أهي أساطير أم حكايات واقعيّة ؟ – حسين الصدر
-1-
يعمد بعض العلماء الى ايراد حكايات وقصص لا تخلو من غرابة وليس لهم من غرض الاّ زرع الأمل في النفوس وإبعاد اليأس عنها .
-2-
ومن ذلك قصة ذكرها السيد نعمة الله الجزائري تقول :
انّ أحد الحكّام أمر بشدّ رجل على إسطوانة ليضربه فقال لمن أراد شدّه :
حلنّى من هذه ،
وشدّني على الأخرى .
فقيل له :
وَلِمَ ؟
قال :
أرجو فَرَجاً بينهما .
فحَلّه وشدّه على الأخرى .
وفي اثناء ذلك :
بُلَّغ الآمر بِشَدِّهِ الى الاسطوانة بالعزل ، وطولب بدفع الأموال ..!!
فحلّوا ذلك الرجل ،
وشدّوا العامل المعزول مكانه ..”
أقول :
ربما كانت هذه الحكايات رمزيةً سِيقت مساق الحكايات الواقعية، والاّ فَمَنْ هو الآمر بِشَد الرجل الى الاسطوانة ؟
ولماذا لا يُذْكر اسمُه ؟
ومَنْ هو الذي سيق الى الاسطوانة ليشد اليها ويضرب ؟
ولماذا لا يُذْكَر اسمه ؟
مع أنَّ غرابة القصة تُثيرُ فضولَ الناس لمعرفة الطرفيْن .
ولو كانا معروفيْن لكثر تداول اسميهما .
ومع ذلك فلابد أنْ تتذكر مقولة الشيخ الرئيس ابن سينا :
(كلما طرق سمعك فَذَرْهُ في بُقْعَةِ الإمكان مالم يَذُدْكَ عنه ساطعُ البرهان)
وقوع هذه الحكاية (ممكن) وليس (بممتنع) ولكنَّ الاسئلة المثارة حولها بحاجة الى جواب .
ومَنْ يُورد الحكاية لا يشهد بصحتها ووقوعها ، بل يكتفي بالسرد المجرد عن كل ضميمة .
وهذا ما يفتح الباب واسعا أمام احتمالات الرمزية .
وعلى كل حال :
فان هذا المعنى متداول حتى في الشعر العربي حيث قال الشاعر :
ما بَيْنَ غمضةِ عَيْنٍ وانتباهَتِها
يغيّر اللهُ مِنْ حالٍ الى حالِ
فبريق الأمل لن يخبو، والتطلع الى الفرج يبقى قائما دون انقطاع، وهذا ما يضمن للنفس شيئا تتعلق به لئلا تنهار .
2024-09-22 09:26:39