آخر مهلة دستورية يوم 6 نيسان ولا اتفاق على جلسة برلمانية مقبلة
بغداد – عبدالحسين غزال
أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء، رفض التوافق مع تحالف «الإطار التنسيقي»؛ بشأن انتخاب رئيس البلاد وتشكيل حكومة جديدة بالعراق.
جاء ت تغريدة الصدر عبر حسابه على موقع «تويتر»، عقب ان أخفق البرلمان العراقي للمرة الثالثة الأربعاء بانتخاب رئيس للجمهورية لعدم اكتمال النصاب نتيجة مقاطعة عدد كبير من النواب، رافعاً الجلسة «حتى إشعار آخر»، في تكرار لسيناريو الجلسة السابقة، وسط تواصل الخلافات السياسية والانسداد السياسي.
وبعد ستة أشهر من الانتخابات النيابية المبكرة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، لا يزال العراق من دون رئيس جديد، وبالتالي من دون رئيس حكومة جديد يتولى السلطة التنفيذية.
وغالبا ما يكون المسار السياسي معقدا وطويلا في العراق بسبب الانقسامات الحادة والأزمات المتعددة وتأثير مجموعات مسلحة نافذة. وجاء في بيان صادر عن الدائرة الإعلامية لمجلس النواب أن «مجلس النواب رفع جلسته إلى إشعار آخر بعد تصويته على مهام عدد من اللجان النيابية وأسماء أعضائها».
ولم يتمّ حتى الان تحديد موعد للجلسة المقبلة.
قانونياً، ليس أمام البرلمان سوى حتى السادس من نيسان/ابريل لانتخاب رئيس، بحسب قرار من المحكمة الاتحادية، أعلى سلطة قضائية في البلاد.
.وقال الصدر: «لن أتوافق معكم (في إشارة لتحالف الإطار التنسيقي)، فالتوافق يعني نهاية البلد، لا للتوافق بكل أشكاله».
وأضاف: «ما تسمونه بالانسداد السياسي أهون من التوافق معكم وأفضل من اقتسام الكعكة، فلا خير في حكومة توافقية محاصصاتية».
كما تساءل الصدر: «كيف ستتوافقون مع الكتل وأنتم تتطاولون ضد كل المكونات وكل الشركاء الذين تحاولون كسبهم؟».
وخاطب زعيم التيار الصدري الشعب العراقي قائلا: «لن أعيدكم لمأساتكم السابقة، وذلك وعد غير مكذوب، فالوطن لن يخضع للتبعية والاحتلال والتطبيع والمحاصصة».
موقف الصدر يأتي عقب دعوة «الإطار التنسيقي»، التحالف الثلاثي «إنقاذ وطن» الذي يضم الصدر، إلى التفاهم والحوار لحل المشاكل العالقة بشأن انتخاب رئيس البلاد وتشكيل حكومة جديدة.
ويسعى الصدر إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، بخلاف بقية القوى الشيعية ضمن «الإطار التنسيقي»، التي التي ترفض اعلان الكتلة الأكبر من المكونات العراقية بقيادة الشيعة وتريدها خالصة شيعية في رفض صارخ للمفهوم الوطني لكنها تطالب بحكومة توافقية تشارك فيها جميع القوى السياسية داخل البرلمان على غرار الدورات السابقة.
ودعا «الإطار التنسيقي» الخصم اللدود للصدر، الأربعاء، التحالف الثلاثي «إنقاذ وطن» إلى التفاهم والحوار لحل المشاكل العالقة بشأن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
جاء ذلك في تصريحات القيادي في تحالف «الإطار التنسيقي» هادي العامري، للصحفيين بعد اجتماع بمكتبه في بغداد لقوى مقاطعة جلسة البرلمان. ويضم الإطار التنسيقي ائتلاف دولة القانون، وتحالف قوى الدولة، وتحالف النصر، وتحالف الفتح (فصائل الحشد الشعبي بعضها مقرب من إيران)، وحركة عطاء، وحزب الفضيلة.
وقال العامري: «نعتقد أن طريق كسر الإرادات واستبعاد الأطراف الأخرى لن يؤدي لاستقرار العراق، فكلامنا للقوى السياسية وبالأخص التحالف الثلاثي، أن قلوبنا مفتوحة للتوصل إلى حل للخروج من الانسداد السياسي».
ويحظى برهم صالح بتأييد القوى الشيعية ضمن «الإطار التنسيقي» الموالية للحرس الثوري الايراني، في حين يلقى أحمد دعم تحالف «إنقاذ وطن» (175 مقعدا) والمكون من قوى شيعية وسنية وكردية بارزة في العراق.
وبموجب العرف الدستوري في العراق، يتولى الأكراد رئاسة البلاد، والسنة رئاسة البرلمان، والشيعة رئاسة الحكومة.
وانتخاب رئيس جديد للبلاد خطوة لا بد منها للمضي قدما في تشكيل الحكومة المقبلة، حيث ينص الدستور على قيام الرئيس المنتخب بتكليف مرشح الكتلة الأكبر بالبرلمان، لتشكيل الحكومة في غضون 30 يوما.
2024-09-22 04:42:28