Breaking News >> News >> Azzaman


أهي أساطير أم حكايات واقعيّة ؟ –  حسين الصدر


Link [2022-03-29 02:53:08]



أهي أساطير أم حكايات واقعيّة ؟ –  حسين الصدر

-1-

يعمد بعض العلماء الى ايراد حكايات وقصص لا تخلو من غرابة وليس لهم من غرض الاّ زرع الأمل في النفوس وإبعاد اليأس عنها .

-2-

ومن ذلك قصة ذكرها السيد نعمة الله الجزائري تقول :

انّ أحد الحكّام أمر بشدّ رجل على إسطوانة ليضربه فقال لمن أراد شدّه :

حلنّى من هذه ،

وشدّني على الأخرى .

فقيل له :

وَلِمَ ؟

قال :

أرجو فَرَجاً بينهما .

فحَلّه وشدّه على الأخرى .

وفي اثناء ذلك :

بُلَّغ الآمر بِشَدِّهِ الى الاسطوانة بالعزل ، وطولب بدفع الأموال ..!!

فحلّوا ذلك الرجل ،

وشدّوا العامل المعزول مكانه ..”

أقول :

ربما كانت هذه الحكايات رمزيةً سِيقت مساق الحكايات الواقعية، والاّ فَمَنْ هو الآمر بِشَد الرجل الى الاسطوانة ؟

ولماذا لا يُذْكر اسمُه ؟

ومَنْ هو الذي سيق الى الاسطوانة ليشد اليها ويضرب ؟

ولماذا لا يُذْكَر اسمه ؟

مع أنَّ غرابة القصة تُثيرُ فضولَ الناس لمعرفة الطرفيْن .

ولو كانا معروفيْن لكثر تداول اسميهما .

ومع ذلك فلابد أنْ تتذكر مقولة الشيخ الرئيس ابن سينا :

(كلما طرق سمعك فَذَرْهُ في بُقْعَةِ الإمكان مالم يَذُدْكَ عنه ساطعُ البرهان)

وقوع هذه الحكاية (ممكن) وليس (بممتنع) ولكنَّ الاسئلة المثارة حولها بحاجة الى جواب .

ومَنْ يُورد الحكاية لا يشهد بصحتها ووقوعها ، بل يكتفي بالسرد المجرد عن كل ضميمة .

وهذا ما يفتح الباب واسعا أمام احتمالات الرمزية .

وعلى كل حال :

فان هذا المعنى متداول حتى في الشعر العربي حيث قال الشاعر :

ما بَيْنَ غمضةِ عَيْنٍ وانتباهَتِها

يغيّر اللهُ مِنْ حالٍ الى حالِ

فبريق الأمل لن يخبو، والتطلع الى الفرج يبقى قائما دون انقطاع، وهذا ما يضمن للنفس شيئا تتعلق به لئلا تنهار  .



Most Read

2024-09-22 09:26:39