Breaking News >> News >> Azzaman


ياسو هيرو ناكاسوني – شامل بردان


Link [2022-03-18 22:32:58]



ياسو هيرو ناكاسوني – شامل بردان

مضت سنوات قليلة على وفاة رئيس وزراء اليابان الاسبق ياسو هيرو ناكاسوني، اكثر شخصية سياسية واقتصادية و فكرية يابانية جريئة في الدفاع و العمل على ارساء اقتصاد قوي عبر خصخصة ما كان يمكن ان تنجح الا في الانموذج الياباني و ما كانت لتصمد الا بوجود من هو مثل ناكاسوني.

مات ناكاسوني عن 101 سنة ليشهد تحولا من صناعة فكره اثمر تحولا في الدفاع عنه من خصومه الذين عارضوا قبلا توجهه لأدخال القطاع الخاص بدل بيروقراطية الاداء الحكومي على الاصول المالية التي تتباهى الدول بالسيطرة عليها، و التي و مع الوقت و التخادم الرقابي تفقد ادائها العام و تتحول لأقطاعيات لا تلبي الا متطلبات المسيطرين عليها حاشرة تحركها في تنافس لا يقدم الحاجات المطلوبة المنشئة من اجلها مانعة في ذات الوقت اي محاولة تجديد تفصل بين متطلب السوق الحقيقي عرضا و طلبا و ثمنا حقيقيا، خالقة توجه عمل مخذل متخلف لا يربط بين العامل و المعمل و الموظف و المكتب الا المرتب السنوي.

من الغريب في شخصية ناكاسوني انه يؤمن بقراءة الطالع و التنجيم، وانه لم يكن يخفي متسرب الاخبار التي يحرص ان تصل للعلن من جلوسه قبل اي اجتماع مهم ليسمع من العراف ما قد يكون مخفيا عنه في همسات النجوم و خيوط دخان بخور يستحضر وهم الارواح، واعتقد انه وان كان يرتاح لمثل هذه الطقوس الا انه كان داهية في تصوير نفسه مؤمنا بالخرافات فيعتقد خصمه بهشاشته ليندفع للحديث مع ناكاسوني بسطحية ليتلقى بعد ذلك ضربة موجعة من رجل متمكن من فكره و عمله.

لسنوات في الحزب و البرلمان و الحكومة، تمكن الوزير الاول من خلق قرارات لقطاع صناعي واستثماري متمكن من الافادة من القومية اليابانية الجريحة المعاقبة لتكون خارج ظل الفائزين في الحرب الكونية و الباردة، مدركا لندرة الموارد التي ان  لم يعالجها بوفرة عقول باحثة عن مواكبة و تجسيد حاجات المجتمع الداخلي و الخارجي، فأن بلاده ستضيع او تتحول الى ذنب في سوق يتحكم فيه التضاد بين الاشتراكية الشرقية و رأس المال المفرط بالتحرر غربا.

خلقت سياسات ياسو هيرو ناكاسوني، مجالا متدفقا لقطاع العمل الياباني حقيقيا واقعيا في سابقة جمعت بين الواقع و الحقيقة ليبعد عن اليابان سحب قحط كانت تتجمع عقب انكسار بوصلة توجهها بعد الحرب و خلال الباردة منها، محررا قطاع العمل و الاعمال من ازدواجية تعيشها الاقتصاديات النامية و قسم من الاقتصاديات الكبرى لعدم حسم المجتمع و السلطة قرارهم عن النظرية الاسلم لمجتمع الكفاية الذي لن يكون ممكنا لا في الاشتراكية الشعاراتية و لا الرأسمالية المكذوبة، فلا سطوة الاشتراكية محتمية بقوى القهر القانونية تحتفظ بالبقاء و لا تبعية السلطة لرأس مال بلا قواعد معممة تغذي المجتمع سيكتب لها النجاح.

صك ياسو هيرو ناكاسوني انموذجه العمالي بتقوية التشريعات و القرارات التي قدمت هوية متعافية من الخصخصة التي طلت وجه اليابان و جسمها الاقتصادية ببشرة من شباب حيوي يقدم للسوق ما يريد و بضمانات و ثقة يحسده عليها كثيرون، بل لربما صاروا يؤمنون ان ارواح ناكاسوني التي كان يستعلم منها عبر منجميه هي حقيقة .



Most Read

2024-09-22 21:28:31