Breaking News >> News >> Azzaman


 لا يحرث في البحر ولا يوّظب الكواليس -عادل سعد


Link [2022-03-29 02:53:08]



أصغوا إلى رائد فهمي

 لا يحرث في البحر ولا يوّظب الكواليس -عادل سعد

رغم انه اثار أنتباهي في عدد من نصوصه الحوارية والندوات والمؤتمرات والورش  التي تحدّثَ فيها الا اني فضلّت ان اكون على مسافة معينه منه لكي اعطي اصغائي له حيزه اللازم  من المتابعة بعيدا ً عن الاطراء والمجاملات،

رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، لم يتأسس لدي الاهتمام به لموقعه الحزبي  هذا  ، بل لأن ما يتناوله  يستحق الاصغاء  .

لقد  سبق ان كتبت  عن القوى المؤثرة في الحدث العراقي بتكليف من  (الجزيرة نيت)  ، وخلاصة ماتوصلت اليه ان جميع قوى اليسار العراقي ، وعلى رأسها  الحزب الشيوعي ليست من القوى المؤثرة في الاحداث الجارية الا بمعدلات ضئيلة جداً إن لم تكن معدومةً  ، ثم الحقت ذلك في مقالة لي  بصحيفة الوطن العمانية تحت عنوان مجلس عزاء لليسار العراقي .

ان الاعتبار الاساسي الذي جعلني اتابع ما يتناوله  رائد فهمي مواجهته  المتواصلة  لثقافة الطواويس وملوك الطوائف والمترددين على ابواب السفارات  ، الذين يودعون  حقائبهم في مطار بغداد الدولي لتسهيل سفرهم  من عاصمة الى اخرى ثم لينشروا صورهم مع هذا الزعيم الاقليمي او ذاك توخياً للنجومية وادعاء المنزلة والحراثة في البحار في حين مازال العراق يكابد ضغط فاقة الضمير السياسي ، يستطلعون انفسهم كما  الحال في جدول اعمال انتخاب ملكات الجمال ، بعضهم( ببجب) انيقة مترفة وبعضهم بربطات عنق  ، يضعون انوفهم على حافات المنصات السرية والعلنية ويتبادلون (الخبرة)بشأن افضل وسائل التسلل الى خزائن الدولة العراقية للاغتراف منها

رائد فهمي ليس من هؤلاء ، ولا من المواظبين  على الانتظار في مكاتب السلطة ،وتوظيب  الكواليس  ، يخفي وراء نظارته السميكة غضباً واسمئزازاً وقائمة نداءاتٍ تفيد  (يمعودين)  لا وقت امام العراق لينتظر اكثر . وعليكم الكف  عن حراك الموائد . هاجس فهمي الان ، كيف العبور للدولة المدنية الديمقراطية ، ولذلك توقف كثيراً  عند مفهوم الاصلاح ليرى فيه عملية جراحية ينبغي ان يتم من خلالها تفتيت التخلف الاجتماعي والثقافي المتليف في الواقع العراقي  . هو كاشف امين لأزمة الحكم في العراق ، اذ يقول انها  تكمن (في تكريس مفهوم  دولة المكونات والتشبث بنهج المحاصصة الطائفية ـ الاثنية الذي ساهم المحتلون الامريكيون في اعتماده والمستفيدون منه  )  ويمضي في فحصه السريري ليضيف ان هذا النظام  (اسفرَ عن تقاسم الدولة وتشظي مؤسساتها ومن ثم فشلها وتعرض مؤسساتها للنخر جراء استشراء الفساد) .

 ومقابل ذلك ان البديل اقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي ينبغي ان تتولى   (استنهاض البلاد ووضعها على الطريق السليم المفضي الى حل ازمتها وتحقيق الاصلاحات الجذرية التي تنهض بواقع البلاد السياسي والاجتماعي)  .

 بأصرار تحليليٍ متوازنٍ  ،  يرى رائد  فهمي أن لا مجال امام العراق الا تجاوز مرحلة المأزق الانتقالي الحالي ،  اما شروط هذه الدولة الفاضلة المنتظرة فيحددها  بمايلي

التوجه نحو إقامة تحالفات و اصطفافات وطنية عابرة للطوائف وحشد طيف واسع من القوى الداعمة للتغيير. اعتماد مبدأ المواطنة وعاءً للدولة المدنية الديموقراطية ، وعلى وفق معايير موحدة في إسناد الوظيفة العامة في المؤسسات المدنية والعسكرية التعاطي الحكومي مع مواطنيها على أساس المساواة في الحقوق ( دون تمييز بسبب الجنس، أو العرق، أو القومية، أو الأصل، أو اللون، أو الدين، أو المذهب، أو المعتقد، أو الرأي ، أو الوضع الإقتصادي و الإجتماعي). اشتراط الفصل بين السلطات الثلاث على نحو بيّن لا لبس فيه ولكن من دون الاخلال بالتكامل و التعامل الذي يصون خصوصية كل سلطة من هذه السلطات . تتولى الإدارة المدنية المنتخبة ديموقراطياً  شؤون المؤسسة العسكرية ويكون السلاح بيد الدولة حصرياً. اعطاء المزيد من الارجحية الوازنة لمفهوم العدالة الشاملة المستندة الى آليات الضمان الاجتماعي . المواظبة على استخدام القوة البنيوية الناعمة المتبصرة لمفهوم التحالفات على اساس التشاركية في البناء   وهذا ما جعل البعض يتهمه  بالمهادنة الايدولوجية وطبخ الحساء الثقيل في حين انه يرى ضرورة هذه التحالفات  لمواجهة ثقافة الانسداد  المخيمة   الان على المشهد العراقي  .

رائد فهمي  داعية متميز لجدل الواقع  وصاحب خلاصة وطنية تتمسك بمفهوم التغيير المبرمج  ، ويترفع عن القفز في الهواء .



Most Read

2024-09-22 09:41:22