Breaking News >> News >> Azzaman


‏ولم أجد أشباحاً ولا شياطين-رباح آل جعفر


Link [2022-03-23 00:32:47]



‏كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬سقراط‭ ‬يقول‭: ‬اعرف‭ ‬نفسك‭ ‬بنفسك‭. ‬والمعلم‭ ‬الأول‭ ‬أرسطو‭ ‬يقول‭: ‬الدهشة‭ ‬مفتاح‭ ‬المعرفة‭. ‬وفيلسوف‭ ‬الإغريق‭ ‬أفلاطون‭ ‬كتب‭ ‬السطر‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ “‬الجمهورية‭” ‬خمسين‭ ‬مرة‭. ‬

‏ومنذ‭ ‬ألوف‭ ‬السنين‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬منهم‭ ‬جواباً‭ ‬نهائياً‭ ‬لسؤال‭. ‬ولا‭ ‬سؤالاً‭. ‬ولا‭ ‬جواباً‭. ‬ولا‭ ‬حلاً‭ ‬لمشكلة‭. ‬ولا‭ ‬نتائج‭ ‬لمقدمات‭. ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬أعجب‭ ‬ولا‭ ‬أغرب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬العجيب‭ ‬الغريب‭. ‬

‏والمسرحية‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬توفيق‭ ‬الحكيم‭ ‬أعوام‭ ‬الستينات‭ “‬يا‭ ‬طالع‭ ‬الشجرة‭” ‬استوحى‭ ‬أحداثها‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الأحلام‭. ‬من‭ ‬شخص‭ ‬رآه‭ ‬يركب‭ ‬القطار‭ ‬ويمدُّ‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬من‭ ‬النافذة‭ ‬فيأتي‭ ‬بالتذاكر‭ ‬ويعطيها‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬تذكرة‭ ‬من‭ ‬ركاب‭ ‬القطار‭ ‬ثم‭ ‬يغيب‭. ‬والركاب‭ ‬والحكيم‭ ‬وبائع‭ ‬التذاكر‭ ‬في‭ ‬دهشة‭ ‬وذهول‭ ‬مما‭ ‬يجري‭. ‬إنها‭ ‬من‭ ‬أدب‭ ‬العبث‭ ‬ومن‭ ‬أدب‭ ‬اللا‭ ‬معقول‭. ‬

‏وقال‭ ‬لي‭ ‬العالم‭ ‬اللغوي‭ ‬الدكتور‭ ‬فاضل‭ ‬السامرائي‭ ‬إنه‭ ‬مرَّت‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬سنوات‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬الأحلام‭. ‬وكان‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬منامه‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مرة‭ ‬أو‭ ‬مرتين‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬والأحلام‭ ‬العجائب‭ ‬والغرائب‭. ‬وكان‭ ‬حين‭ ‬يستيقظ‭ ‬من‭ ‬نومه‭ ‬يجد‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬قد‭ ‬تحققت‭ ‬بالفعل‭. ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬ستحدث‭ ‬كما‭ ‬رآها‭ ‬في‭ ‬المنام‭ ‬بالتمام‭.‬

‏ويقال‭ ‬إن‭ ‬الرحالة‭ ‬الأشهر‭ ‬ابن‭ ‬بطوطة‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬نومه‭ ‬طائراً‭ ‬أخضر‭ ‬يأخذه‭ ‬من‭ ‬بلدته‭ ‬طنجة‭ ‬ويحمله‭ ‬على‭ ‬جناحيه‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬حول‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬استغرقت‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬طاف‭ ‬خلالها‭ ‬العالم‭. ‬

‏وعندما‭ ‬استيقظ‭ ‬صباحاً‭ ‬راح‭ ‬يسأل‭ ‬في‭ ‬البلدة‭ ‬عن‭ ‬مفسِّر‭ ‬للأحلام‭. ‬فلمّا‭ ‬رآه‭ ‬أخبره‭ ‬أنه‭ ‬سيطوف‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬المالديف‭. ‬ومن‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭. ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬إحدى‭ ‬عجائب‭ ‬الدنيا‭.‬

