Breaking News >> News >> Azzaman


الرقم الكبير والمؤشّر الخطير – حسين الصدر


Link [2022-03-18 22:32:58]



الرقم الكبير والمؤشّر الخطير – حسين الصدر

-1-

أعلن رسميّا عن وقوع أكثر من (5000) حالة طلاق في شهر شباط المنصرم .

وهذا العدد الضخم يشي بتصاعد حالات الخلاف والشقاق داخل الأُسر العراقية وهو مؤشر محزن وخطير للغاية .

-2-

ومن المعلوم :

انّ الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، واجتراح ما يبغض الله – على هذا النحو الواسع – يشير الى ضعف واختلال في البُنْية الروحية والاخلاقية، فضلاً عما يعكسه من اضطراب في الأوضاع الاجتماعية .

-3-

ان وقوع الملايين من العراقيين تحت خط الفقر يُلقِي بظلاله على القضية حيث يعجز الكثير من الرجال في ظل البطالة عن تأمين الاحتياجات المطلوبة لزوجاتهم..

-4-

وبصراحة :

فان الفتاة اليوم لا تملك ماكانت تملكه فتاة الأمس من قدرة على تحمل الكثير من الصعاب ابتداءً بالمزاج الحاد لزوجها وانتهاء بضيق ذات يده .

-5-

ومحاولات بعض الأزواج الاستحواذ على رواتب زوجاتهم سبب آخر من أسباب المشاكل الكثيرة التي تهدد كيان الأسر بالتشتت والتشظي .

ولا يحق للزوج الاستيلاء على ما تملكه زوجته من أموال دون رضاها .

بينما يبرره بعضهم بالقول :

ما أملكه تملكه زوجتي وما تملكه أملكه .. وهو تبرير شعري لا شرعي .

-6-

انّ الطلاق كان ضمن المنهج التربوي القديم أشقّ على المرأة من اي شيء آخر .

وكانت الفتاة اذا تزوجت لا تعد بيت أبيها بيتاً لها وانما تأتيه زائرة كما يرتاده سائر الزوار .

وكان المجتمع لا نظير الى المرأة المطلقة بعين القبول والاحترام .

أما اليوم فقد يشجع الزوجة على الاطلاق أهلُها ،

ولا ينظر اليها بعد الطلاق الاّ كما كان ينظر اليها قبله .

وهذا ما شجع الكثير من الزوجات على المواجهات الساخنة مع أزواجهن

وليكن بعدها ما يكون …

-7-

ثم انّ مشكلة السكن واضطرار الشباب الى السكن مع أهلهم،  والاحتكاكات الكثيرة التي تحصل في حالات العيش المشترك بين عائلة الابن وعائلة أبيه انما هو سبب آخر لظهور المشكلات والاختلافات .

-8-

ويُظهرُ الكثيرُ مِنَ الشبان والفتيات قبل الزواج أَنْفَسَهُم على غير حقيقتها ويسوقون من الوعود مالا يستطيعون الوفاء به ، ثم تنكشف الحقائق فتتلبد الأجواء.

-9-

وربما يرجع السبب في بعض الأحيان الى تزويج الفتاة بمن لا تحب أنْ يكون شريكاً لحياتها ويتم ذلك تحت سطوة الاب او الأخوة .

-10-

ويطول الحديث اذا أردنا الاسترسال فالحديث ذو شجون وخير ما نختم به مقالتنا التذكير بما قاله الامام الحسن (ع) لأب استنصحه بشأن زواج ابنته قال له ما مؤداه:

زوّجْها مِنَ التَقِيّ ،

فان أحبّها أسعدها ،

وإنْ لم يحبها لمْ يَظْلِمْها

وغالب الزيجات اليوم لا تبحث عن التقوى والاخلاق، انما تبحث عن المال والجمال، والتعويل عليهما بعيداً عن ذنيك العنصرين لن يقود الاّ الى أوضاع متزلزلة يقل فيها الاستقرار .

Husseinalsadr2011@yahoo.com



Most Read

2024-09-22 21:22:52