Breaking News >> News >> Azzaman


البشر يسمعون للمرة الأولى صوت المريخ


Link [2022-04-04 00:52:49]



باريس‭-(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬كشف‭ ‬الروبوت‭ ‬الجوّال‭ ‬‮«‬برسيفرنس‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا‭ ‬أسرار‭ ‬المشهد‭ ‬الصوتي‭ ‬المذهل‭ ‬للمريخ،‭ ‬وتبيّن‭ ‬مما‭ ‬سجلته‭ ‬العربة‭ ‬أن‭ ‬الكوكب‭ ‬الأحمر‭ ‬هادئ،‭ ‬ينتقل‭ ‬فيه‭ ‬الصوت‭ ‬ببطء‭ ‬وبسرعتين‭ ‬مختلفتين‭.‬‮ ‬

ما‭ ‬إن‭ ‬هبط‭ ‬روبوت‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬المريخ‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬بقليل،‭ ‬حتى‭ ‬أرسل‭ ‬أول‭ ‬تسجيل‭ ‬صوتي‭ ‬بواسطة‭ ‬ميكروفون‭ ‬على‭ ‬المريخ‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستكشاف‭ ‬الفضائي،‭ ‬بترددات‭ ‬يمكن‭ ‬للأذن‭ ‬البشرية‭ ‬سماعها،‭ ‬محققاً‭ ‬ما‭ ‬عجزت‭ ‬عنه‭ ‬البعثات‭ ‬السابقة‭.‬

ومن‭ ‬وراء‭ ‬هدير‭ ‬المركبة،‭ ‬أمكن‭ ‬بوضوح‭ ‬سماع‭ ‬صوت‭ ‬عاصفة‭ ‬من‭ ‬الرياح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التسجيل‭. ‬وبذلك،‭ ‬بعدما‭ ‬دأبت‭ ‬مركبات‭ ‬الاستكشاف‭ ‬طوال‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬آلاف‭ ‬الصور‭ ‬إلى‭ ‬الأرض،‭ ‬خرج‭ ‬الكوكب‭ ‬الأحمر‭ ‬من‭ ‬‮«‬العدم‭ ‬الصوتي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لاحظ‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للبحوث‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬تعقيباً‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيتشر‮»‬‭ ‬العلمية‭ ‬الجمعة‭.‬‮ ‬

وبيّن‭ ‬هذا‭ ‬التسجيل‭ ‬الصوتي‭ ‬الأول‭ ‬وجود‭ ‬أنظمة‭ ‬اضطراب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معروفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬على‭ ‬المريخ،‭ ‬بحسب‭ ‬المعدّ‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدراسة‭ ‬سيلفستر‭ ‬موريس،‭ ‬وهو‭ ‬المدير‭ ‬العلمي‭ ‬المشارك‭ ‬لأداة‭ ‬‮«‬سوبركام»التي‭ ‬يحملها‭ ‬الروبوت،‭ ‬وعليها‭ ‬ثُبّت‭ ‬الميكروفون‭ ‬الذي‭ ‬صممته‭ ‬شركة‭ ‬Isae‭-‬Supaero‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تولوز‭ ‬الفرنسية‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬التسجيل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كافياً‭ ‬لتكوين‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬المريخ‭ ‬يكون‭ ‬هادئاً‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات،‭ ‬توجّب‭ ‬استخدام‭ ‬مصدرين‭ ‬‮«‬نشطين‮»‬‭ ‬لالتقاط‭ ‬الأصول‭ ‬زُوّد‭ ‬بهما‭ ‬الروبوت‭ ‬قبل‭ ‬إرساله‭ ‬إلى‭ ‬المريخ،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوضح‭ ‬موريس‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬وهو‭ ‬عالِم‭ ‬الفيزياء‭ ‬الفلكية‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬أبحاث‭ ‬الفيزياء‭ ‬الفلكية‭ ‬والكواكب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تولوز‭.‬

وأفاد‭ ‬فريقه‭ ‬من‭ ‬طلعات‭ ‬المروحية‭ ‬المصغرة‭ ‬‮«‬إنجينيويتي‮»‬‭ ‬الملازمة‭ ‬للروبوت،‭ ‬ومن‭ ‬طلقات‭ ‬الليزر‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬إلى‭ ‬صخور‭ ‬المريخ‭ ‬لفحص‭ ‬تركيبها‭ ‬الكيميائي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صوت‭ ‬اصطدامها‭ ‬بها‭. ‬وأشار‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطلقات‭ ‬وفرت‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬صوت‭ ‬موضعية‭ ‬جداً،‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬تراوح‭ ‬بين‭ ‬مترين‭ ‬وخمسة‭ ‬أمتار‭ ‬من‭ ‬هدفها،‭ ‬وكان‭ ‬معروفاً‭ ‬بالضبط‭ ‬توقيت‭ ‬إطلاقها‮»‬‭.‬

