Breaking News >> News >> Azzaman


البرنامج الأكاديمي وصناعة القرار الأخلاقي – صلاح الدين الجنابي


Link [2022-03-29 02:53:08]



البرنامج الأكاديمي وصناعة القرار الأخلاقي – صلاح الدين الجنابي

البرنامجُ الأكاديمي المنافسُ هو الذي يتميزُ كونه (رشيقاً، مرناً، مثمراً) إذ يجتهدُ الخبراءُ والمصممون على تحديثِه وتطويرِه بما يتلاءمُ والتقدمِ الكبيرِ الحاصل في جميعِ نواحي الحياةِ ومنها المهنُ كمحاولةٍ للبقاءِ في دائرةِ المنافسةِ وتقديمِ خريجيينَ (مهنيين) قادرين على التعاملِ مع هذا التقدمِ والتَّسارع والنُّمو ومعالجةُ المشاكلِ والاختناقاتِ بطرائقَ إبداعية ومبتكرة. هناك جامعاتٌ أصبحت غيرَ قادرةٍ على تنفيذِ البرامج الأكاديميةِ المعاصرةِ فضلاً عن عدمَ قدرتِها على إعداد برنامجٍ أكاديميٍّ يتلاءمُ والبيئةِ المحليةِ من هنا تبرزُ أهمية بناءِ برنامجٍ أكاديمي ثلاثي الأبعاد، رشيق، يعني غيرَ مثقلٍ بالمقرراتِ والمواضيعِ والأهدافِ والاهتمام بالنوعِ على حسابِ الكمِّ وإمكانية إعداد خريجٌ مؤهلٌ يمتلك (المعرفةَ والمهارةَ والاتجاهَ) وقادرٌ على تلبيةِ متطلباتِ المهنةِ وحاجةَ سوق العملِ، ومرن، يعني هناك إمكانيةَ السَّماح للطالب أن يختارَ مقرراتٍ (يحددُ عددَها في كلِّ جامعة) بتخصص آخر لتعلمَ معارفٍ ومهاراتٍ واتجاهاتٍ تساعدُ الطالبَ على اختيارِ تخصصٍ دقيقٍ يلائمُ رغبتهُ وامكانياتهُ ويلبي حاجة سوقِ العملِ، مثمرٌ: يعني مخرجاتُه لها أثرٌ إيجابي كبيرٌ على أداءِ الطلبةِ والخرجيين والعمليةِ التعليميةِ والبحث العلمي وخدمةَ المجتمعِ وسوق العملِ.أهمُّ معاييرَ تقييم نواتجِ البرنامجِ الأكاديمي يتمُّ من خلالِ قياس أثر الخريجيين على سوقِ العملِ والمجتمعِ وقدرتِهم على الإسهامِ بتطويرِ الأعمالِ والمهنِ والعملياتِ والمجتمعِ، من هنا برزت الحاجةُ إلى تقييم مدى توافقِ عمليةِ صناعة القرارِ مع أخلاقيات المهنةِ وقيم المجتمعِ بما يعززُ حفظ حقوقِ أصحاب المصالحِ والمجتمعِ، حيثُ أخذت الجامعاتُ المرموقةُ بوضعِ معاييرَ لتقييم مدى قدرةِ خريجيها على صناعةِ القرارِ الأخلاقي، ليتمَّ ترجمةُ نواتجَ التَّقييمِ للتعديلِ والتحديثِ في أهداف ومواضيع البرنامج الأكاديميِّ، حيث صار الإهتمامُ كبيراً بمهاراتِ الإتصال ِ وأخلاقياتِ المهنةِ والتفكير النقدي والعملِ ضمنَ فريقٍ وحلِّ المشكلاتِ لتطويرِ  مهاراتِ ومواهبِ الطَّالبِ ليكون مؤهلاً للعملِ في بيئةِ عملٍ تنافسيةٍ وسريعةَ التطورِ ومستعداً لاتخاذ قراراتٍ أخلاقيةٍ في جميعِ المواقفِ لتعزيزِ سمعة المنظمةِ وتطويرِ أداءها واحترامِ حقوقِ أصحاب المصالحِ والمجتمعِ .

هنا لا بد من التأكيد على الأهميةِ الكبيرةِ لإدخالِ مواضيع ريادةِ الأعمال، مهاراتِ الاتصالِ، العمل ضمنَ فريقٍ، قدراتِ حلِّ المشكلاتِ، مهاراتِ التَّفكير النَّقدي، مهاراتِ التَّحليل، أخلاقياتِ المهنةِ وصناعةِ القرار الأخلاقي في جميعِ البرامجِ الأكاديميةِ ولجميعِ التخصصاتِ، لأنها أصبحت واحدةً من أهم معاييرِ المنهجِ الأكاديمي المتوافقِ مع متطلباتِ سوقِ العملِ وتحسينِ الأداء واتخاذِ القرارِ الأخلاقي. (اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِمَا عَلَّمْتَنا، وَعَلِّمْنا مَا يَنْفَعُنا، وَزِدْنا عِلْمًا).

القرارُ الأخلاقيُ هو نتيجةُ قيمٍ مجتمعيةٍ ثابتةٍ وراسخةٍ، وتعليمٌ يرتكزُ على القيمِ والأخلاق، وبرنامجٌ أكاديميٌ (رشيقٌ، مرنٌ، مثمرٌ) معززٌ بمهاراتِ (التَّفكيرِ النَّقدي، الإتصال، التَّحليل، حلِّ المشكلات، العملِ ضمن فريقٍ، صناعة القرار الأخلاقي) لينعكسَ حسنَ أداءٍ في المنظمةِ وازدهاراً ورقيّاً وأثراً ايجابياً على أصحابِ المصالحِ والمجتمعِ.



Most Read

2024-09-22 09:37:17