الجنون المنسي – حسين الصدر
-1-
العقل من أعظم النعم الالهية على الانسان وَبِهِ امتاز عن سائر المخلوقات الاخرى .
-2-
وبالعقل يتم التوصل الى استيعاب العلوم ،
وبه يتمكن الأفذاذ من الابتكار والابداع والاختراع .
وهكذا يتم إثراء المسيرة البشرية بالجديد من المكتشفات والمخترعات .
-3-
وقد يتطاول بعض الحمقى عليك فتُغضي عنهم ، ولكنك لا تستطيع تَحَمُّل صفة الجنون اذا أُطلقت عليك ..!!
لانّ فاقد العقل من سقط المتاع .
-4-
والسؤال الآن :
مَنْ هو المجنون ؟
والجواب :
لقد روى أنس فقال :
(مّرَّ برسول الله (ص) رجلٌ فقيل :
هذا مجنون ،
فقال (ص) :
المجنون هو المقيمُ على المعصية ولكنّ هذا رجلٌ مصاب)
انّ ارتكاب المعصية هو الجنون ، ذلك ان العقل يحكم بوجوب طاعة الله والبعد عن معصيته، ووقاية النفس من أليم عذابه .
واذا كانت السيئة صغيرةً فان الاصرار عليها يحوّلها الى كبيرة ..
والاصرار يتحقق باجتراحها مرتيْن ..
-5-
واذ يقرع الرسول (ص) الأسماع بتحديد هذا المعنى للجنون – وهو مالا يخطر على بال معظم الناس – فانه يدعونا الى استحضار الرقابة الالهية علينا في كل قول وفعل .
وأنَّ العاقل هو الذي ينتصر على نفسه فينأى بها عن الانحدار الى سفوح المعاصي ، ولا شيء أثمن من الايمان والعمل الصالح، وهما الذخيرة الحقيقية للانسان في الدنيا والآخرة .
نسأله تعالى أنْ يوفقنا وايّاكم لمراضيه ، وأنْ يجنبنا معاصيه ، انّه هو الهادي والمعين .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العامين .
2024-09-22 01:44:06