Breaking News >> News >> Azzaman


الانسداد السياسي مصطلح للمزايدة


Link [2022-04-02 05:32:42]



فاتح عبدالسلام

لم‭ ‬يكن‭ ‬مصطلح‭ ‬الانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬مستخدماً‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبرز‭ ‬الخلاف‭ ‬حول‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬ستسمي‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬انسدادات‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬حلول‭ ‬وازدادت‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬حتى‭ ‬انّ‭ ‬قضية‭ ‬المحاصصة‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬التشكيلات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬يتمسك‭ ‬بها‭ ‬فريق‭ ‬سياسي‭ ‬او‭ ‬اكثر‭ ‬الان‭ ‬كانت‭ ‬ابرز‭ ‬الانسدادات‭ ‬التي‭ ‬أعاقت‭ ‬الانتقال‭ ‬الى‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحضارية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬للخيار‭ ‬الديمقراطي‭. ‬

ألم‭ ‬يكن‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬الاغتيال‭ ‬والتغييب‭ ‬والتعذيب‭ ‬والتهجير‭ ‬ونهب‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬وتقاسم‭ ‬الجزء‭ ‬المخفي‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬النقاط‭ ‬الجمركية‭ ‬الحدودية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬العراقيون‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬أملا‭ ‬في‭ ‬حلّه؟

هكذا‭ ‬ببساطة،‭ ‬جرى‭ ‬استيلاد‭ ‬مصطلح‭ ‬الانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬افواه‭ ‬سياسيين‭ ‬متضررين،‭ ‬عندما‭ ‬أصبحت‭ ‬بعض‭ ‬الطروحات‭ ‬تعارض‭ ‬مصالح‭ ‬جهات‭ ‬وأحزاب‭ ‬وشخصيات‭ ‬ظلّت‭ ‬تنعم‭ ‬في‭ ‬امتيازات‭ ‬المناصب‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭.‬

‭ ‬البلد‭ ‬كله‭ ‬يواجه‭ ‬انسداداً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مشكلات‭ ‬أساسية‭ ‬تخص‭ ‬انتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬بأيدٍ‭ ‬عراقية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تحويل‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالآخرين‭ ‬الى‭ ‬عملية‭ ‬رهن‭ ‬لثروات‭ ‬البلاد،‭ ‬لاسيما‭ ‬انّ‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬بلدان‭ ‬أوبك‭ ‬ويمتلك‭ ‬خزيناً‭ ‬متراكماً‭ ‬من‭ ‬الخبرات،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تبدد‭ ‬بعضها‭.‬

الانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬حاصل‭ ‬لأنّ‭ ‬الدستور‭ ‬العراقي‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬مراجعته‭ ‬وتعديله‭ ‬وربما‭ ‬كتابته‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬استمراء‭ ‬السياسيين‭ ‬لعبة‭ ‬تجاهل‭ ‬الدستور،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬وضعه‭ ‬الحالي،‭ ‬واللعب‭ ‬عليه‭ ‬وتوظيفه‭ ‬بحسب‭ ‬مقتضى‭ ‬المصالح‭ ‬والجهات‭ ‬المتنفذة‭.‬

‭ ‬التوافقات‭ ‬التي‭ ‬منعت‭ ‬محاسبة‭ ‬الفاسدين‭ ‬واغرقت‭ ‬البلاد‭ ‬بالرواتب‭ ‬الفضائية،‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬جوهر‭ ‬الانسداد‭ ‬السياسي‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬للعراق،‭ ‬برغم‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬حين‭ ‬توجه‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بالأنظار‭ ‬لنهضة‭ ‬البلد‭ ‬كونه‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة،‭ ‬لكن‭ ‬ضاعت‭ ‬الفرصة‭ ‬لعدم‭ ‬قيام‭ ‬طاقم‭ ‬سياسي‭ ‬وطني‭ ‬مؤهل‭ ‬لقيادة‭ ‬البلد،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬موجودا‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬التقاسمات‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬والسلطة،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادته‭ ‬اضعافا‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬بناء‭ ‬كل‭ ‬حجر‭ ‬هدمته‭ ‬نيران‭ ‬الحرب‭ ‬او‭ ‬سنوات‭ ‬الحصار‭ ‬التي‭ ‬سبقتها‭ ‬أيضا‭ ‬وأوقفت‭ ‬نمو‭ ‬البلد‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬بقرارات‭ ‬الدول‭ ‬النافذة‭ ‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬عزفت‭ ‬عن‭ ‬البلد‭ ‬وهو‭ ‬يغرق‭ ‬في‭ ‬بحيرات‭ ‬فساد‭ ‬المتنفذين‭.‬

مضى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬والعراق‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الدولة‭ ‬المشلولة،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬الفاشلة‭ ‬لأن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬البذرة‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬البلد‭ ‬تعمل‭ ‬وتضحي‭.‬

‭ ‬وعوامل‭ ‬الشلل‭ ‬كثيرة‭ ‬ومعروفة‭ ‬ومعاشة

يومياً،‭ ‬وهي‭ ‬عناوين‭ ‬قديمة‭ ‬ومزمنة‭ ‬للانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬بمعناه‭ ‬الوطني‭. ‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-22 01:05:13