‏ومرة‭ ‬سألت‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬علي‭ ‬الجسماني‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأحلام‭ ‬فلم‭ ‬يقل‭ ‬لي‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬قرأت‭ ‬للعالم‭ ‬النمساوي‭ ‬الشهير‭ ‬سيغموند‭ ‬فرويد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ “‬تفسير‭ ‬الاحلام‭”. ‬

‏وسمعت‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬محمود‭ ‬أن‭ ‬الرؤيا‭ ‬نفحة‭ ‬من‭ ‬نفحات‭ ‬الروح‭. ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬شبابه‭ ‬استيقظ‭ ‬من‭ ‬نومه‭ ‬على‭ ‬رؤيا‭ ‬انتقلت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬إلى‭ ‬الإيمان‭.‬

‏وعندما‭ ‬صدر‭ ‬كتاب‭ “‬أبي‭ ‬آدم‭” ‬للدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الصبور‭ ‬شاهين،‭ ‬وفي‭ ‬خلاصته‭ ‬يقول‭: ‬إن‭ ‬آدم‭ ‬هو‭ ‬أبو‭ ‬الناس‭ ‬وليس‭ ‬أبا‭ ‬البشر‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬أوّلهم‭.. ‬كنت‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬ووقفت‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬معارك‭ ‬كلامية‭ ‬وقضائية‭ ‬وصلت‭ ‬حد‭ ‬تكسير‭ ‬العظام‭.‬

‏وسمعت‭ ‬من‭ ‬شيخ‭ ‬أزهري‭ ‬أن‭ ‬وحياً‭ ‬شيطانياً‭ ‬ركب‭ ‬شاهين‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬عقله،‭ ‬وأن‭ ‬فضيلته‭ ‬جُنّ،‭ ‬وأنه‭ ‬شرب‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الكأس‭ ‬التي‭ ‬شرب‭ ‬منها‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬وتوفيق‭ ‬الحكيم‭ ‬ونصر‭ ‬حامد‭ ‬ابو‭ ‬زيد‭!. ‬

‏وعندما‭ ‬عرف‭ ‬ذلك‭ ‬الشيخ‭ ‬أني‭ ‬ذاهب‭ ‬إلى‭ ‬لقاء‭ ‬شاهين‭ ‬أوصاني‭ ‬قائلاً‭: ‬ستلاقي‭ ‬عنده‭ ‬أشباحاً‭ ‬وشياطين،‭ ‬فاستعذ‭ ‬بالله‭ ‬من‭ ‬الشيطان‭ ‬الرجيم‭!. ‬

‏وذهبت‭ ‬وقابلته،‭ ‬وجلست‭ ‬عنده،‭ ‬وحاورته،‭ ‬وحمدت‭ ‬الله‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬أشباحاً‭ ‬ولا‭ ‬شياطين‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬عبد‭ ‬الصبور‭ ‬شاهين‭!.    ‬

‏وفي‭ ‬مذكرات‭ ‬الفنان‭ ‬يوسف‭ ‬وهبي‭ “‬عشت‭ ‬ألف‭ ‬عام‭” ‬يقول‭ ‬كلاماً‭ ‬غريباً‭: ‬إن‭ ‬الجن‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬حياته‭ ‬وتآمروا‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬مسرحه‭!. ‬

‏ومرة‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬صحفية‭ ‬بين‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الكبيسي‭ ‬والشيخ‭ ‬جلال‭ ‬الحنفي‭.. ‬وكان‭ ‬الكبيسي‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬الجن‭ ‬حين‭ ‬يتلبّس‭ ‬بالإنسان‭ ‬يُصاب‭ ‬بالسرطان‭. ‬وردَّ‭ ‬الحنفي‭ ‬بقوة‭ ‬ينفي‭ ‬تلبَّسه،‭ ‬ووصف‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬بالخرافات‭!. ‬

‏وجرَّبت‭ ‬أن‭ ‬أصلح‭ ‬بينهما‭.. ‬لكن‭ ‬الصلح‭  ‬كان‭ ‬معجزة‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بلقاء‭ ‬الجن‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬خاتم‭ ‬سليمان‭!.‬



Most Read

2024-09-22 15:35:03