القاهرة -مصطفى عمارة
تحركت القاهرة امس سريعا لاحتواء الهزّة التي تعرض لها اقتصادها بتخفيض عملتها الوطنية جراء حرب أوكرانيا ، حيث عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء لقاء مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر بجنوب سيناء، وهو أول لقاء قمة من نوعه بين الاطراف الثلاثة. تناول الاجتماع تداعيات الحرب في أوكرانيا، بحسب الرئاسة المصرية. وقال مصدر دبلوماسي مصري طلب عدم ذكر. اسمه لمراسل – الزمان- ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت اوجز الزعيمين العربيين بخلاصة زيارته قبل أيام الى موسكو ولقائه الرئيس بوتين. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن اللقاء الثلاثي تناول تداعيات الحرب في أوكرانيا «خصوصا في ما يتعلق بالطاقة والأمن الغذائي». وتخشى مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، من تأثير الحرب على احتياجاتها من هذه السلعة التي تستوردها أساسا من البلدين. كما تخشى من تداعيات الحرب بشكل عام على اقتصادها الذي يعتمد على الاستيراد بدرجة كبيرة. وأعلن البنك المركزي المصري الاثنين خفض سعر الجنيه المصري بنسبة تقارب 17% في إطار مساعيه لمواجهة هذه التداعيات وتأمين اتفاقيات مع مؤسسات دولية لتمويل احتياجات البلاد. وأوردت وكالة أنباء الامارات الرسمية كذلك خبر اللقاء الثلاثي. وقالت إن الاجتماع تناول «تعزيز العلاقات بين الدول وأهمية التعاون والتنسيق والتشاور بما يلبي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة، وأمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية». وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن المحادثات الثلاثية تناولت «العلاقات الثنائية ووسائل تدعيمها على كافة المستويات». ووصل بن زايد وبينت الاثنين الى شرم الشيخ حيث عقد كل منهما لقاء ثنائيا مع السيسي، وفق وسائل الإعلام الإماراتية والإسرائيلية. وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية أن بينيت والسيسي بحثا الاثنين في تقارير تفيد أن إيران والدول الغربية اقتربت من اتفاق لإحياء الاتفاق النووي. وتعارض إسرائيل منذ البداية الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 بين عدوتها اللدودة إيران وست قوى كبرى أبرزها الولايات المتحدة. وكانت الدولة العبرية من أبرز المؤيدين لقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب أحاديا من الاتفاق في 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران. وبدأت إيران والأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مباحثات في فيينا قبل نحو عام سعيا لإحياء الاتفاق. وأكد المعنيون أن المباحثات بلغت مرحلة حاسمة في الأسابيع الماضية. وبينما أكدت طهران الأسبوع الماضي أن هناك «موضوعين» فقط لا يزالان عالقين بينها وبين الولايات المتحدة لإنجاز تفاهم لإحياء الاتفاق، حذّرت واشنطن الإثنين من أن ابرام الاتفاق «ليس وشيكاً ولا مؤكّداً»، وأنها جاهزة لتحمّل تبعات نجاح المفاوضات كما فشلها. ويعتبر الموقف المتقارب بين إسرائيل وبعض دول الخليج حيال إيران من الأسباب المساهمة في إقامة علاقات تطبيع بينها خلال السنة الماضية. وكانت مصر أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979. أما الامارات فأصبحت ثالث دولة تطبّع العلاقات مع إسرائيل (بعد مصر والاردن) في العام 2020 برعاية من دونالد ترامب، وسرعان ما تبعتها البحرين والمغرب. كما وافق السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن لم تتم إقامة علاقات كاملة حتى الآن. ووقّعت اسرائيل والامارات اتفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات وفي السياحة والمال وغيرها. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت شركة «البيت سيستمز» الإسرائيلية للأسلحة فتح فرع لها في الإمارات. وزار نحو مئتي ألف إسرائيلي الإمارات منذ إقامة العلاقات، وفق ما أفاد القنصل العام لإسرائيل في دبي الشهر الماضي.
2024-09-22 15:24:34