Breaking News >> News >> Azzaman


ما قَلَّ ودَلَّ – حسين الصدر


Link [2022-03-27 02:14:26]



ما قَلَّ ودَلَّ – حسين الصدر

-1-

جاء في التاريخ :

انّ رجلاً شتم أباذر (رض) فقال :

لا تُغرقْ في شتمنا ،

وَدَعْ للصلح مَوْضِعاً ،

فانّا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أنْ نطيع الله فيه .

-2-

لم يسلم من أَلْسُن الناس حتى ( أبوذرّ الغفاري) رجل الايمان والصدق والنقاء والدفاع عن الحقّ ..

وهذا ما يهوّن على الأحرار والابرار ما يتعرضون اليه من الأَلْسُن الحِداد التي لا تكف عن اطلاق السيء من القول دون هوادة .

انك لا تبلغ ما بلغه أبوذر من وسام المديح النبوي له، ومما عُرف به من عظيم الاخلاق، فهوّنْ عليك ما تلقاه من الجاحدين والمتمردين على جميل الأقوال والأفعال …

-3-

الدرس الاخلاقي الثمين هنا :

هو أنَّ الاساءة لا تُقابل بالاساءة .

وانّ الاحتكام لن يكون الاّ للقيم الدينية المقدَّسة التي ترى الإساءة عصيانا لله ، فيدعوها التقى وصلابة الايمان الى أنْ تقابل العصيان بالطاعة لله بعيدا عن الانحدار الى سفوح البذاءة وأوحالها وعن رخيص الكلمات والمهاترات …

-4-

قال الشاعر :

اذا قيلت العوراء أغضى كأنَّه

ذليلٌ بلا ذُلٍّ ولو شاءَ لانتصرْ

-5-

انّ الذي عليهِ معظمُ الناس شيء آخر .

انهم حين يحبون يبالغون في المدح الى حدّ اسطوري ،

وحين يكرهون أو يغضبون يصبون جام غضبهم بنحو لا يُبقي شائنةً او نقيصةً الاّ وهم يلصقونها بمن يكرهون ..!!

وهذا هو الظلم الفاحش ، والاضطراب الكبير في السلوك .

-6-

انّ المسار الصحيح لابُدَّ أنْ يكون مطابقاً للموازين الدينية والاخلاقية وبعيداً عن الوقوع في فخاخ الانفعالات النفسية والأهواء الشخصية والأحابيل الشيطانية .

وهنا تكمن العظة .



Most Read

2024-09-22 11:38:18