Muristek
حادثة العبّارة القاتلة تثير الشجون في نفوس الأهالي
ذكرى أليمة وسط أحزان الموصليين التي لاتنتهي
الموصل – سامر الياس سعيد
لم تفارق احزان سقوط مئات الضحايا في مياه نهر دجلة، اثر انقلاب عبارة تابعة لاحدى المرافق السياحية مخيلة الموصليين او حتى من قبل ذوي الضحايا ممن واجهوا تلك الذكرى الاليمة التي تتجد جراحاتها كلما مر يوم الحادي والعشرين من اذار، حينما خرج المئات من العوائل الموصلية ليستقبلوا الربيع بعد خروجهم من محنة العمليات العسكرية التي واجههتها مدينتهم والتي تكللت بطرد عناصر تنظيم داعش، ليواجهوا في تلك النزهة شبح الموت، وهو يسقط مئات الاطفال والشباب والنسوة صرعى تيار نهر دجلة الغاضب في ذلك اليوم الربيعي.
يقول محمد حمدون ان (ذكرى العبارة لايمكن ان تنسى) مضيفا ان (المنطقة السياحية في الغابات التي كانت مقصد الاف العوائل الموصلية بل كانت ايضا متنفسا للسياح القادمين من المحافظات الجنوبية اصبحت مهجورة ومتروكة وتحيط بجوانبها شواهد من ذلك اليوم المشؤون حينما جرف تيار النهر الغاضب اجساد الضحايا ممن استقلوا عبارة صدئة غير مناسبة تماما لان تحمل على متنها مئات ممن استقلوها للانتقال الى ضفة الجانب الاخر من النهر لكنهم سقطوا اثر انقلابها)، وقال فاضل عبد الله ان (ما حظيت به المدينة من اجراءات بعد تلك الحادثة هي اجراءات ترقيعية تحتمل وقوع حوادث مماثلة لغياب المراقبة والتفتيش عن الاليات التي تتبعها المرافق السياحية والتي يفتقر القائمون عليها الخبرة المطلوبة لذلك فتزداد احتمالية التعرض للحوادث نتيجة رغبة القائمين على تلك المرافق بتحقيق الربح السريع دون التفكير بارواح الناس مثلما حدا بالمكلف بتشغيل العبارة الى دعوة العشرات من الناس للصعود على متن عبارة متهالكة تسير بطريقة بدائية دون ان تحمل في سبيل تشغيلها اية معايير خاصة بالسلامة المهنية المطلوبة في تلك الحالات).
ولفت احمد قاسم الى ان (المرافق السياحية ليست هي الوحيدة التي يغيب عنها اتباع الاجراءات الخاصة بالسلامة المهنية فالمكلفون بتفتيش ومراقبة مثل تلك الاجراءات يسعون من خلال جولاتهم التدقيقية الى مراقبة المطافئ والتاكد من دقتها وتاريخ نفادها الى جانب امور اخرى تعد تكميلية دون التوسع بتحقيق اجراءات اوسع من خلال حساب الاجراءات الاخرى حيث انه على سبيل المثال لم تخضع العبارة التابعة لجزيرة ام الربيعين للتفتيش والاجراءات الخاصة بالسلامة المهنية او التاكيد على مشغلي تلك العبارة من كتابة معايير لاستخدامها تماما، مثلما موجود في المصاعد حيث يتم تحديد عدد الركاب الذين يستقلون المصعد او عدد الاوزان التي يحتملها المصعد من خلال حمل بعض الاثاث او المستلزمات الاخرى ليتم الاستعانة باجراءات اخرى في سبيل هذه الامور).
فيما اكد مهند حميد ان (المرافق السياحية بمدينة الموصل عليها ان تنتقل من مرحلة الحبو الى مرحلة اكثر دقة ومهنية من خلال العمل على تشغيل ملاكات لها دراية في العمل السياحي وعدم الاعتماد على ملاكات غير مهنية لاتمتلك اي معلومات في سبيل اتمام اعمالها او من خلال الاستعانة من جانب القائمين على تلك المرافق باقاربه للعمل في تلك الاماكن والمواقع من اجل الربح الاوسع على حساب تقديم الخدمات المطلوبة والتي تفتقر لادناها مثل تلك المؤسسات). وقال سعد عبد الحميد ان (ما اعقب حادثة العبارة من اجراءت كان اولها الاستغناء عن محافظ نينوى في وقتها نوفل العاكوب كونه من بين المقصرين في تلك الحادثة او سواها لتفتح بعدها عشرات القضايا الخاصة بهذه الشخصية كونها وراء ملفات الفساد التي استشرت بالمدينة، خصوصا بعد تحريرها وبقاء وضعها يراوح دون وجود مؤشرات على حركة العمل والبناء والتاهيل لاف الدور والمؤسسات المدمرة مما اعاد للاذهان ان المدينة ليست بحاجة الى اشخاص فاسدين بقدر ما هي بحاجة لتكاتف الجميع من اجل بناء لبنات مدينة تتسع للجميع دون ان تعاني من التهميش والاقصاء).