Breaking News >> News >> Azzaman


وماذا عن قراءة القرآن ؟ – حسين الصدر


Link [2022-04-03 21:33:13]



وماذا عن قراءة القرآن ؟ – حسين الصدر

-1-

جاء في التاريخ :

انّ ” غالب بن صعصعة ” اصطحب ولده ” الفرزدق ” الشاعر الشهير حين وفد على امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب فقال (ع) لغالب :

” عَلِّمْهُ القرآن “

ثم انّ الفرزدق قيّد نفسه وآلى ألا يحل قَيْدَهُ سنةً حتى يحفظ القرآن .

أقول :

اذا كان حفظُ القرآن عَنْ ظَهْر قَلْب عمليةً صعبة على معظم الناس ، فانّ قراءة القرآن وتدبر آياته ليست عملية صعبة .

ومن المهم في شهر رمضان – وهو شهر القرآن – الاقبال على كتاب الله تلاوةً وتدبراً وعرضاً لأنفسنا على القرآن، فما وافقه من أعمالنا وأقوالنا حمدنا الله عليه وسعينا للزيادة ، وما خالفه تبنا منه وأقلعنا عنه .

-2-

روي عن امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) قوله :

( وعليك بكتابِ الله :

فانه الحبلُ المتين ،

والنورُ المبين ،

والري النافع

والعصمة للمتمسك

والنجاة للمتعلق

مَنْ قال به صَدّقَ

ومن عمل به سَبَق )

فطوبى لمن أشرق نور القرآن في قلبه، ولم يَحِدْ عنه في قول أو فعل،

وتلك هي الغاية .

قال الصافي النجفي :

اذا رمتُ تحليقاً الى العالَمِ الثاني

تخذتُ جناحَ النَفْسِ آيةَ قرآنِ

انّ آيات القرآن تحملك الى حيث تحلقّ في الفضاءات النقية الصافية التي تنعش الروح وتغذي العقل وتضفي عليك أروع ألوان السكينة والاطمئنان.

-3-

قال أنس :

” قال لي رسول الله (ص) :

يا بنيّ لا تغفل عن قراءة القرآن اذا أصبحتَ ، واذا أمسيتَ ، فان القرآن يُحيي القلب الميت ، وينهى عن الفحشاء والمنكر “

-4-

وسجّل التاريخ في سِير الكثير من أعاظم العلماء انهم كانوا في شهر رمضان يتفرغون لقراءة القرآن مُقِبْلينَ عليه آناء الليل وأطراف النهار .

-5-

يقول أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) :

” ما جالسَ هذا القرآنَ أحدٌ الاّ قام عنه بزيادةٍ أو نقصان :

زيادة في هدى

أو نقصان في عمىً “

فلماذا تحرم نفسك من هذا العطاء القرآني الكبير ؟

-6-

ان تلاوة القرآن تجلو صدأ القلوب

وقد ورد عنه (ص) قوله :

” من قرأ القرآن ثم راى ان احدا أوتى أفضل مما اوتي فقد استصغر ما عظّمه الله .

-7-

ويحسن بكل واحدٍ منّا أنْ يقرأ كل يوم في ايام الشهر الفضيل جزءً من أجزاء القرآن الثلاثين ليكون قد ختم القرآن كله في هذا الشهر .

وهذا هو الحدّ الأدنى والاّ فان هناك مَنْ يختمه كل يوم ،

وهناك من يختمه في أيام .

وفقنا الله واياكم للاقبال على القرآن تلاوةً وتدبراً واستضاءةً بأنواره ، وانطلاقا الى تجسيده في مساراتنا ومداراتنا .

فذلك هو المأمول .



Most Read

2024-09-22 00:30:16