وأمكنَ‭ ‬قياس‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬ميدانياً،‭ ‬وتبلغ‭ ‬240‭ ‬متراً‭ ‬في‭ ‬الثانية،‭ ‬فيما‭ ‬هي‭ ‬340‭ ‬متراً‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭. ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬أبطأ،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للمريخ‭ (‬يشكّل‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬96‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬منه،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬0،004‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭) ‬وضغطه‭ ‬المنخفض‭ ‬جداً‭ (‬170‭ ‬مرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأرض‭).‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المفاجأة‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬الليزر‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬250‭ ‬مترا‭ ‬في‭ ‬الثانية‭. ‬وقال‭ ‬سيلفستر‭ ‬موريس‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬شعرت‭ ‬بالذعر‭ ‬قليلاً‭! ‬قلت‭ ‬لنفسي‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬القياسين‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬صحيحاً،‭ ‬إذ‭ ‬ثمة‭ ‬سرعة‭ ‬صوت‭ ‬واحدة‭ ‬فحسب‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬قرب‭ ‬السطح‮»‬‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬ثمة‭ ‬سرعتا‭ ‬صوت‭ ‬على‭ ‬المريخ‭: ‬واحدة‭ ‬للأصوات‭ ‬العالية‭ ‬الحدة‭ (‬الليزر‭) ‬والأخرى‭ ‬لتلك‭ ‬المنخفضة‭ ‬الحدة‭ (‬المروحية‭). ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬‮«‬يكون‭ ‬توهين‭ ‬الصوت‭ ‬أقوى‭ ‬على‭ ‬المريخ‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬خصوصاً‭ ‬الصوت‭ ‬العالي‭ ‬الحدة‭ ‬الذي‭ ‬يتلاشى‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬قصيرة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬الباحث‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬‮«‬المحادثة‭ ‬صعبة‭ ‬بين‭ ‬شخصين‭ ‬تفصل‭ ‬بينهما‭ ‬خمسة‭ ‬أمتار‭ ‬فقط‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للبحوث‭ ‬العلمية‭.‬

وأجرى‭ ‬الباحث‭ ‬حتى‭ ‬مقارنة‭ ‬بحفلة‭ ‬موسيقية،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬تصل‭ ‬إليك‭ ‬أصوات‭ ‬الأوركسترا‭ ‬بالسرعة‭ ‬نفسها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬منخفضة‭ ‬أو‭ ‬عالية‭. ‬فنتخيل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬المريخ،‭ ‬فإذا‭ ‬كنت‭ ‬بعيداً‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ … ‬سيستغرق‭ ‬وصول‭ ‬الصوت‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‮»‬‭.‬

ورأى‭ ‬موريس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرهان‭ ‬العلمي‮»‬‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬مهمة‭ ‬فضائية‭ ‬بميكروفون‭ ‬كان‭ ‬موفقاً‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأداة‭ ‬الجديدة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬بداياتها،‭ ‬فإن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصوات‭ ‬المريخ‭ ‬بواسطتها‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬لغلافه‭ ‬الجوي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬يشبه‭ ‬غلاف‭ ‬الأرض‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬الظروف‭ ‬الملائمة‭ ‬لوجود‭ ‬أشكال‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭.‬

وتوقع‭ ‬تييري‭ ‬فوشيه‭ ‬من‭ ‬مرصد‭ ‬باريس‭ – ‬PSL،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬معدّي‭ ‬الدراسة،‭ ‬أن‭ ‬يتيح‭ ‬تحليل‭ ‬أصوات‭ ‬الاضطرابات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الرياح‭ ‬العمودية‭ ‬المسماة‭ ‬‮«‬أعمدة‭ ‬الحمل‭ ‬الحراري‮»‬،‭ ‬‮«‬تنقيح‭ ‬النماذج‭ ‬الرقمية‭ ‬المستخدمة‭ ‬لتوقعات‭ ‬مناخ‭ ‬المريخ‭ ‬وطقسه‮»‬‭.‬‮ ‬

وقد‭ ‬تجرى‭ ‬بواسطة‭ ‬النوع‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬دراسات‭ ‬صوتية‭ ‬للغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬لكوكبي‭ ‬الزهرة‭ ‬وتيتان،‭ ‬أحد‭ ‬أقمار‭ ‬زحل‭.‬



Most Read

2024-09-22 00:27:31