Breaking News >> News >> Azzaman


وعورة الطريق أم حلاوة السلطة؟ – جليل وادي


Link [2022-03-19 23:53:54]



كلام أبيض

وعورة الطريق أم حلاوة السلطة؟ – جليل وادي

هل حقا طريق الاصلاح وعر على اولئك الذين قدر لهم مسك زمام أمور امتنا ، ام ان حلاوة السلطة تغشي الأبصار وتميت الضمائر  ، والا بماذا نفسر أنين الشعوب  جراء واقعها المر منذ قرون ، من دون أن يحرك المتسلطين عليهم ساكنا ، بينما راية الاصلاح تناقلتها الأكف من حين لآخر ، فلم يخرج أقدس رموزنا الأمام الحسين (ع) أشراً ولا بطراً ، وانما لطلب الإصلاح ، وبدل أن يصلح الساسة الحال ، فرطوا بابن بنت رسول الله وعياله وأصحابه في أبشع جريمة عرفها التاريخ . ولم يعطوا للكواكبي والأفغاني ومحمد عبدة اذنا صاغية ، وهم الذين تعالت صرخاتهم حتى ملأت الآفاق ، من ان الاصلاح شرط لنهوض الأمة من رقادها الذي دام طويلا ، لكن شيئا من ذلك لم يحدث ، وبُررت المراوحة في الفقر والجهل والمرض : ان بلاد المسلمين قادها غرباء واحتلها كافرون ، وبعد ان ارتفعت راية الأوطان بأيدي أبنائها ، استبشر اليائسون بأن الخير آت ، لكن الحال ظل بائسا ، والأبناء الساسة ظنوا ان الدنيا لن تدور ، فعاثوا في الأرض فسادا ، واذاقوا الناس أضعاف ما أذاقهم الكافرون ، حتى صرنا نتحسب من التذمر في بيوتنا ، خوف أن ينقل طفل ما نقول ، فالحيطان صارت لها آذان ، والشوارع عيون ، والجفاء سلوك ، والتجويع سياسة ،  والهزائم انتصار ، والجوع نضال ، والتخلف مؤامرة .

هل حقا طريق الاصلاح وعر الى هذا الحد ، ام الذي يحول دون تحقيقه لامبالاة الساسة ، ومغريات السلطة ، والاستهانة بالناس ، وعدم سماع نصائح الحرصاء ، والظن ان المحتجين متآمرون ، حتى أوصلوا الناس الى اليأس من تحقق الاصلاح ، فصار البعض يقبل بالتغيير مهما كانت الأثمان ، فصفق من صفق للاحتلال ، ومن أحرق نفسه ليشعل شرارة الثورة في أرجاء الوطن الكبير ، واذا بالمخاض صار شائكا ، وعدنا مجددا نطالب بتعديل المسار . وكأننا نعيش الماضي نفسه ، وان لا طريق الا الثورة ، نتوسل اليكم هذه المرة للمباشرة بالإصلاح ، فالخسائر  صارت باهظة ، نتمنى ألا تكون نهايتكم كما انتهى الذين من قبلكم ، فقد عقدنا عليكم الآمال ، وسمعنا لكم في كل صغيرة وكبيرة ، وقلنا ان التجربة جديدة ، ولابد من منح الفرصة ، وصبرنا لكن الصبر يجب ألا يمتد لعقود .

كلكم تعرفون الأخطاء ، وقد شخصها كثيرون ، وصرتم تتحدثون بها ، ورفعها بعضكم شعارا ، ومنكم من استثمرها للفوز ، لكننا لم نتلمس شيئا ، لماذا ؟ هذا هو السؤال ، فالوطني بنظرنا ، والرجل الذي يدخل التاريخ ذاك الذي  يحّول شعارات الاصلاح الى واقع ، فكل شيء في بلادنا خراب ، من الزراعة الى التعليم ، ومن الصناعة الى الكهرباء ، أموالنا تهدر إما بعدم المعرفة او بالفساد .

 ان تواصل الخراب يأكل من جرف شرفكم ، ولا أعتب على الفاسدين الذين نعرف ، والذين جاءوا وفي بالهم العودة الى حيث كانوا ، والذين ترأسوا ثم اختفوا ، والذين سكتوا بعد أن فشلوا  ، بل عتبي على اولئك الذين قدموا من التضحيات ما تشيب لها الرؤوس ، لكنهم وقفوا عاجزين ، حتى صنفهم الناس ضمن الذين ذكرتهم .

الذي يريد الملك ، ويكون تاجا على الرؤوس ، عليه أن يضع مخافة الله نصب العين ، أي لا يحيد عن طريق الحق ، وأوله العدل ، ولا عدل من غير اصلاح بتاتا .

طرق الاصلاح معروفة لكم ولغيركم ، لكني اذكر بها ، فعسى أن تنفع الذكرى ، وتكمن في الذي أقول : ( عدّلوا الدستور ، اقضوا على الدولة العميقة ، عززوا استقلالية القضاء ، تحرروا من المحاصصة ، اعتمدوا المعارضة البرلمانية ، لاحقوا الفساد بمختلف صوره ، تخلصوا من التوافقية في تشكيل الحكومات ، رسخوا متطلبات الدولة المدنية ) . فمتى ينبري ذاك العراقي الذي لا طعم للسلطة في لسانه ليقف بوجه هذا الخراب ؟

jwhj1963@yahoo.com



Most Read

2024-09-22 19:45:41