Breaking News >> News >> Azzaman


بصمات مثيرة لأطراف الحديث – نعيم عبد مهلهل


Link [2022-03-27 02:14:26]



بصمات مثيرة لأطراف الحديث – نعيم عبد مهلهل

منذ أعوام دعاني صديقي الإعلامي والمثقف مجيد السامرائي لأكون ضيفه في برنامجه المثير ( أطراف الحديث ) والذي تقدمه قناة (الشرقية) ، وفي انتظار صدفة القدر ، اسجل هنا خواطر المتابع لمجمل الحلقات التي بُثت طوال تلك الأعوام وبانتظام ، والتي شملت ملامحا جميلة لذاكرة تنوعت بين فن ورياضة وسياسة وأدب ومعمار وطب واشتغالات اخرى .

وفي كل تلك الحلقات تتنوع الأسئلة والرؤى المتبادلة إلا أن سؤالا واحدا يأتي في نهاية كل حلقة من السامرائي وهو موجه للضيف : كيف رأيت الدنيا ؟ ولا ادري حين اسمع هذا السؤال في كل مرة احضر له جوابا غير الجواب الذي افترضته واجبت عنه مع نفسي في الحلقة السابقة . وأظن ان السر يكمن في الكاريزما المؤثرة للسامرائي ، وربما هو لا يريدك ان تجيبه استنادا على ما طرحه من أسئلة ، لانه يريدك في هذا السؤال ان تخرج من ذاكرتك لتذهب بعيدا خارج الاستديو ومن هذا الجواب يحاول المقدم أن يُريَّ المشاهد المخلص الروحي والجمالي والإبداعي والمجتمعي للشخصية التي يحاورها.

اعتقد ان هذا البرنامج نجح ليكون بصمة ، وأظنه انه لا يصلح لغير من يقدمه ، وسيذهب معه الى الأبد الذي تنتهي اليه أقدارنا ولايمكن لاحد ان يقدم (اطراف الحديث) بمثل ما يقدمه  صديقي الدكتور مجيد السامرائي .فهو يشاغل الذهن بمجودات مخبأة في كوامن الضيف ، تأتيك بسرعة ومفاجأة لتشعر انك يجيد انكَ تصغي تنشد الى المحاورة كي لا يفلت منها ما تعتقد انها تعرفك بالشخصيات اكثر.منهم من اعرفهم في وسائل الأعلام وصفحاتهم في (فيسبوك) ومنجزهم الكتابي او العلمي ، ومنهم ( بس سامع بيهم ) لهذا أكون مرتاحا عندما تنكشف لي عوالم أناس ساهموا كثيرا في بناء مدنية وحضارة العراق المعاصرة او بلدانهم .

كل الذين يلتقي بهم السامرائي تنويريين وأصحاب منجز ، وأظن انه يعرف ضيوفه جيدا ، ونادرا ما يبحث في خبايا أوراقهم ومحرك البحث كوكول ليستفيد من وضع الأسئلة ويتعاون مع المعد وصاحب المقدمة والمخرج في إظهار الحلقة متوازنة ودسمة ومثمرة كما الحلقة التي سبقتها .لكنك مثلا ما ان تأتي مناسبة على ذكر اللاعب العراقي الرحل أحمد راضي .حتى تدمع عيناك وانت تتذكر ذلك الحوار الجميل له في (اطراف الحديث) ، وتأنس الى هدوء شخصيته وتدرك انك قد تعرفه كلاعب ولكن في (اطراف الحديث) عرفته اكثر في جوانب اجتماعية وإنسانية وثقافية وأسرية وحتى سياسية. تختلف مستويات الرؤى عند من يحاورهم مجيد السامرائي في (اطراف الحديث) وأظن انه ينتبه جيدا الى تلك التباينات ويحاول ان يضع محاوره في اطار ما يمتلكه من منجز وموهبة ودورا حياتي ، والتوازنات في جعل التقارب واضحا حين يكون في الحلقة ضيفين وليسا ضيفا واحدا ولا يلتقيان في النجز والصنعة والهاجس ، فقد يكون احدهما رساما والثاني طبيبا.

أظن أن (اطراف الحديث) يعيش مشابهات اخرى في البنية والتوجه في بعض البرنامج ، لكنها عجزت ان تصل الى مستوى البنية التلفازية في صنعة التقديم والتحاور والإخراج والعرض ،فصمتت وبقي (اطراف الحديث) لا يحمل سوى بصمة المقدم والمخرج والقناة . وبالنسبة لي هو بصمة مجيد السامرائي التي أتابعها بفرح سوى ان كنت ضيفه او لم اكن.



Most Read

2024-09-22 11:50:28