Breaking News >> News >> Azzaman


دور النقد والنقاد في تطور الحركة الشعرية


Link [2022-03-29 02:53:08]



ملاحظات حول المهرجانات في العراق

دور النقد والنقاد في تطور الحركة الشعرية

حميد الحريزي

بعد الانحسار النسبي لجائحة كورونا في العراق بدأت تنشط وتعقد الكثير من المهرجانات الثقافة والأدبية والشعرية على وجه الخصوص، وقد سجلت الكثير من الانتقادات حول هذه المهرجانات منها تنظيمي ومنها حول طبيعة النصوص  الشعرية التي ترتقي المنصة، حيث تميز العديد منها بالضعف والترهل وفقدان بصمة الإبداع.

كسل نقدي

نرى أن أحد  أهم أسباب هذه الظاهرة هو الكسل النقدي، وعدم ممارسة النقاد دورهم في تناول النصوص الشعرية  المساهمة في المهرجانات،  وذلك بسبب الآلية المتبعة  في اختيار  النصوص المشاركة وعدم اطلاع النقاد على تلك النصوص المشاركة، إلا من خلال  منصة المهرجان  لذلك نرى:-ــ يجب أن تعرض النصوص المشاركة في كل مهرجان على لجنة مختصة من نقاد وشعراء  في كل محافظة  وعزل النصوص الركيكة التي لا يتوفر فيها شرط الإبداع .  ــ يجب أن يتم الاختيار على أساس النص وليس الشخص كما  يجري الآن، حيث تتكرر الوجوه  وتتكرر النصوص والمشاركات بعيداً عن المستوى الإبداعي  بناء على المجاملات والأخوانيات  لا علاقة لها بالإبداع، والشواهد كثيرة كما شهدتها المهرجانات المختلفة المقامة في مختلف المحافظات العراقية في الآونة الأخيرة، وقد حفزني  لكتابة هذه المقالة، مقالة الدكتور عارف الساعدي حول واقع المنتج الشعري في العراق  في الوقت الحاضر((وربما كانت المهرجانات والمسابقات الشعرية والجوائز التي تُفصل على قصائدَ معينة وأغراضٍ محددة قد حولت عدداً من هؤلاء الشعراء إلى ببغاوات تردد وتكتب ما يُطلب منها، بوصف الشاعر الآن نجاراً وعدتُه النجارية هي اللغة، فتخرج النصوص باردة ومصنوعة صناعة لا روح فيها.ربما شكل غياب النقد العراقي أزمة أخرى من أزمات الشعر هنا، فقد ابتعد عن متابعة ما يحصل من تدهور شعري وعدم تأشير ذلك التدهور بوضوح دون لف أو دوران، فقد بقي النقد الأدبي يعجن بالمصطلحات النقدية التي لا يفهم منها شيءٌ إطلاقاً، فلم نر ناقداً إلى الآن يتحدث عن مشكلات وأزمات الشعر العراقي المعاصر، فيما نجد عدداً من النقاد ما زال منشغلاً بالرواد وما بعدهم بقليل، فيما انشغل عدد آخر من النقاد بمجاملات يومية لا تشكل ثقلاً يضاف لرصيد المعرفة الإبداعية).

كما كانت  هناك مقالة بعنوان ((حرشة)) للدكتور  حامد الظالمي اصابت الهدف تماما .والملاحظات الجريئة والفطنة للأستاذ الأديب  شوقي كريم حسن  الذي وجه سهام النقد البناء  للواقع المؤلم أحياناً  أو على الأقل لا ينسجم مع الطموح المرجو لمثل هذه المهرجانات.نرى من الضروري جدا ان تكون هناك  فسحة زمنية معقولة بين مهرجان وآخر  لتكون أكثر  رصانة وتعطي للشاعر والناقد وقتا للكتابة والمتابعة والابداع ، بحيث يتميز كل مهرجان بميزة ابداعية  ويعد اضافة للمنجز الابداعي  الشعري ، كذلك يفتح المجال للاهتمام بالفنون الابداعية الاخرى  كالقصة والرواية والنقد الادبي …

ــ نرى انه من الضروري جداً أن ترسل النصوص  الشعرية  المرشحة قبل فترة زمنية  مناسبة إلى النقاد المدعوين للمهرجان وحسب اختصاص كل منهم لكي تتناول دراساتهم المشاركة في الجلسات النقدية  في المهرجان حول هذه النصوص لفرز الغث من السمين، ورصد التطور أو التراجع للمستوى الإبداعي لهذه النصوص كمجموع وكأفراد .

منصة شعرية

وبالتالي على الشاعر أن يحسب ألف حساب قبل ارتقائه المنصة الشعرية، لا أن تكون الجلسات لبحوث ودراسات  خارج نصوص المهرجانات كما يحدث الآن  وأغلبها دراسات معادة  في أكثر من مناسبة ومهرجان، كما يفترض أن تعقد جلسة نــــــــقدية تقــــــــيمية شاملة للنصوص الشــــــعرية قبل ختام كل مهرجان  لتقييم  المســـــــتوى الشعري مقارنة بغيره من المهرجانات والمستوى الإبداعي للنصوص المشاركة في المهرجان  ومكانتها الإبداعيــــــة على مستوى الوطن وعلى المستوى العربي والعالمي  والعمل على إصـــــــدار توصيات لتعـضيد الجيد والمتجدد ونبذ الرديء المتـــــــخلف، وبذلك يمــــــكن أن تكون المهرجانات منتجة  وأن تكون بوصلة  القياس للحركة الـــــــشعرية في عموم العراق.



Most Read

2024-09-22 09:32:17