Muristek
كنت في سوريا .. (1)
بلد أنهكه الإرهاب والحصار لكنه متمسك بالحياة
عكاب سالم الطاهر
ظهر يوم الاربعاء ، التاسع من شهر آذار 2022 كنت احط الرحال في مطار دمشق. ضمن مجموعة من الشخصيات
الادبية والثقافية والاجتماعية. انتظمت تحت عنوان ( وفد رابطة المجالس البغدادية الثقافية ) . لا اعرف تسلسل هذه الزيارة في قائمة زياراتي لسوريا. فقد زرت هذا البلد المجاور للعراق مرات عديدة. وكانت اول زيارة في نهاية عام 2003. اي بعد احتلال العراق باشهر . ضمن وفد كبير : اعلامي وثقافي واجتماعي. وتكررت الزيارات. واكثرها لاغراض العمل
المكتبي والنشر. وفي السنوات : 2006 ، 2009 اقمت بشكل دائم في سوريا. اخترت منطقة الهامة ودمر لغرض الاقامة. ونهاية عام 2009 انهيت الاقامة الدائمة ، ورجعت للعراق . لكنني عدت لزيارة سوريا بين حين واخر. وانقطعتُ كليا عن سوريا في سنوات الحرب عليها. وتابعت اخبار الاحداث الدامية ألتي اندلعت على ارض سوريا. احداث أشعل فتيل نارها الارهاب ومن دعمه من امريكان وصهاينة في الدرجة الاولى.
رابط المجالس الثقافية
وحين اعلنت رابطة المجالس البغدادية الثقافية عزمها على تنظيم سفرة ثقافية سياحية الى سوريا ، كنت اول المرحبين والمشاركين . وهكذا كان .. صباح الاربعاء ، التاسع من اذار الجاري ، كنت في طائرة حملت ما يزيد على مائتي راكب ، ضمن وفد ثقافي كبير، متوجها الى دمشق. وطوال الطريق الذي استغرق ساعة وربع الساعة ، كان الذهن يسبقني. وتتوالى التساؤلات.. كيف هو الداخل السوري ؟. ماهو اثر العقوبات وهل امكن التغلب عليها، وكيف ؟.الوضع الامني.. الحياة لمعاشية للناس ؟.. اسئلة عديدة.. واجوبة كانت غائبة . لكني كنت مصرا على الحصول عليها. وحين هبطنا في مطار دمشق ، كانت الملاحظة الاولى ان الحركة في المطار كانت قليلة. بضعة طائرات تتصدرها السورية . مع اني سمعت نداءات تخص التوجه الى الطائرة القطرية والاماراتية المتوجهة الى الدوحة ودبي. المطار نظيف والحركة فيه تتم انسيابية . ومن المطار توجهنا الى حي السيدة زينب ، حيث حددت الشركة السياحية اقامتنا هناك. ولم نمانع بذلك. رغم ان محل اقامتنا بعيد عن مركز المدينة . لكنه قريب من مرقد السيدة زينب ( ع ) . مررنا بنقاط سيطرة امنية قليلة، لكن الحركة طبيعية وتتم بانسيابية ملموسة.
في باب توما
صباح اليوم التالي توجهنا نحو منطقة باب توما ، حيث قاعة (جلنار)، ليس بعيدا عن مركز المدينة .هناك أقيم مهرجان ثقافي تالق فيه الشعر. صدح الشعراء والمتحدثون العراقيون والسوريون. والملاحظ ان (الشاعر السوري ) ، غاب عن المهرجان بشكل شبه كامل. بينما تصدرت المشهد (الشاعرة السورية ) ،حيث اعتلت المنصة اكثر من شاعرة ومتحدثة سورية. ادار هذه الاصـــــــبوحة ، باقتدار الشاعر العراقي ، وجيه بغداد ، السيد محمد الجابري. وفي الاصبوحة كانت لي كلمة، ضمن كلمات عديدة ، منها كلمة رئيس الوفد الاديب الاديب صادق جاسم الربيعي. واغتنمت المناسبة لاهدي الشاعرة السورية نرجس عمران ، نسخة من كتابي:اجراس الذاكرة.
يتبع