Breaking News >> News >> Azzaman


(كلام الناس) يستطلع أسباب تفاقم الظاهرة بين الشباب ومختصون:


Link [2022-03-18 22:32:58]



(كلام الناس) يستطلع أسباب تفاقم الظاهرة بين الشباب ومختصون:

 العنف الأسري والمخدّرات والبطالة أهم دوافع الإنتحار

بغداد – سعدون الجابري

آفة الأنتحار أستفحلت بشكل كبير بعد عام 2003 وبدأت بالتصاعد سنة بعد أخرى ، وبحسب مختصين أن عام 2022 ستكون نسبة المنتحرين في البلاد قد تتعدى الـ 800 حالة! وهذه الظاهرة المميتة كانت محور حلقة من برنامج(كلام الناس) على قناة (الشرقية) وكانت البداية في مديرية الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية ، ولقاء مديرها العميد غالب عطية خلف قائلاً (موضوع الانتحار في العراق .. ملف مهم وخطير في الأعداد والنسب ، في السابق كانت الأعداد قليلة .. لكن الآن في تزايد لهذه الحالات سنة بعد أخرى ، مثلاً في عام 2020 وصلت حالات المنتحرين في البلاد الى حوالي  600 منتحر ، وفي عام 2021 وصل العدد الى حوالي 700 شخص ، لكن نهاية عام 2022 سيتخطى هذا العدد أعداد المنتحرين للسنوات الماضية ، وسيكون أكثر من 800 حالة منتحر بين الشباب والشابات ، وهذا مؤشر خطير جداً )لافتاً الى أن (هذه الحالة التي توسعت لها أسبابها فهي تعود لآفة المخدرات التي أنتشرت بين فئات المجتمع للجنسين ، وكذلك ظاهرة العنف الأسري والجرائم الألكترونية والإبتزاز الألكتروني هي تولد الانتحار .. بالأضافة لأنتشار البطالة في المجتمع والوضع الأقتصادي والمعيشي للناس ، كل هذه الظواهر جعلت الأنسان يلتجأ للخلاص من الحياة بطريقة الانتحار المحرمة في الشرع الإسلامي).

مؤكداً ( لدينا الخط الساخن ومن خلال السوشل ميديا نتلقى رسائل وإتصالات عن وجود حالات الاشخاص الذين يرومون الانتحار ، ونحن بدورنا نوجه مفارزنا المنتشرة بالعاصمة والمحافظات لإنقاذ البعض منهم والباقين نجدهم قد أنتحروا ، والشرطة المجتمعية أستطاعت في عام 2021 من إنقاذ 23 حالة أنتحار ، وقبلها في عام 2020 أستطعنا إنقاذ 33 حالة أنتحار منعناهم من ذلك) .مشيراً ان( أحدى الشابات تمكنت مفارزنا من إنقاذها من الانتحار .. وذلك بعد أن تلقينا بلاغ من أحد المواطنين بوجود فتاة في اعلى جسر الصرافية وهي تروم رمي نفسها بالنهر ، ووصلنا اليها ونجحنا من إنقاذها وانا باليوم الثاني ذهبت لبيت أهلها وشرحت لي أسباب محاولتها الأنتحار ، وقالت ضروفي العائلية جعلتني أقدم على الأنتحار ، وانا تابعت حالتها بالبيت وتبين أن والدها مقتول وأمها مقعدة وأخوتها شباب اعمارهم تتراوح بين 27/ 28 سنة وهي شابة عمرها 22 عام تنام مع أمها وأخوتها بغرفة واحدة ، لذلك قررنا تحوير مطبخ البيت ذا المساحة 3 في 2 وحولناه لغرفة نوم لهذه الشابة التي فرحت بذلك ، وقمنا ببناء مطبخ في طارمة المنزل وأنتهت أزمتها بأن تحصل على غرفة خاصة لها .. والحمد لله ، وبعدها أخذنا هذه الفتاة بصحبة ضابطات من مديريتنا وبعض المنتسبين بجولات ترفيهية لها بالمولات والأسواق والمتنزهات ، وكذلك قمنا بإعادتها للدراسة بعد أن تركتها قسراً). مؤكداً (نحن في الشرطة المجتمعية ندخل في الإنذار عند الامتحانات الوزارية ، تحدث حالات الانتحار لبعض الطلبة والطالبات الذين لم يدخلوا الأمتحان الوزاري ، وكذلك تسجل لدينا حالات أخرى عند الأعلان عن نتائج الامتحانات ، وتحدث حالات أنتحار للذين معدلاتهم الهابطة بعظهم ينتحر لهذا السبب) .

