بيلاروس تطرد معظم الدبلوماسيين الأوكرانيين والمستشار الألماني: الهجوم الروسي متعثر
واشنطن- بروكسل -الزمان
اظهر الرئيس الأميركي جو بايدن مزيدا من الحزم ضد روسيا في خلال زيارته الى اوربا وحضوره ثلاث قمم دولية مهمة الخميس، هي : حلف الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
وكان بايدن قد توجه الأربعاء الى أوروبا سعيا منه لتعزيز وحدة الغربيين وزيادة العقوبات على روسيا التي تحاول، عبر اجتياحها أوكرانيا، تغيير موازين القوى في حقبة ما بعد الحرب الباردة.
واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء أن الهجوم الروسي على أوكرانيا «متعثّر رغم كل الدمار الذي يتسبب به يومًا بعد يوم»، داعيًا موسكو إلى وقف القتال «حالًا».
وأضاف شولتس أمام مجلس النواب الألماني أن «الحقيقة هي أن الحرب تدمّر أوكرانيا لكن (فلاديمير) بوتين بشنّه الحرب، يدمّر مستقبل روسيا»، مؤكدًا أن كييف يمكن أن «تعتمد على مساعدة» ألمانيا.
إنه ماراتون دبلوماسي في انتظار جو بايدن الحريص على إبداء حزمه في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن أيضا الوفاء بوعده إعادة الحياة الى تحالفات الولايات المتحدة التي تضررت جراء أربع سنوات من رئاسة دونالد ترامب.
وأعلنت بيلاروس حليفة روسيا الأربعاء أنها ستطرد غالبية الدبلوماسيين الأوكرانيين العاملين على أراضيها متهمة كييف ب»التدخل» في شؤونها الداخلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البيلاروسية أناتولي غلاز إن «بيلاروس قررت خفض عدد الدبلوماسيين الأوكرانيين على أراضيها. يهدف هذا الإجراء إلى وقف الأنشطة غير الدبلوماسية للعديد من موظفي المؤسسات الدبلوماسية الأوكرانية».
وفقط السفير الأوكراني وأربعة دبلوماسيين آخرين، سيواصلون عملهم في مينسك مقارنة بأكثر من 20 شخصا هم طاقم السفارة حاليا.
وقالت بيلاروس إنها ستغلق القنصلية الأوكرانية في مدينة برست الواقعة غربا «بسبب الغياب الفعلي للموظفين».
وكانت بيلاروس قد سحبت موظفيها الدبلوماسيين من أوكرانيا بعد بدء الهجوم العسكري الروسي على جارتها.
وقال جايك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الثلاثاء «في الأشهر الماضية، كان الغرب متحدا. يتوجه الرئيس الى أوروبا لضمان أن نبقى متحدين» وتوجيه «الرسالة القوية باننا مستعدون وملتزمون طالما استلزم الأمر ذلك».
الخميس وخلال يوم واحد
رمزيا، الأمور تتجاوز أوكرانيا لتصل الى المعركة الكبرى التي تخوضها القوى الديموقراطية ضد السلطوية.
وأضاف سوليفان «لان هذه الحرب لن تتوقف بسهولة ولا بسرعة».
وردا على سؤال من صحافيين فيما كان يغادر البيت الأبيض الأربعاء حول مخاطر حصول هجوم روسي بالاسلحة الكيميائية في اوكرانيا، قال بايدن «أعتقد أنه تهديد حقيقي».
خلال شهر تقريبا من النزاع، ما زالت القوات الروسية لا تسيطر على العاصمة كييف ولا على المدينة الساحلية الكبرى الاستراتيجية ماريوبول في الجنوب، لكن المعارك الكثيفة تتواصل في عدة مدن.
عقوبات جديدة
بالتالي سينضم بايدن في مناسبة زيارته الى أوروبا الى «حلفائنا لفرض عقوبات جديدة على روسيا وتعزيز العقوبات القائمة» من أجل تجنب ان تلتف عليها موسكو كما قال سوليفان.
وأضاف أن الرئيس الأميركي «سيعمل أيضا مع الحلفاء على إدخال تعديلات على المدى الطويل» بشأن وجود حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية.
سيعلن من جهة أخرى «عملا مشتركا لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا» وسيكشف عن «مساهمات إضافية أميركية» في الأعمال الإنسانية في أوكرانيا ولاستقبال ملايين الأوكرانيين الذين فروا من الحرب كما أوضح مستشاره.
الجمعة والسبت يتوجه بايدن الى بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، وهي الوجهة الأولى أيضا لغالبية الأوكرانيين الفارين من الحرب.
على جدول أعماله لقاء مع عسكريين أميركيين لم تتضح تفاصيله بعد والتزام يتصل باستقبال لاجئين ولقاء مع الرئيس البولندي أندريه دودا.بعد الصدمة التي تلت الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، يعلم البيت الأبيض أن الشق الأصعب لم يأت بعد.
أولا بالنسبة لأوكرانيا، قال جو بايدن الاثنين انه من «الواضح» بالنسبة اليه ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر في استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية.
سبق ان وصف الرئيس الأميركي نظيره الروسي بانه «محشور في الزاوية» و»مجرم حرب» يعتمد تكتيكات «وحشية» ودامية بحق المدنيين. لكن حربا طويلة ستشكل تحديا أيضا للوحدة التي عبر عنها الغربيون حتى الآن.
بعد أول سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية، قاسية جدا، تتراجع الخيارات برد منسق وتصطدم بالاختلافات في الرأي بين الدول، على سبيل المثال في ما يتعلق بالاعتماد على الغاز الروسي.
الصعوبات هي نفسها على الصعيد العسكري. بعد تحولات استراتيجية كبرى من جانب بعض الدول والإعلان عن تسليم كميات كبرى من الأسلحة من جانب الأميركيين، كيف يمكن دعم الجيش الأوكراني بشكل إضافي؟
خصوصا وأن بايدن استبعد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، على سبيل المثال عبر فرض منطقة حظر جوي.
الهدف الآخر للرئيس الأميركي هو التأكد، كما وعد جايك سوليفان الثلاثاء، بان الغربيين يتحدثون «بصوت واحد» في مواجهة الصين.
سبق ان حذرت واشنطن من أن بكين ستعرض نفسها لرد في حال قامت بتسليم تجهيزات عسكرية لروسيا. حتى الآن لم تسجل الولايات المتحدة أي شيء من هذا القبيل كما أكد مستشار الأمن القومي الثلاثاء.
2024-09-22 15:36:39