فاتح عبدالسلام
نغمة الاعتماد على التحالف الدولي في طريقها الى الزوال مع الأيام مهما طال الامد، وربّما يأتي يوم يجد فيه العراق نفسه في مواجهة الاستحقاق العسكري المؤجل منذ سنوات طويلة، لنكتشف الحقيقة المُرّة من جديد في انّ الجيش العراقي عارٍ تماما عن ان يحمي نفسه من الصواريخ والطائرات، كونه لا يمتلك منظومات دفاعية جوية ذات قيمة نوعية ومؤثرة، وباتت تمثل درعا للوطن في هذا الزمان ولدى جميع الدول. حتى لو بقيت منظومات الجيش العراقي السابق ولم تدمر في الحرب، فهي لا تنفع اليوم إلا في حدود دنيا، وانّ التحديث التكنولوجي استحقاق لا مفرَ منه.
لم تتوقف أيّ حكومة عراقية عند مسألة التسليح النوعي، من خلال الخوض في مفاوضات جدية مع دول التحالف. هناك مَن يؤيد الرؤية الامريكية والدولية وتقديراتها ويراها صحيحة في هذا المسار بشأن التسليح الممكن للجيش العراقي، من خلال النظر الى نكسة ترك فرق في الجيش في الموصل وتكريت والانبار مدرعاتها ودباباتها وأسلحتها الثقيلة وهربت تحت ذلك الظرف الذي كان البلد من دون حكومة مسؤولة.
لكن البلد يبقى في النهاية لأهله ومصير شعبه يتقرر على هذا التراب، وهو بلد يكاد يكون في مهب الريح اليوم، بين ثلاث قوى إقليمية في الأقل، لديها سباق تسليحي نوعي لا مثيل له، ويبدو العراق بين تلك الدول ارضاً جرداء وعارية من أسباب الدفاع والمواجهة، فيما لو تطورت تداعيات إقليمية تحت أي ظرف وجعلت العراق ساحة صراع، شاء أم أبى ، فلن يكترث احد لذلك، عندما يكون ضعيفا وقراره مستلباً وهناك من قياداته السياسية مَن لديه خط مائل مع الخارج بعناوين تدين بالولاء له اكثر من غيرتها على تراب البلد وقوته وسيادته.
العراق، لديه أموال من زيادة أسعار النفط، وحتى من دونها، ويمكنه أن يعيد بناء الجيش بطريقة صحيحة، لكن عليه قبل ذلك ان يخلص الجيش من المحاصصة والفساد معاً.
لا يوجد تفاؤل عند كثير من الذين تناقشت معهم حول إمكانية ان يمتلك العراق الحد المقبول والمؤثر للدفاع عن نفسه بنفسه، والسبب هو الفساد والتدخل الخارجي وعدم وجود إرادة حقيقية للاضطلاع بهذه المهمة الكبرى مع معارضة من أطراف داخل البلد لتطوير القوات المسلحة.
كل حكومة تأتي نراها متراخية ومتجاهلة لهذا الملف أكثر من سواها. ونخشى أن يكون الآتي أظلم.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com
2024-09-22 23:22:41