Breaking News >> News >> Azzaman


السيستاني والبارزاني يجهضان محاولات دق أسفين بين أربيل والنجف


Link [2022-03-29 02:53:08]



وأد فتنة أذكاها تصريح شخص ألقي القبض عليه

السيستاني والبارزاني يجهضان محاولات دق أسفين بين أربيل والنجف

أربيل – فريد حسن

بغداد – قصي منذر

أخمد موقف ابوي للمرجع الديني السيد علي السيستاني ورسالة موجهة الى الرأي العام لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ناراً حاول متربصون اشعالها امس، في بغداد والمحافظات، على خلفية قيام أحد الاشخاص بالاساءة الى المرجعية في النجف. وبرغم قيام جمع ممن وصفوا انفسهم مدافعين عن المرجعية، باحراق الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة الكرادة ببغداد ، فان التهدئة كانت علامة فارقة بالنسبة للطرفين. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي نص للسيستاني يخاطب العاملين في مكتبه والقائمين على حمايته مؤداه (لو جاءكم رجل سبني وشتمني وهتك حرمتي (تجاوز على عرضي) وأبصق على صورتي امامكم غير مسموح لكم بمس شعرةً منه بل تقضو حاجته) واضاف (فإذا كان لديكم هذا الصبر والتحمل فأهلاً بكم ، وإذا كنتم غير قادرين عليه فأذهبو وأتركو أمركم إلى الله ، مثلما تركت أمري إلى الله “جل سبحانه ). فيما دان البارزاني بشدة تصرف الشخص المسيء للمرجعية. وقال في رسالة الى الرأي العام (ندين بشدة الأساءة التي حصلت يوم امس من قبل احد الاشخاص بحق المرجعية، ولا يمكن القبول بأي شكل من الاشكال الإساءة للمقدسات والرموز العليا، ويعدّ تجاوزا للخطوط الحمراء، مؤكدين على إن مثل هذه السلوكيات لا مكان لها في ثقافة ومبادئ شعب كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني). واكد إن (ثوابت كوردستان غنية بثقافة التعايش والتسامح الديني، والإساءة للرموز الدينية والمرجعيات لم يكن لها مكان في سلوكيات شعب كوردستان وأخلاقياته في أي وقت). وقال إن (شعب كوردستان يقدر ويحترم بقوة الرموز الدينية والتاريخ العريق من الصداقة والاحترام بين الخالد ملا مصطفى بارزاني وآية الله الحكيم والشهيد الصدر خير دليل على ذلك). وشدد على القول انه ( تم اعتقال الشخص الذي ارتكب الإساءة للرموز الدينية وتم تقديمه للقضاء وسينال جزاءه العادل). واضاف (وفي ذات الوقت نندد بشدة  عملية إحراق مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد، التي تكررت للمرة الثانية من قبل مجموعة من المندسين والخاسرين التي لم يكن في وسعها الا ان تركتب اعمالا تخريبية، مما يدلل على حالة التوتر وعدم الاستقرار والفوضى).

وكانت وزارة الداخلية في اقليم كردستان قد قالت في بيان (بعد أن قام شخص باسم نايف كردستاني بنشر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض فيها لموقع المرجعية ، قامت القوات الامنية في اقليم كردستان وبأمر مباشر من وزير الداخلية بالقاء القبض على المذكور وتسليمه للجهات القضائية لغرض اتخاذ الاجراءات القانونية بحقه). واشارت الى ان (حرية التعبير لا تعني التجرؤ على المساس بالرموز الدينية والوطنية وان التطاول عليهم وبالاخص مقام المرجعية ليس مقبولا ولايمكن السكوت عليه ونؤكد ان المذكور لا يمثل الا نفسه وموقف حكومة اقليم كردستان والشعب الكوردستاني واضح وصريح في احترام وتجليل دور المرجعية الرشيدة في العراق والعالم الاسلامي وسيبقى كذلك). وفي اعقاب ذلك اكد مصدر في مكتب السيستاني في النجف ان (المرجعية او وكلاءها لم تعط اي اذن للتظاهر و الدفاع عنها).

