Breaking News >> News >> Azzaman


قصائد-حسب الشيخ جعفر


Link [2022-03-19 10:58:12]



في‭ ‬ذكرى‭ ‬ليرمنتوف

ضوءٌ‭ ‬بعيدْ

في‭ ‬الظلمةِ‭ ‬المتلبّدةْ

عَبْرَ‭ ‬ارتماءِ‭ ‬البحرِ‭ ‬يخبو‭ ‬أو‭ ‬يعودْ

متراجفاً‭ ‬كالنجمِ‭ ‬يبدو

أو‭ ‬ساكناً‭ ‬كالشعلةِ‭ ‬التعبى،‭ ‬النؤوم‭.‬

هل‭ ‬ذاكَ‭ ‬صيّادٌ‭ ‬بقاربِهِ‭ ‬يؤوب؟

أم‭ ‬ذاكَ‭ ‬طيفُ‭ ‬مُهرّبٍ‭ ‬حذرٍ،‭ ‬دؤوب؟

يا‭ ‬أنتَ،‭ ‬يا‭ ‬ضوءاً‭ ‬نحيلا

كُن‭ ‬ما‭ ‬تشاءُ،‭ ‬ولا‭ ‬تغِبْ‭ ‬عنّي‭ ‬طويلا‭.‬

‮ ‬

‭(……..)‬

جاءت‭ ‬إليكَ،‭ ‬عشيّةَ‭ ‬الميلادِ،‭ ‬حاملةً‭ ‬هديةْ

هيَ‭ ‬معجمٌ

ما‭ ‬زلتَ،‭ ‬من‭ ‬عامٍ‭ ‬إلى‭ ‬عامٍ،‭ ‬تنوءُ‭ ‬بدَفّتيه

متصفّحاً،‭ ‬متذكّراً‭ ‬تلكَ‭ ‬المحطّةْ

وتباطُؤَ‭ ‬المترو،‭ ‬وتلكَ‭ ‬المِصطبةْ

صفراءَ،‭ ‬باهتةً‭ ‬تلوح

وكأنها،‭ ‬بعدَ‭ ‬انقضاءِ‭ ‬العمرِ،‭ ‬آخِرُ‭ ‬مِصطبةْ

بلْ‭ ‬قُلْ‭: ‬هيَ‭ ‬الأُولى،‭ ‬الأخيرةْ‭.‬

‮ ‬

إلى‭ ‬آنسةٍ‭ ‬سيبيريّةٍ‭ ‬اسمُها‭ ‬رايا

يا‭ ‬أيّها‭ ‬البطُّ‭ ‬المهاجرُ‭ ‬في‭ ‬الأعالي

صيحاتُكَ‭ ‬المتفجّعات

منذُ‭ ‬الصِبا‭ ‬وإلى‭ ‬اكتمالي

تعلو‭ ‬ببالي‭.‬

من‭ ‬أينَ‭ ‬أنتَ؟‭ ‬أمِنْ‭ ‬سيبيريا؟

أوَ‭ ‬لم‭ ‬تزَلْ‭ ‬تلكَ‭ ‬المجالي

يا‭ ‬بطُّ‭ ‬تنتظرُ‮ ‬الربيع

تحتَ‭ ‬التلفُّعِ‭ ‬بالصقيع؟

فإذا‭ ‬رجَعتَ‭ ‬إلى‭ ‬هناك

وسلِمتَ‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬الشِباك

بلّغْ‭ ‬تحيّاتي‭ ‬النساءَ‭ ‬الشائباتْ‭.‬

فلَربّما‭ ‬منهنَّ‭ ‬مَنْ‭ ‬تتذكّرُ،‭ ‬اليومَ،

​​الفتى‭ ‬المتودّدا

الشاعِرَ‭ ‬المتنهّدا‭.‬

وسأبتني‭ ‬لكَ‭ ‬في‭ ‬الحنايا

وكراً‭ ‬يَرُدُّ‭ ‬العادياتِ‭ ‬منَ‭ ‬المنايا

