يتجزأ من عمل “أبواب الجحيم” المستند إلى أعمال المفكر الإيطالي دانتي، وأصبح هذا التمثال عملاً مستقلاً عام 1904، وهو التاريخ الذي عُرض فيه للمرة الأولى في باريس.واستحوذ متحف رودان على التمثال بعد وفاة النحات عام 1917، وأنجزت مسابك عدة بعد وفاته 26 نسخة من العمل خلال فترتين متتاليتين بين 1919-1945 و1954-1969.
وعلى غرار لوحة “موناليزا” لليوناردو دافنشي أو “الصرخة” لإدوارد مونش، يمثل “المفكر” لرودان أحد أشهر الأعمال في تاريخ الفن.ويُعرض العمل بنسخته الضخمة في جامعة كولومبيا في نيويورك، وأمام قصر جوقة الشرف في سان فرانسيسكو وفي متحف كابيزارو في البندقية.
وسيجول التمثال دولاً عدة اعتباراً من الجمعة، إذ سيُعرض خصوصاً في نيويورك وهونغ كونغ، قبل عرضه في باريس اعتباراً من 23 حزيران/يونيو.
ويعود آخر رقم قياسي في مزاد على منحوتة “المفكر” لرودان إلى عام 2013، إذ بيعت نسخة بـ15,2 مليون دولار في مزاد نظمته دار سوذبيز في نيويورك، بحسب موقع “أرتنت”.
كما كشفت دار كريستيز للمزادات الخميس عن رسم غير منشور لميكيلانجيلو هو الأول الذي يظهر جسما عاريا في سجل الفنان، بقيمة تقديرية تبلغ 30 مليون يورو (حوالى 33 مليون دولار)، قبل طرحه في مزاد في 18 أيار/مايو.
وقالت مديرة قسم الرسوم القديمة في دار كريستيز إيلين ريال في شأن العمل الذي أنجزه هذا الفنان الذي يُعتبر من أبرز معلمي عصر النهضة الإيطالية (1475-1564) خلال شبابه “لا يزال هنالك أقل من عشرة رسومات لميكيلانجيلو تحوزها جهات خاصة”.ويرجع تاريخ هذا العمل إلى نهاية القرن الخامس عشر، ولطالما كان “بعيداً من انتباه المتخصصين” وبقي في”حالة حفظ جيدة”، على ما أكّدت دار المزادات.وعُرض الرسم المُنجز بالريشة والحبر البني للبيع عام 1907 في دار دروو تحت تصنيف “مدرسة ميكيلانجيلو”، إلى أن نُسب عام 2019 إلى الرسام في إطار عملية جرد نُفذت لمجموعة أعمال خاصة فرنسية.
وصُنّف العمل في أيلول/سبتمبر 2019 “كنزاً وطنياً” للتراث الفرنسي، ما يمنع بالتالي خروجه من فرنسا على مدى ثلاثين شهراً، ويمنح الدولة الفرنسية ومتاحفها فرصةً لإعادة شرائه.
وبينما لم يُقدَّم أي عرض طيلة هذه الفترة، سيُعرض الرسم في هونغ كونغ ثم في نيويورك بهدف جذب اهتمام هواة الجمع المحليين والأجانب حتى تاريخ تنظيم المزاد. وسيُعرض الرسم أمام عشاق الفن في باريس اعتباراً من 13 أيار/مايو.
ويبدو أنّ هذا الرسم المماثل بالحجم لورقة بمقاس A4، استوحي من لوحة جدارية للرسام مازاتشيو (“معمودية المبتدئين”)، ويعكس اهتمام ميكيلانجيلو الذي هو نحّات كذلك، بإظهار جسد الرجل.
2024-09-21 17:59:28