زيلينسكي يدعو إسرائيل لدعمه:الحرب لن تتوقف من دون مفاوضات
القدس-أ ف ب) – واشنطن -الزمان
طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد خلال خطاب وجهه للبرلمان الإسرائيلي أن تتخذ الدولة العبرية «خيارها» وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقال زيلينسكي الذي لطالما شدد على انتمائه إلى الديانة اليهودية «لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاما بإنقاذ اليهود»، مشبّهًا في عدة نقاط أتى على ذكرها، الغزو الروسي لبلاده بالمحرقة النازية.
فيما أعلنت أنقرة الأحد أن موسكو وكييف حققتا تقدما في المفاوضات الهادفة الى وضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا، وباتتا قريبتين من إبرام تفاهم.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو «بالطبع، هذا ليس أمرا يسهل تحقيقه بينما الحرب تتواصل والمدنيون يُقتلون، لكننا نريد أن نقول إن الزخم ما زال موجودا».
وتابع في تصريحات من محافظة أنطاليا في جنوب تركيا «نرى أن الطرفين قريبان من (ابرام) اتفاق».
وزار تشاوش أوغلو روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع، في ظل محاولة أنقرة التي تربطها علاقات قوية بالبلدين، أداء دور وسيط بينهما. كما استضافت تركيا الأسبوع الماضي لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا.
وأشار تشاوش أوغلو الى أن تركيا تتواصل مع المفاوضين الروس والأوكرانيين، رافضا كشف أي تفاصيل بشأن المباحثات. وشدد على أن تركيا تؤدي «دور وسيط نزيه ومسهّل».
من جهته، أفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في حوار مع صحيفة «حرييت»، أن روسيا وأوكرانيا تتفاوضان على ست نقاط هي: حياد كييف، نزع السلاح والضمانات الأمنية، «اجتثاث النازية» من أوكرانيا كما تطالب روسيا، إزالة العوائق أمام استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، وضع «الجمهوريتين» الانفصاليتين في منطقة دونباس، ووضع شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014.
وأضاف زيلينسكي الذي يحاول حشد دعم اليهود وإسرائيل لبلاده «حان الوقت الآن لتتخذ إسرائيل خيارها»، معتبرًا أن «اللامبالاة تقتل».و كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه «مستعد لمفاوضات» مع فلاديمير بوتين، مؤكداً أنه «بدون مفاوضات، لن نوقف الحرب» التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
وقال في مقابلة بثتها شبكة «سي إن إن» الأميركية الأحد «أنا مستعد لمفاوضات مع (فلاديمير بوتين). لقد كنت مستعداً خلال العامين الماضيين وأعتقد أنه بدون مفاوضات لن تتوقف الحرب».
ودافع عن عقد عدة جولات من المفاوضات بين كييف وموسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، قائلاً إن لها «قيمة كبيرة».
وقال «إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1 بالمئة فقط لوقف هذه الحرب، فعلينا اغتنامها».
وأكدت تركيا التي تكثف جهود الوساطة بين موسكو وكييف الأحد أن روسيا وأوكرانيا أحرزتا تقدماً في مفاوضاتهما. وأضاف الرئيس الأوكراني أنه في مواجهة دخول الجيش الروسي إلى أوكرانيا لـ»إبادة السكان»، يجب استخدام كل أشكال، وكل فرص إمكانية التفاوض، وإمكانية التحدث إلى بوتين».
وحذر قائلاً «إذا فشلت هذه المحاولات، فهذا يعني أن (الصراع في أوكرانيا) هو حرب عالمية ثالثة».
ودعا زيلينسكي أمس إلى اجراء مفاوضات، في مقطع فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال «حان وقت الاجتماع. حان وقت الحديث. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا».
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، خاطب زيلينسكي عبر الفيديو العديد من الهيئات التشريعية الأجنبية من بينها النواب الأوروبيون والكونغرس الأميركي ومجلس العموم البريطاني والبرلمان الألماني «البوندستاغ».
ويأتي خطاب زيلينسكي في ظل تدهور الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية المحاصرة تحت القصف الروسي.
ويتحدر أكثر من مليون شخص من سكان إسرائيل البالغ تعدادهم 9،4 مليون نسمة من دول الاتحاد السوفياتي السابق.
حاولت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني نفتالي بينيت الحفاظ على الحياد في النزاع الروسي الأوكراني في ظل دفء علاقاتها مع الطرفين.
وسعى بينيت إلى لعب دور الوساطة بين كييف وموسكو وأجرى محادثات هاتفية منتظمة مع رئيسي البلدين، وفي الخامس من آذار/مارس اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين لثلاث ساعات.
وانتقد بعض المسؤولين الأوكرانيين موقف إسرائيل المحايد.
وفي إشارة إلى جهود بينيت الدبلوماسية التي اعتبرها خطوة في الاتجاه الخاطئ، قال زيلينسكي الأحد «يمكننا التوسط بين الدول ولكن ليس بين الخير والشر».
وشهدت الدولة العبرية عدة تظاهرات منددة بالغزو الروسي، وأعلن رئيس بلدية تل أبيب رون حولداي أنه سيتم نقل خطاب زيلينسكي عبر شاشة عرض ضخمة على مبنى بلديته.
وكانت إسرائيل قدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا لكنها لم تتطرق إلى إرسال معدات عسكرية إلى الدولة المحاصرة.
ولم تنضم إسرائيل إلى العقوبات الغربية ضد موسكو. وأفادت تقارير أن الملياردير الروسي ومالك نادي تشلسي لكرة القدم رومان أبراموفيتش المقرب من بوتين والذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، زار الدولة العبرية الأسبوع الماضي.
على عكس بينيت، تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الذي دان الغزو الروسي علانية بأن بلاده «لن تكون طريقا لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى».
ووصل ما يقارب 14 ألف أوكراني إلى إسرائيل منذ بدء الغزو الروسي.
وتوقعت السلطات وصول 100 ألف شخص من أصل يهودي من أوكرانيا وروسيا.
ويحق لهؤلاء المهاجرين الحصول على الجنسية الإسرائيلية بموجب ما يسمى «قانون العودة» وقد يسعوا إلى الاستقرار في إسرائيل بسبب النزاع.
2024-09-22 17:25:25