Muristek
ذكريات عن المذيعة تغريد الحسيني
بيروت – محسن حسين
من بين الذين استقدمتهم الحكومة العراقية في اواخر العهد الملكي مذيعة من اصل فلسطيني هي السيدة تغريد الحسيني زوجة محمد صوان وهو من ضمن الفنيين الذين جاءوا الى العراق للعمل في إذاعة بغداد. بدات تغريد الحسيني العمل الإذاعي في إذاعة القدس ثم عملت في اذاعة الشرق الادنى البريطانية في قبرص قبل غلقها اثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وجاءت الى العراق مع مجموعة تضم صبحي أبو لغد وسميرة عزام وعبد المجيد ابو لبن ومصطفى ابو غربية ومحمد كريم ومحمد صوان (زوجها).
التقيتها عدة مرات في مواضيع صحفية عن الإذاعة والمذيعين تقول ان (المذيع “يجب ان يكون صوته مقبولا ويعتمد على نفسه ولا يخاف ويكون واثقا من نفسه امام المايكرفون وان يكون منتبها دائما ويجب ان يكون المذيع سريع البديهية). وقالت لي في لقاء نشرته في مجلة الأسبوع الصادرة يوم 15 حزيران 1957 انها اصبحت مذيعة بالصدفة (كنت ازور صديقة لي في اذاعة القدس.. وكانت الصديقة تنتظر مجيء مستمعة لتقرأ شعرا في برنامج المرأة لكن المستمعة لم تحضر فعرضت علي الصديقة القصيدة وكانت من الشعر الحزين ولحسن الحظ كنت احب الشعر الحزين وجربت وانسجمت في القراءة وعندما خرجت من الاستوديو وجدت المسؤول في الإذاعة يحمل في يده اليمنى عرضا للعمل كمذيعة).وذكرت لي ان الصعوبة التي واجهتها في العراق فهم اللهجة العراقية قالت (الاقي صعوبة كبيرة في فهمها لكني متأكدة بأنني ساتعلمها).خلال ذلك اللقاء أشارت الى المرأة العراقية وتطورها فقالت (الذي لاحظته هنا ان الأم محجبة بينما ابنتها “مودرن” كانها فتاة اجنبية).
وترى تغريد الحسيني ان (مؤهلات المذيع “أن تكون لغته صحيحة.. وصوته مقبولا ويعتمد على نفسه ولا يخاف وتكون المذيعة واثقة من نفسها امام المايكرفون وأن تكون منتبهة دائما). ومن الطريف ان اذكر ان لتغريد الحسيني أخا وخمس أخوات وكلهم مذيعون.بعد إنهاء عملها في العراق انتقلت مع زوجها الى دول اخرى ومنها إمارة أبوظبي حيث كان لزوجها محمد صوان دور كبير في تأسيس وإدارة إذاعة أبوظبي منذ ولادتها عام 1969 وكانت تغريد تقرأ نشرة الأخبار وقد قال عنها الكاتب المرحوم عبد الله الشيتي إنها تقرأ نشرة الأخبار كأنها قصيدة.
عندما التقيتها عام 1957 كانت لديها بنت اسمها لينا ولما كبرت لينا عملت ايضا مذيعة ونالت شهرة واسعة في الإمارات حيث تقدم من تلفزيون دبي برنامج (حدث ولا حرج ).نقول لينا صوان (والدتي تغريد الحسيني صاحبة الصوت الجهوري العذب هي مثلي الأعلى، فهي سيدة حافظت على بيتها وأسرتها ولم تقصر في مسؤوليتها كأم، بالرغم من كونها امرأة إعلامية، وتعتبر أول مذيعة إذاعة عربية نالت من الشهرة الواسعة ما جعلها تُطلب للعمل في معظم الإذاعات العربية والخليجية، علمتني الأساس في كيفية عمل المرأة الإعلامي، كما علمتني أبجديات العمل الإعلامي الراقي ليس في الشكل أمام الكاميرا وإنما أيضا في الكلمة واختيار الموضوع وكيفية تقديم المعلومة والتحاور والتعامل مع الضيوف”.
لا اعرف اين تغريد الحسيني لكني عثرت على كلمة لابنتها الإعلامية لينا صوان، صاحبة برنامج (حدث ولا حرج) في تلفزيون دبي بمناسبة يوم الأم عام 2005 ان امها مقيمة في لندن أما محمد صوان فقد توفي عام 2015 في لندن حيث عمل في بي بي سي عربي في فترة التسعينيات وحتى عام 2006.