باللهِ‭ ‬لا‭ ‬تنسَ‭ ‬ابتهالي

يا‭ ‬أيّها‭ ‬البطُّ‭ ‬المحلِّقُ‭ ‬في‭ ‬الأعالي‭.‬

‮ ‬

القطّةُ‭ ‬السوداء

في‭ ‬ذكرى‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ

هيَ‭ ‬قِطّةٌ‭ ‬سوداءُ‭ ‬من‭ ‬خزفٍ‭ ‬جميلْ

أنا‭ ‬قد‭ ‬أتيتُ‭ ‬بِها‭ ‬قديما

فيما‭ ‬اشتريتُ‭ ‬منَ‭ ‬الهدايا‭.‬

كانت‭ ‬لها‭ ‬عينانِ‭ ‬من‭ ‬حجرٍ‭ ‬صقيل

في‭ ‬الليلِ‭ ‬تتّقِدانِ‭ ‬كالجمرِ‭ ‬اتّقادا‭.‬

ولها‭ ‬كأيّةِ‭ ‬قِطّةٍ‭ ‬ذيلٌ‭ ‬طويلْ‭.‬

هل‭ ‬كانَ‭ ‬من‭ ‬شَعرِ‭ ‬امرأةْ؟

من‭ ‬شَعرِ‭ ‬غانيَةٍ‭ ‬منَ‭ ‬المَوتى‭ ‬الكِرام؟

أنا‭ ‬لم‭ ‬أعِرْ‭ ‬هذا‭ ‬اهتماما‭.‬

شيءٌ‭ ‬فريدٌ،‭ ‬يا‭ ‬صحابُ،‭ ‬أخافَني

هو‭ ‬أنّها‭ ‬جاءت‭ ‬إليّا

بعدَ‭ ‬انتصافِ‭ ‬الليلِ‭ ‬زائِرةً‭ ‬تَموء‭.‬

قلتُ‭: ‬اجلسي‭.‬

سأُعِدُّ‭ ‬شاياً‭ ‬بل‭ ‬حليبا‭.‬

فتبسَّمَتْ‭: ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أُريد

إلّا‭ ‬قُدَيحا

مِن‭ ‬هذهِ‭ ‬القنّينةِ‭ ‬المتوهّجةْ‭.‬

قنّينةِ‭ ‬الجِعةِ‭ ‬الفتيّةْ‭!‬

‮ ‬

أُنشودةُ‭ ‬الكناري

يا‭ ‬أيّها‭ ‬الكناري

يا‭ ‬قارِئاً‭ ‬أشعاري

في‭ ‬قفَصٍ‭ ‬حبيسا

لا‭ ‬صاحباً‭ ‬تلقى‭ ‬ولا‭ ‬أنيسا‭.‬

سَأفتحُ‭ ‬البابَ‭ ‬وطِرْ

إلى‭ ‬الهواءِ‭ ‬الطلقِ‭ ‬والفضا‭.‬

فقالَ‭ ‬لي‭ ‬مُفاجَأً،‭ ‬مُنتفِضا‭:‬

‭-‬وما‭ ‬الذي‭ ‬تقولُهُ

للطِفلةِ‭ ‬الأميرةْ

سيّدتي

سما،‭ ‬سما‭ ‬الصغيرة؟

أقولُ‭: ‬جاءت‭ ‬أُمّهُ‭ ‬الكبيرةْ

وأطلقَتْ‭ ‬سَراحَهُ

لامِسةً‭ ‬بِسحرِها‭ ‬جَناحَهُ‭.‬

فَقالَ‭ ‬لي‭:‬

دَعني‭ ‬هُنا‭ ‬والأسْرَ‭ ‬والعذابا

ولا‭ ‬تكُنْ‭ ‬كَذّابا‭.‬

‮ ‬



Most Read

2024-09-22 21:38:16