ودخل على خط التهدئة مرشحون لمنصب رئيس الجمهورية بينهم عبد اللطيف جمال رشيد حيث صرح بالقول إن (التصريحات المشينة ضد مقام المرجعية الدينية العليا تتعارض مع نهج القيادة والشعب الكردي القاضي باحترام كافة المراجع الدينية صمام أمان العراق، هذه التصريحات المدانة وغير المسؤولة أدّت الى وقوع حادث الاعتداء المؤسف على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني ليلة أمس). واضاف انه (لا يمكننا القبول بأي شكل من أشكال الإساءة والتجاوز على المراجع والرموز الدينية، فالشعب الكردي يرفض رفضاً قاطعاً مثل هذه الممارسات الشاذة التي قام بها نفر ضال). وفي بيان اكد الحزب الديمقراطي الكردستاني أن (قيادة الحزب تكن  كل الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية الرشيدة ورجال الدين الإكارم و ينصح بشكل متواصل أعضاءه وكوادره بضرورة احترام جميع المرجعيات الإسلامية والديانات الأخرى ، وذلك تماشيا مع نهج البارزاني الخالد)، واضاف (نستنكر وندين وبشدة تغريدة  المدعو نايف الكردستاني الذي اساء فيها الى المرجعيات الرشيدة. كما نعلن للجميع أن الشخص المذكور ليس له اية علاقة او انتماء بالحزب لا من قريب ولا من بعيد، وان تغريدته تمثل رأيه الشخصي وليس له اية صلة بحزبنا الذي يؤمن إيماناً حقيقياً بالتعايش السلمي واحترام المعتقدات الدينية و المذهبية).

وعدَّ حكماء من العرب والكرد، محاولات المزايدة على هذا الموضوع واذكاء الفتنة الطائفية من خلاله ، نوعاً من المزايدة المكشوفة، مؤكدين ان قيام البعض بتقديم شكاوى قضائية بحق المسيء الذي القي القبض عليه في أربيل ، عمل لا اهمية له ولا موجب لأن القانون سيقتص منه. من جهته امر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعزل قائد الفرقة الاولى شرطة اتحادية من منصبه واحالته للتحقيق مع مجموعة من الضباط بسبب تقصيرهم في واجباتهم، اثر حرق مقر (البارتي) في بغداد.

وكان وزير داخلية الاقليم المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي ريبر أحمد قد قال في بيان (بأمر مباشر مني تم القاء القبض على المدعو نايف كردستاني بعد نشره تغريدة مسيئة لمقام المرجعية الدينية ، والمذكور سُلم الى الجهات القضائية لغرض اتخاذ الاجراءات القانونية بحقه)، مشدداً على القول ان (حرية التعبير لا تعني التجرؤ على المساس بالرموز الدينية والوطنية وان التطاول عليهم وبالاخص مقام المرجعية الدينية ليس مقبولا ولايمكن السكوت عليه). واضاف ان (المذكور لا يمثل الا نفسه وموقف حكومة إقليم كردستان والشعب الكردستاني واضح وصريح في إحترام وتجليل دور المرجعية الرشيدة في العراق والعالم الإسلامي وسيبقى كذلك).

وفي مراجعة الى القانون بهذا الشأن، فان المادة 372 من قانون العقوبات تنص على (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات كل من اعتدى باحدى طرق العلانية على معتقد لاحدى الطوائف الدينية او حقر من شعائرها. ومن تعمد التشويش على اقامة شعائر طائفة دينية او على حفل او اجتماع ديني او تعمد منع او تعطيل اقامة شيء من ذلك، ومن خرب او اتلف او شوه او دنس بناء معدا لاقامة شعائر طائفة دينية او رمزا او شيئا اخر له حرمة دينية، ومن طبع او نشر كتابا مقدسا عند طائفة دينية اذا حرف نصه عمدا تحريفا يغير من معناه او اذا استخف بحكم من احكامه او شيء من تعاليمه. و من اهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة دينية. ومن قلد علنا نسكا او حفلا دينيا بقصد السخرية منه. كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات كل من تعرض باحدى طرق العلانية للفظ الجلالة سبا او قذفا باية صيغة كانت.

وكشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، امس، عن ارسال وفد من الاقليم الى النجف لتقديم الاعتذار للمرجع الديني السيستاني عما بدر من إساءة من نايف الكردستاني بحقها. وقال، باجلان في صفحته في تويتر، (سأقوم بحملة شعبية لتنظيم وفد من شعب كردستان لزيارة النجف الاشرف لتقديم الاعتذار لسماحة السيستاني لما بدر من مواطن كردستاني تجاه المرجعية ولوأد الفتنة ودعم نسيج مجتمعنا بكل اطيافه ومن الله التوفيق). وأضاف ان (المرجعية خط أحمر، لايحق لأي شخص أي كان منصبه او درجته الحزبية محاولة الاساءة للمرجعية او جرها الى الساحة السياسية بأي شكل من الاشكال، وانا أجزم بأن “نايف”، ليس لديه اي صفة حزبية ولا اي درجة ولا منصب وإن رأيه يمثل نفسه ليس إلا). ولفت باجلان الى انه (لن ولن ننسى يوما فتوى سماحة السيد الحكيم عندما حرم قتال الكرد وكذلك فتوى سماحة السيد السيستاني الجهاد الكفائي لذلك مرجعيات النجف لهم مكانة واحترام خاص في كوردستان). ونفى صلته أمس بالمدعو نايف الكردستاني بعد تصريحاته المسيئة للمرجعـــية.



Most Read

2024-09-22 09:32:51