Breaking News >> News >> Azzaman


ذاهبون الى طريق لا رجوع فيه


Link [2022-03-31 01:33:09]



فاتح عبدالسلام

نقطة‭ ‬الخلاف‭ ‬الرئيسة‭ ‬المعلن‭ ‬عنها‭ ‬بلسان‭ ‬أصحابها،‭ ‬هي‭ ‬رفض‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬المحاصصة‭ ‬الطائفية‭ ‬بامتيازات‭ ‬حصرية‭ ‬متناسلة‭ ‬ضمن‭ ‬التقسيم‭ ‬الثلاثي‭ ‬المستنفد،‭ ‬الى‭ ‬حكومة‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ ‬الأغلبية‭ ‬وتتسع‭ ‬للمفهوم‭ ‬الوطني‭ ‬الأكبر‭. ‬حجة‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عجزهم‭ ‬في‭ ‬مغادرة‭ ‬زواياهم‭ ‬الضيقة‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والمصلحة،‭ ‬فهم‭ ‬يرون‭ ‬انّ‭ ‬العراق‭ ‬لايزال‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬البقاء‭ ‬تحت‭ ‬خيمة‭ ‬التوافقات‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تميل‭ ‬كفة‭ ‬على‭ ‬كفة‭ ‬وانه‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬اعلى‭ ‬في‭ ‬النضج‭ ‬السياسي،‭ ‬ولا‭ ‬يقدمون‭ ‬توقيتات‭ ‬تقريبية‭ ‬لزمن‭ ‬الارتقاء‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬ذات‭ ‬يوم،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تفاسير‭ ‬شتى‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاص‭ ‬إيجابيات‭ ‬مرحلية‭ ‬وسلبيات‭ ‬استراتيجية‭ ‬منها‭.‬

أمّا‭ ‬حكومة‭ ‬الأغلبية‭ ‬الوطنية،‭ ‬فهي‭ ‬عنوان‭ ‬الطريق‭ ‬الصعب‭ ‬والمستحق‭ ‬بعد‭ ‬انتكاس‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭. ‬غير‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬لوحدها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استكمال‭ ‬مشهد‭ ‬العلاقات‭ ‬البنائية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المفترضة،‭ ‬بقيام‭ ‬معارضة‭ ‬سياسية‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬ومحيطه،‭ ‬قد‭ ‬تذهب‭ ‬الى‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬ظل‭ ‬بنّاءة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬العريقة،‭ ‬وهذا‭ ‬حلم‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬تجاوزه‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الإلغاء‭.‬

الطريقان‭ ‬ليسا‭ ‬مستقيمين‭ ‬نحو‭ ‬اهدافهما‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬ذات‭ ‬السمة‭ ‬الانتقالية‭ ‬من‭ ‬حال‭ ‬الى‭ ‬اخر،‭ ‬وهذه‭ ‬السمة‭ ‬الأساس‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬وتشكلت،‭ ‬كاملة‭ ‬او‭ ‬ناقصة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬علامات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬التراجع‭ ‬عنها،‭ ‬لذلك‭ ‬لابدّ‭ ‬لقوى‭ ‬المحاصصة‭ ‬والتوافقات‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬هذا‭ ‬المتغير‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬وانتهى،‭ ‬وليس‭ ‬سيحصل‭ ‬ويمكن‭ ‬الاخذ‭ ‬والرد‭ ‬بشأنه‭. ‬

من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬التعاطي‭ ‬السياسي‭ ‬وحده‭ ‬مع‭ ‬الخارطة‭ ‬الماثلة‭ ‬اليوم‭ ‬يمكن‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬نقاط‭ ‬التقاء‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬عدم‭ ‬تعريض‭ ‬البلد‭ ‬لأزمات‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬يعانيه‭ ‬منذ‭ ‬تسع‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬تعيسة‭.‬

ثمة،‭ ‬توجهات‭ ‬واضحة،‭ ‬تغذيها‭ ‬بعض‭ ‬العقائديات‭ ‬السياسية‭ ‬المنغلقة‭ ‬والصدئة‭ ‬والملوثة،‭ ‬تذهب‭ ‬الى‭ ‬الدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬صراع‭ ‬الارادات،‭ ‬وليس‭ ‬المنافسة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬عمر‭ ‬زمني‭ ‬دستوري‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬تحت‭ ‬خيمة‭ ‬التداول‭ ‬السلمي‭ ‬للسلطة‭. ‬صراع‭ ‬الارادات‭ ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬نهايته‭ ‬المجهول‭ ‬المرعب،‭ ‬ولا‭ ‬رجوعَ‭ ‬متاحاً‭ ‬فيه‭.‬‭ ‬

هنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتجاهلها‭ ‬بعضهم‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬أو‭ ‬جهل،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬معتاد،‭ ‬من‭ ‬غلق‭ ‬العيون‭ ‬والآذان‭ ‬عمّا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬بعيد‭ ‬جداً‭ ‬عن‭ ‬أروقة‭ ‬الأحزاب‭ ‬وقوى‭ ‬النفوذ‭ ‬ودهاليزها‭ ‬وأقبيتها،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬هناك‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬وحيداً‭ ‬مكشوف‭ ‬الصدر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭. ‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-22 04:53:31