Muristek
البرلمان يخفق للمرة الثالثة في إنتخاب رئيس الجمهورية
الصدر: الإنسداد السياسي أهون من التوافق معكم
العامري يطرح مبادرة ويبقي الأبواب مفتوحة أمام الجميع
بغداد – الزمان
اخفق مجلس النواب للمرة الثالثة، امس الاربعاء، في تحقيق نصاب الثلثين لأنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد أيام من محاولة سابقة افشلتها مقاطعة نواب الاطار التنسيقي وحلفائه. و بعد ستة أشهر من الانتخابات النيابية المبكرة في تشرين الأول الماضي لايزال العراق من دون رئيس جديد، وبالتالي من دون رئيس حكومة يتولى السلطة التنفيذية. وتأتي جلسة امس بعد فشل جلسة السبت التي كان مقرراً أن ينتخب فيها رئيس الجمهورية لعدم اكتمال نصاب الثلثين من اصل 329 نائباً اللازم للشروع بالعملية، وبفشل جلسة امس كذلك، يكون أمام البرلمان حتى السادس من نيسان المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، بحسب قرار من المحكمة الاتحادية. وإذا تخطى هذا التاريخ، فلا يوجد بموجب الدستور ما يحدّد كيفية التعامل مع المسألة، ولذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة في حال لم تتوصل الأطراف المعنية الى توافق. ويقول المحلل السياسي حمزة حداد (قد نصل إلى نقطة يجري فيها الذهاب إلى انتخابات جديدة لكسر الانسداد، لا سيما في حال ضغط الرأي العام باتجاه المضي قدماً، لكي يجري تمرير أمور على غرار الموازنة العامة). وقاطع جلسة السبت 126 نائباً بناء على دعوة من الإطار التنسيقي، التحالف الذي يضمّ دولة القانون بزعامة نوري المالكي وكتلة الفتح بزعامة هادي العامري وكتل أخرى. في المقابل، شارك نواب في جلسة امس، ينتمون للتحالف الذي يقوده التيار الصدري. وهناك أربعون مرشحاً لمنصب رئاسة الجمهورية، لكن المنافسة الفعلية تنحصر بين شخصيتين تمثلان أبرز حزبين كرديين هما برهم صالح، مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني، وريبر أحمد، مرشح الحزب الديموقراطي الكردستاني. إلا ان مرشحاً مستقلاً هو خالد شيخ صديق عبد العزيز يؤكد لـ(الزمان) وجود اجماع على اختياره رئيساً توافقياً. ويقول ان (الوضع العراقي يحتاج لشخصية مستقلة مثلي تتمتع بعلاقات متوازنة في الداخل والخارج)، ويفترض أن يحصل المرشح على أصوات ثلثي النواب ليفوز. ولم يحصل مذّاك أي تغيير في المواقف السياسية. وقال النائب بهاء النوري الناطق باسم تحالف دولة القانون لفرانس برس (حتى الان لا توجد مباحثات ومفاوضات بشكل جدي وحقيقي… واذا لم يحصل اتفاق سنقاطع الجلسة).
ويدفع التيار الصدري ، الفائز الأكبر في الانتخابات التشريعية، إلى تشكيل حكومة أغلبية، مؤكداً أنه يملك الكتلة الأكبر مع تحالف من 155 نائباً مع الحزب الديموقراطي الكردستاني وتكتل أحزاب السيادة أبرزها حزب يقوده رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وصوت مجلس النواب على عدد من مهام اللجان النيابية في الجلسة. وذكرت الدائرة الاعلامية في بيان، ان (البرلمان، صوت على تعديل بعض الفقرات من نظامه الداخلي ومهام لجانه النيابية). واضافت، ان (مجلس النواب صوت على مهام لجنة الكهرباء والطاقة النيابية، فضلا عن مهام لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة ، وكذلك مهام لجنة الاستثمار والتنمية). وتابعت ان (المجلس صوت على مهام لجنة التخطيط الاستيراتيجي والخدمة الاتحادية ، وعلى مهام لجنة النقل والاتصالات ، و لجنة الخدمات والاعمار ، و لجنة العمل ومؤسسات المجتمع المدني)، وبينت ان (المجلس صوت كذلك على اسماء اعضاء لجنتي القانونية، و العلاقات الخارجية(.
