Breaking News >> News >> Azzaman


 الديمقراطية كيف يفهمها الساسة ؟ – سامي الزبيدي


Link [2022-03-29 02:53:08]



 الديمقراطية كيف يفهمها الساسة ؟ – سامي الزبيدي

ان الديمقراطية التي يتشدق بها سياسيو ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق لا تمت الى الديمقراطية الحقيقة بصلة فالديمقراطية لا تعني توافقات واتفاقات لتقاسم السلطة والنفوذ والديمقراطية لا تعني تقاسم المناصب الحكومية وكل مناصب الدولة وفق المحاصصة الحزبية والطائفية المقيتة من أجل الاستئثار بأموال الدولة والشعب هذه المحاصصة التي أوصلت المزورين وأنصاف المتعلمين والجهلة الى أعلى المناصب في الحكومة والدولة وأبعدت الكفاءات والوطنية والأكاديمية المهنية والمتخصصة والخبيرة والمجربة عن خدمة بلدها وشعبها ، والديمقراطية لا تسمح بانتهاك حقوق الإنسان ولا بالانفلات الأمني وسطوت الميليشيات المسلحة وارتكابها أعمال القتل والاغتيالات والتغييب القسري والاستيلاء على أملاك المواطنين وأملاك الدولة بالقوة, والديمقراطية لا تعني التجاوز على القانون والنظام ولا على تجيير القضاء وإخضاعه لرغبات أحزاب السلطة ولا تسمح بسرقة أموال الدولة وجعلها نهباً للأحزاب والكتل المتنفذة وقادتها فديمقراطية الأمريكان كانت السبب الرئيسي في الفوضى التي عمت كل نواحي الحياة في العراق حيث استشرى الفساد في كل وزارات ومؤسسات الدولة وسرقت أحزاب السلطة المال العام وأهملت الخدمات وسرقت أموال مشاريع البناء والأعمار ونهبت ثروات العراق وفُقد الأمن والأمان وازدادت أعداد الميليشيات المسلحة وتصاعدت عمليات الخطف والقتل والاغتيالات والاعتقالات والتهجير والتغييب القسري بعد أن تسلم قيادة الجيش و القوات الأمنية العليا والمهمة ضباط الدمج  الغير المهنيين والضباط الغير كفيئين والغير نزيهين فكانت نتيجة ذلك سقوط الموصل ومحافظات أخرى بيد داعش  بعد أن فقدت المؤسسة العسكرية والأمنية مهنيتها وكفاءتها وحياديتها, وبسبب هذه الفوضى  والفساد وسوء الإدارة خلال تسعة عشر عاماً من حكومات التوافق والمحاصصة ازدادت نسب البطالة والفقر والأمراض وتعاطي المخدرات وازدادت أعداد الأرامل والأيتام وأعداد الشهداء بسب العمليات الإرهابية وبعد خيانة الساسة الفاشلين والفاسدين الذين سلموا ثلث مساحة العراق لداعش لترتكب جرائم العصر بحق أبناء شعبنا من مختلف القوميات والأديان ناهيك عن تهجير الملايين من أبناء شعبنا بعد احتلال داعش لمدنهم وقبلها هُجر الملاين لأسباب سياسية وطائفية لإفراغ العراق من كفاءاته الوطنية والمهنية حتى عم الخراب والدمار كل مدن العراق وعانى أبناء شعبنا معاناة لا توصف بسبب ظلم الساسة الفاسدين الفاشلين  وسرقاتهم لأموال الدولة والشعب واستئثارهم  بثروات الوطن هم وعوائلهم ومقربيهم وإهمالهم تقديم ابسط الخدمات وتأمين أبسط الحقوق لأبناء هذا الشعب وعدم احترامهم للقانون والنظام حتى فقدت الدولة هيبتها بعد أن أصبح العراق تحت رحمة قوى اللادولة  بعد أن سيطرت الأحزاب المتنفذة وميليشياتها على كل شيء في البلاد فانحدر مستوى التعليم والخدمات الصحية الى الحضيض ووصلت نسب البطالة والأمية والجهل والفقر الى نسب مخيفة  واستغل الساسة الدين للسرقة وتخدير الشعب  بخرافات وبممارسات ما انزل الله بها من سلطان خدروا بها السذج والبسطاء وجعلوها وسيلة لإلهاء الشعب وإبعاده عن المطالبة بحقوقه  فحرفوا الدين عن قيمه السامية وأهدافه النبيلة  حتى وصلت أمور البلاد والعباد الى الهاوية السحيقة التي يصعب الخروج منها، وعلى الصعيد الخارجي فقد ارتمت أحزاب السلطة في أحضان الأجنبي ورهنت قرار العراق السياسي والأمني بيد دول الجوار التي باتت تتحكم حتى في تعين الحكومة ورئيسها وكل مناصب الدولة المهمة وباعت هذه الأحزاب أراضي العراق ومياهه الإقليمية بثمن بخس الى دول الجوار وتنازلت عن العديد من حقول نفطه لهذه الدول مقابل حفنة من الدولارات ، وبعد ان دمرت أحزاب السلطة الصناعة والزراعة في البلاد أصبح العراق يصرف مليارات الدولارات سنويا لاستيراد كل المنتجات الصناعية والزراعية من إيران فأصبح العراق المنقذ لاقتصاد إيران المتهالك بسبب العقوبات الأمريكية عليها ناهيك عن استيراد الغاز والكهرباء منها  بمليارات أخرى من الدولارات سنويا  بعد ان تعمد الفاسدين والفاشلين تعطيل وتطوير صناعة الغاز والطاقة في البلاد, لقد فرطت أحزاب السلطة بسيادة العراق وبمكانته الدولية والعربية وبقراه السياسي والأمني وفرطت  وبثرواته وأمواله وباختصار أصبح العراق في زمن أحزاب السلطة الإسلامية حديقة خلفية لإيران و لدول الجوار ويعيش زمن اللادولة التي تريدها الأحزاب المتنفذة وميليشياتها بديلا للدولة القوية لتحقيق أهدافها ومشاريعها الخبيثة .

