Breaking News >> News >> Azzaman


أمّي وكلّ أم ..أنت العيد -ميادة الحسيني


Link [2022-03-24 08:59:51]



ايتها‭ ‬الأم‭ ‬أينما‭ ‬كنت،‭ ‬يا‭ ‬أمي،‭ ‬وهل‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬أي‭ ‬كلمات‭ ‬تقال؟‭ ‬

أمي‭ ‬قالوا‭ ‬انّ‭ ‬تحت‭ ‬أقدامك‭ ‬الجِنان،‭ ‬وقالوا‭ ‬عنك‭ ‬نبعاً‭ ‬للحنان،‭ ‬وأنك‭ ‬سيدة‭ ‬الكون‭ ‬وسيدة‭ ‬كل‭ ‬النساء‭ ‬

كثُر‭ ‬القيل‭ ‬والقال‭ ‬ولا‭ ‬زال‭ ‬الحديث‭ ‬عنك‭ ‬يطول،‭ ‬كما‭ ‬النجوم‭ ‬نراها‭ ‬قريبة‭ ‬لكنها‭ ‬بعيدة‭ ‬المنال‭ ‬فماذا‭ ‬بقي‭ ‬بعد‭ ‬ليقال

فتشت‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عنكِ‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬والى‭ ‬الان‭ ‬وأخذت‭ ‬افكر‭ ‬ماذا‭ ‬سأكتب‭ ‬عنكِ‭ ‬وأي‭ ‬الحروف‭ ‬سوف‭ ‬أختار،‭ ‬أي‭ ‬جملة‭ ‬سأعيد‭ ‬ترتيبها‭ ‬كي‭ ‬تليق‭ ‬بمقامك‭ ‬

بحثت‭ ‬في‭ ‬خاطري‭ ‬بين‭ ‬اوراقي‭ ‬فلم‭ ‬اجد‭ ‬ما‭ ‬يليق‭ ‬بكِ‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬اوكلام‭ …‬وأعلم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬اكتبه‭ ‬سيكون‭ ‬مشابها‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬كُتب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ويكون‭ ‬مجرد‭ ‬تكرار‭ ‬

قلمي‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمره‭… ‬لذلك‭ ‬سوف‭ ‬أبوح‭ ‬لك‭ ‬عن‭ ‬كل‭  ‬ما‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬لك‭ ‬فاسمعيه‭ ‬

أراك‭ ‬ملكة‭ ‬تحكم‭ ‬مدن‭ ‬الحب،‭ ‬وعند‭ ‬ذكرك‭ ‬تتلاشى‭ ‬الأقمار‭ ‬ويبقى‭ ‬وجهك‭ ‬المضىء‭ ‬

تشبهين‭ ‬زهرة‭ ‬اوركيد‭ ‬تخطف‭ ‬القلوب‭ ‬بألوانها‭ ‬وتنثر‭ ‬العطر‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬

ابتسامة‭ ‬ثغرك‭ ‬نغمة‭ ‬موسيقية‭ ‬تطرق‭ ‬مسامع‭ ‬العاشقين‭ ‬وتترك‭  ‬قلوبهم‭ ‬هائِمة‭ ‬

وحين‭ ‬تمرين‭ ‬تكونين‭ ‬مثل‭ ‬سحابة‭ ‬صيف‭ ‬تلقي‭ ‬بِظلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المحبين‭ ‬

أنتِ‭ ‬نسمة‭ ‬هادئة‭ ‬تداعب‭ ‬خدي‭ ‬بِرقتها‭ ‬حين‭  ‬تَقسو‭ ‬عليّ‭ ‬الأيام‭ ‬،‭ ‬

حين‭ ‬تُقبلين‭ ‬يسبق‭ ‬عطرك‭ ‬وقع‭ ‬خطاك‭ ‬ويخبرني‭ ‬سراً‭ ‬أن‭ ‬الفرح‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬،‭ ‬

تطرقين‭ ‬بابي‭ ‬فأفتح‭ ‬لك‭ ‬بفرح‭ ‬وحين‭ ‬أمسك‭ ‬بكف‭ ‬يدك‭ ‬يهرب‭ ‬الحزن‭ ‬خجلا‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يترك‭ ‬ايّ‭ ‬أثر‭  ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬غضبك‭ ‬أشاهد‭ ‬صراعا‭ ‬بين‭ ‬قلبك‭ ‬وعينك،‭ ‬نظرة‭ ‬غريبة‭ ‬لا‭ ‬يملكها‭ ‬سواك،‭  ‬تنتابني‭ ‬منها‭ ‬رهبة‭ ‬ممزوجة‭ ‬برغبة‭ ‬لضمك،‭ ‬وحين‭ ‬أسمع‭ ‬دقات‭ ‬قلبك‭ ‬الطيبة‭ ‬تناديني‭ ‬سراً‭ ‬يأخذني‭ ‬الحب‭ ‬الى‭ ‬أحضانك

هكذا‭ ‬أراكِ‭ ‬يا‭ ‬جنتي‭ ‬

ولازال‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬فالقلب‭ ‬أحيانا‭ ‬تخونهُ‭ ‬الأحرف‭ ‬ويخونه‭ ‬التعبير‭  ‬

يقولون‭ ‬لي‭ ‬أنني‭ ‬سأكون‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬أشبهك‭.. ‬

قطعا‭ ‬هذا‭ ‬محال‭ ‬يكفيني‭ ‬أن‭ ‬أحمل‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬انعكاس‭ ‬ضوء‭ ‬ملامحك‭ ‬التي‭ ‬تركتها‭ ‬في‭ ‬روحي‭  ‬

عجبا‭ ‬كيف‭ ‬للعقل‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬وتتوقف‭ ‬عجلة‭ ‬الزمان‭ ‬عن‭ ‬الدوران‭ ‬حين‭ ‬اردت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سندا‭ ..‬عكازا‭.. ‬صدرا‭ ‬رحبا‭  ‬يحتويني‭ ‬برغم‭ ‬كل‭ ‬الجنون‭ ‬والغباء‭ ‬الذي‭  ‬كان‭ ‬يصدر‭ ‬عني‭ ‬و‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭  ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬بها‭ ‬

الله‭ ‬وضع‭ ‬فيك‭ ‬أجمل‭ ‬الخصال،‭ ‬وحار‭ ‬في‭ ‬وصفك‭ ‬الشعراء‭ ‬،

فماذا‭ ‬سأكتب‭ ‬بعد‭ ‬عن‭ ‬التي‭ ‬حين‭  ‬تقسو‭ ‬علي‭ ‬وتخاصمني‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬اللحظات،‭ ‬تراقبها‭ ‬عيناي‭ ‬بخجل،‭ ‬فأراها‭ ‬جالسة‭ ‬تدمع‭ ‬عينها‭ ‬وتدعو‭ ‬لي‭ ‬بالحفظ‭ ‬وبكل‭ ‬شيء‭ ‬جميل،‭ ‬

عذرا‭ ‬يامن‭ ‬كنتِ‭ ‬ولا‭ ‬زلتَ‭ ‬وستبقين‭ ‬دوما‭  ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬رأت‭ ‬عيني‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬وأحن‭ ‬من‭ ‬عرفت‭ ‬

أمي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وانت‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬ينثال‭ ‬حولنا‭  ‬والنور‭  ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينطفئ‭ . ‬

‭ ‬



Most Read

2024-09-22 15:26:47