فاتح عبدالسلام
هل استعجلت ايران في النزول بورقتها الأخيرة في العراق للحسم السياسي في عملية قصف أربيل، ام ان ذلك كان مجرد تنويه بوسيلة متاحة في انزال الورقة الأخيرة فيما لو لجأت اليها ايران لفرض واقع معين في العراق ؟ تساؤلات مستمرة وردتني من بغداد وأربيل والسليمانية، وأخرى قفزت أمامي، لم تكد تنقطع بشأن القصف الإيراني بالصواريخ الاستراتيجية، فيما بدت الحجة التي ساقها الحرس الثوري تشبه المناكفات التي يخوضها محللون سياسيون يعملون تحت الولاء الإيراني في الأجهزة الإعلامية العراقية العامة او الخاصة لاسيما بعد أضحوكة مقتل الجنرال الإسرائيلي هاني رمزي .
من الصعب تجاوز الضربة الإيرانية نحو أربيل وعدها حدثا يوميا انتهى مع نشرة اخبار يوم القصف، كبقية الاخبار التي يكون العراق مادتها الرئيسة.
هناك اتجاه لا يمكن أن تخطئه العين في محاولة الإيرانيين فرض واقع حال جديد واشعار أطراف في العراق أولاً، ومن ثمَّ المنطقة المعنية بالملفات الايرانية انّ الذي” نسي قوتنا عليه ان يتذكر قبل فوات الأوان”. وسلاح الصواريخ الإيراني في الاساس هو القوة الأهم من أيّ “نووي” سلمي أو عسكري، لأنّه يفرض واقعاً جديداً على الأرض بسرعة كبيرة وبكلفة قليلة.
لكن إزاء ذلك، هل تأثرت جميع الأطراف العراقية بنفس المستوى بالورقة الإيرانية الجديدة؟ وهل سيذهب طرف معين نحو تنازلات فيما يذهب طرف اخر نحو التشدد في مشروعه السياسي مُستقوياً بالطاقة “الإيجابية” التي وفدت اليه مع الصواريخ الإيرانية. هذه الأسئلة تمتحن إمكانات استقلال القرار السياسي لأية جهة تتسلم الحكم في العراق مستقبلاً. وانّ القصف على أربيل هو تأسيس لتلويح مستمر بشبح الصواريخ الإيرانية لحكام العراق في المدى المنظور.
أمّا كيف يمكن ان تناقش اية جهة عراقية الإيرانيين في رؤيتهم بشأن ما يرونه قراراً خاصّاً بهم داخل العراق ويسعون لتنفيذه بأنفسهم، فتلك هي المسألة المعلّقة التي تعطي للسيادة والاستقلال والعلاقات المتكافئة معنى في السياسة.
تعظيم الأنفس بالتغافل، نوع من السياسة أيضاً ، لكن هل ينفع ذلك مع الحالة العراقية الإيرانية؟ سؤال مفتوح، لا توجد علامات لأمل التصدي له على خط الأفق المرئي.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com
2024-09-22 15:23:48