ظروف صعبة

وبين مقدم ومعد البرنامج علي الخالدي التقينا بشابة كانت قد حاولت الانتحار للمرة الرابعة ..وهي طالبة وخطاطة ورسامة وصوتها جميل وتجيد الغناء ، هذه الشابة لا أريد أذكر أسمها لكني أطلقت عليها الشابة الوردة ، قالت لي أنها لجأت للانتحار أربع مرات بسبب ظروفها الصعبة ولا يوجد من يتابعها ويرشدها ، وأكدت لنا هي ندمانة بعد هذه المحاولات من الانتحار وأمها وأخوتها تألموا عليها. وبينت وردة ( في يوم من الأيام هربت بعد الساعة الثانية ليلاً وأتجهت الى جسر الصرافية لأنتحر .. لكن أحد أصحاب السيارات توقف أمامي وهو يراقبني وانا ترددت وبقيت متوقفة ، وبعدها قام بالإتصال بالشرطة المجتمعية ليخبرهم بحالتي وعلى الفور حضرت مفرزة بقيادة الرائد بسمة وهي مسؤولة القسم النسوي بالشرطة المجتمعية ومعها الملازم هند كامل ومنتسبي المديرية ومسكوني ومنعوني من الانتحار ، وعلمت منهم أن المواطن صاحب السيارة الذي كان يراقبني هو من أتصل بالشرطة وأنقذوني).

من جانبة أوضح مدير الطب النفسي في وزارة الصحة ان (ماتعرض له البلد من صدمات جمعية من خلال الحروب والمعارك العشائرية ، كل هذه تحولت الى مايسمى إضطراب ما بعد الصدمة ، وكذلك قلة الوعي النفسي وتفاعل الظروف المحيطة بالشباب المراهقين ، وكذلك أنتشار المخدرات وغيرها هي أسباب لأندفاع بعض الشباب والشابات الى الانتحار) . مبيناً ان (الانتحار لايحدث فجأة إلا بحالات نادرة ، والحالات الأخرى نرى الشباب بالإنعزال .. وبعظهم يتحدث بكثرة عن الموت ، ولا جدوى للحياة وكذلك فقدانة لعلاقاته الإجتماعية وربما يبتعدون عن أصدقائهم بعد أن كانوا لهم سند إجتماعي).

مشكلة اجتماعية

 بعدها توجهنا لرجل دين في جامع الإمام الأعظم في مدينة الأعظمية الذي قال ان(الانتحار هو مشكلة إجتماعية تحز بالنفس ، والله عز وجل قال :ولا تقتلوا أنفسكم وأن الله كان بكم رحيماً ، ومن قتل نفسه فهو في نار جهنم ، وهذه عقوبة ربانية أكبر من كل العقوبات ). مضيفاً ان( من أسباب الأنتحار الإضطرابات النفسية والإدمان على المخدرات والبطالة .. والقتل النفسي ليس علاج ، والعلاج هو أن يعرف ذلك الشخص بأنة سيرحل الى عالم آخر ، والله سبحانه وتعالى سيحاسبه وأن حياته ليس ملكاً له ، الله أعطاه هذه الحياة حتى يحترمها ويقدم للناس خيراً وينفع المجتمع ، أما أن يذهب سداً بلا فائدة .. فقد ظلم نفسه وأهله وعائلته وظلم المجتمع الذي يستفيد منه ، إذاً الانتحار هو ليس حلاً للمشكلات) . لافتاً  إلى أن(الأدوار التوعوية للانتحار متعددة .. منها دور ديني ودور إعلامي ودور حكومي ، نأتي للدور الديني علينا كرجال دين التوعية خلال خطب الجمعة والخطب الدينية ، والخروج للمجتمعات ونتكلم عن هذه الحالات ونصفها بالخطيرة .. لأنها يندى لها جبين الإنسانية ، أما الدور الحكومي واجبهم أن يدرسوا حالة الشخص ويعالج من خلال البطالة أوالقضايا التي تخص المحاكم تعالج قانونياً ، أما الدور الإعلامي فهو أنتاج أفلام تحذر من حالات الانتحار ومخاطرها بالمجتمع ، وتنقل هذه بالصحافة والفضائيات والفيسبوك وفي جميع وسائل الإعلام ، وعلى الإعلاميين الحريصين أن يركزوا على هذه الحالات ).   وختم الخالدي حلقة البرنامج بالقول :  نحذر من مخاطر هذه الظاهرة الخطيرة التي شملت فئات الشباب والشابات ، وملف الانتحار أصبح منتشر وواسع في كل أنحاء العالم ، لكن على مجتمعنا العراقي هو دخيل وجديد بهذه الكثافة وبهذه الأرقام المخيفة والمرتفعة ، لكن للأسف تحولت الجسور في بغداد والمحافظات الأخرى مكاناً للانتحار من خلال رمي المنتحرين أنفسهم من أعلى هذه الجسور الى ماء النهر بحجة الجوع والحرمان وغيرها من الحجج والذرائع .

فريق البرنامج تألف من :الأعداد والتقديم : علي الخالدي، مخـــرج ميداني ومدير تصوير : عمر الجابري،تصوير : أسامة المفرجي ، : علي الطريحي ،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري، مونتاج : عمر مظفر وأدريس الكعبي.



Most Read

2024-09-22 21:25:21