احزاب الفشل

والسؤال المهم هنا بعد كل هذا الخراب والدمار بعد ان سيطرت أحزاب الفشل على كل شئ في البلاد  فدمرت البلاد والعباد وعانى  العراق وشعبه الأمرين بسبب سوء الإدارة  والفساد والسرقات الكبرى وارتمائها في أحضان الأجنبي وتقديم المصالح الشخصية والحزبية والطائفية ومصالح الدول الأجنبية على مصالح الوطن والشعب وما سببته من كوارث  ومآسي لا مثيل لها حتى وصل العراق الى ما وصل إليه اليوم من تخلف ودمار في جميع المجالات وانهيار مجتمعي وبعد ان ضاع كل شيء فيه حتى القرار السياسي  خلال تسعة عشر عاما من سيطرة حكومات التوافق والمحاصصة على أمور البلاد والعباد فأحرقت الأخضر واليابس ولم تقدم أي شيء لأبناء هذا الشعب وفوق هذا فكتل الفشل والفساد والسرقات الكبرى لم تسمح لمن يفوز بالانتخابات من تشكيل الحكومة حتى لا تفقد مناصبها ومكتسباتها ومغانمها فسبق وان حرمت القائمة الوطنية من تشكيل الحكومة بعد فوزها بانتخابات عام 2010 ببدعة المحكمة الاتحادية التي فسرت الكتلة الأكبر التي تتشكل بعد أول جلسة للبرلمان لا التي تفوز بأعلى الأصوات في الانتخابات وها هي اليوم نفس الأحزاب تشكل ما يسمى بالثلث المعطل والتي لا تسمح بتشكيل حكومة أغلبية وطنية دعا إليها السيد الصدر ومن تحالف معه لان حكومة الأغلبية الوطنية ستتسبب في فقدانها مكاسبها ومناصبها ومغانمها ناهيك عن محاسبة الفاسدين والسراق من أعضاء أحزابها الذين سرقوا أموال الشعب وفسدوا وأفسدوا, فهل هذه هي الديمقراطية التي يتشدق بها ساسة الفشل والفساد؟

والمعروف في كل دول العالم الديمقراطية ان الحزب أو الكتلة التي تفوز بالانتخابات هي من تشكل الحكومة وباقي الأحزاب الخاسرة تذهب للمعارضة إلا في العراق فمن يفوز عليه ان يتوافق مع أحزاب الفشل والفساد الخاسرة لإنتاج حكومة محاصصة وتقاسم للمناصب  تسرق أموال الشعب وتهب ثرواته وتجوع شعبه وتذله وتمنعه من ابسط حقوقه ولا تقدم له ابسط الخدمات فأية ديمقراطية هذه يا ساسة الفشل التي تغرق العراق وشعبه من جديد  في الفساد والظلم والجور والفقر والسرقات الكبرى وفي سوء الإدارة وسوء الخدمات وتنهب  ثروات الوطن وتقتل الشعب وتضعه تحت رحمة الميليشيات والسلاح المنفلت  .



Most Read

2024-09-22 09:27:13