كما صوت المجلس على إضافة أعضاء الى اللجنة المالية. وهم (محمد نوري، سجاد جاسم حسين، اخلاص الدليمي، محاسن حمدون، هيثم الزهوان، الاء الابراهيمي). ورفع المجلس جلسته إلى إشعار آخر. وسط مناخ سياسي ملبد بالغيوم وتصريحات متضاربة. أو تنطوي على تحد. فقد اكد الصدر، اليوم ان (المواطن لن يخضع للتبعية والاحتلال والمحاصصة). وقال في تغريدة أمس (لن أتوافق معكم، فالتوافق يعني نهاية البلد). واضاف لا للتوافق بكل اشكاله، فما تسمونه بالانسداد السياسي أهون من التوافق معكم وأفضل من اقتسام الكعكة معكم، فلا خير في حكومة توافقة محاصصاتية). وتساءل (كيف ستتوافقون مع الكتل وأنتم تتطاولون ضد كل المكونات وكل الشركاء الذين تحاولون كسبهم لفسطاطكم). ووجه خطابه للشعب، قائلاً (لن أعيدكم لمأساتكم السابقة، وذلك وعد غير مكذوب، فالوطن لن يخضع للتبعية والإحتلال والتطبيع والمحاصصة والشعب لن يركع لهم إطلاقا). فيما غرد رئيس تحالف دولة القانون نوري المالكي بالقول (تحالف الاطار والمتحالفون معه اكدوا قوة الثلث الضامن الذي ثبت اليوم بمنع عقد جلسة يعدها الاطار خطيرة). بالمقابل أكد العامري أن (التحالف سيطرح مبادرة تسهم بالخروج من الأزمة السياسية الحالي)، واشار إلى أن (تحالفه مع وجود معارضة حقيقية لتقويم العملية السياسية). وقال العامري للصحفيين، عقب اجتماع لنواب الاطار في منزله إن (التحالف سيطرح مبادرة وتكون مدروسة وهي الآن قيد البحث، وستسهم بالخروج من الأزمة السياسية الحالية). وأضاف (نؤكد ضرورة أن تكون هناك معارضة حقيقية في البرلمان لتقويم العملية السياسية)، مشيراً إلى أن (أبواب تحالف الفتح مفتوحة أمام الجميع). وحدد نائب عن الإطار التنسيقي، خيارات قال انها تسهم بالخروج من الانسداد السياسي وقال جاسم الموسوي في تصريح إن (هناك خيارين للخروج من الأزمة الحالية أولهما تشكيل الكتلة الاكبر للمكون الشيعي، ويخضع للتفاوض وهو الحل الاسلم لإنهاء الأزمة). وشهدت الجلسة تلاسناً بين النواب، حين خاطب وعد القدو زميله عضو التيار الصدري بالقول (انت تريد اجردني من كلشي ومن تستلم السلطة التنفيذية تسلك ابو ابويه) وقال النائب المستقل حسين السعبري في تصريح (لا نصاب لهذا اليوم .. والجلسة التي ستعقد خلال الفترة من 3 -6 نيسان ستشهد انتخاباً لرئيس الجمهورية). وعلق الخبير في استطلاع الرأي منقذ داغر بالقول (أفهم منطق قوى الاطار بمقاطعة جلسات البرلمان، وان كنت لا اتفق معه. لكن ما هي الرسالة التي يود هؤلاء المقاطعين ايصالها للعراقيين حين يجتمعون في بيت هذا السياسي او ذاك في موعد كل جلسة برلمان يقاطعوها؟ هل المقصود ان بيت هذا السياسي بديل عن بيت الشعب (البرلمان)، وأنهم نواب الزعيم لا الشعب؟). وفي تطور عقد التحالف الثلاثي اجتماعا بمنزل الشيخ خميس الخنجر بحضور وفد من التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وقالت مصادر ان (الاجتماع ناقش ازمة عبور البلد الى بر الامان).