Breaking News >> News >> Azzaman


ظاهرة تتفاقم في العراق وسط وضع مضطرب .. هل تحول الطلاق إلى موضة؟


Link [2022-03-15 22:53:50]



ظاهرة تتفاقم في العراق وسط وضع مضطرب .. هل تحول الطلاق إلى موضة؟

بغداد – عادل الميالي

شهد العراق في السنوات الأخيرة إرتفاعا ملحوظا في معدلات الطلاقفالأرقام المعلنة من قبل المؤسسات القضائية المختصة عن عدد حالات الطلاق  بدأت تقرع ناقوس الخطر محذرة من التداعيات الخطيرة التي تتركها هذه الظاهرة على النسيج الاجتماعيوما تخلفه من تفكك أسري يتسبب في ضياع الأطفال وتشردهمبل ربما انحرافهم في ظل غياب سقف اسري يوفر الحياة الكريمة لهم . وقد أثارت هذه النسبة المرتفعة القلق من تسرب آفة الطلاق إلى أسوار بيوتنا بحيث أصبحت شبه موضةحيث بلغت 210 حالة طلاق تقريبا في اليومبواقع قرابة 9 حالات في الساعة الواحدة .

وحول هذه الظاهرة التي بدأت تبرز كشبح مخيف يهدد كيان الأسرة العراقية يأتي تحقيقنا هذا بهدف التعرف على الأسباب والدوافع الحقيقية لظاهرة الطلاق …

ويشير صلاح الشمري بان اختيارك لشخص غير متوافق معك عقليا وفكريا وثقافيا أو أن يكون أحد  الطرفين غير متفهم لا يتبادل الحوار والنقاش مع شريكه ويجعله كأنه لا وجود له وليس له قرار أو قد يكونان شخصين مثاليين لكنهما ليس مناسبين لبعضهما أو  قد لا يكون لديهما شيء مشترك وبمرور الوقت قد يجدون أنه من الأفضل أن ينفصلا ويتزوجا من أشخاص آخرين . وتجد الدكتورة نوال الزبيدي تجد بان المشاكل الاقتصادية لها دور كبير في حالة الانفصال بين الزوجينلعدم إمكانية رب الأسرة توفير المستلزمات الأساسية للعيش أو السكن الغير ملائم مع أسرة كبيرة في مكان صغير جدا فضلا عن الاضطرابات التي تحدث بينهما لذا يصبح الزوجان هم الضحية فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبح له دور في تفكيك الأسر إضافة إلى عدم وجود مؤسسات ترعى الأسرة بالشكل السليم بحيث تسهم في تفكيك المشاكل الموجودة إذ يصبح الزوجان داخل صراع ما لم يوجد من يمد للأسرة يد المساعدة .

مواقع تواصل

فيما يجد الصحفي قاسم العكيلي يجد بأن معظم حالات الطلاق يكون طرفيها من الشباب والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 25 عاماحيث لا يمتلكون المؤهلات الكافية للزواج وتحمل المسؤولية ولا يعرفون ما هو الزواج حقا .. إذ ينخدعون بمنشورات الحب والزواج ويقيمون علاقات على مواقع التواصل وبعضهم يندفع إلى الزواج ليصدموا بمتطلبات ومسؤوليات الزواج على عكس الذي رأوه بمواقع التواصل والحياة الوردية فينتهي الزواج بالفشل .ويرى الأكاديمي الدكتور (حيدر الموسوي) بأن عادات وتقاليد المجتمعات العربية تجعل من المرأة المطلقة هدف للنقد مع الأسف بحيث يطلقون عليها سهام أسباب الطلاق أو هي من تتحمل فشل الزواج حتى وإن كان الرجل هو السبب وتأتي هذه العادات من ترسبات وعادات قبلية موروثة كان لها الأثر الكبير في ظلم المرأة وعدم إعطائها حقوقهافالمرأة العربية خصوصًا يتعامل معها المجتمع كونها أداة وليس إنسان ولا يحق لها أن تبوح أو تبدي رأيها وهذه الموروثات اجتمعت لتعطي لنا سبب آخر أو حجة بأن تجعل المرأة بعد الطلاق تعيش جحيم اشد ربما من جحيم زواجها الفاشل .

وتحدث المحامي احمد عادل مبينا بان الأسباب متعددة والنتيجة واحدة وهي الانفصال أما لأسباب مادية أو الخيانة وزادت في الآونة الأخيرة ظاهرة الزواج المبكر الذي أصبح إحدى أهم مسببات الطلاق لعدم فهم الحياة الزوجية وعدم النضج فكريا أيضا فالزواج ليس لصغار السن لأنه مسؤولية كبيرة وتزداد بمرور الوقت لتكون أكبروفي حال وجود أطفال سيكون لهم مستقبل مجهول في حالة انفصال الزوجين كما أصبحت محاكم التنفيذ في حالة زخم كبير إذ تتوافد إليها النساء المطلقات من أجل استلام نفقة أطفالها من الفجر ليقفون بطوابير بإنتظار دورهم بإستلام النفقة . فضلا عن تدخل الأهل بينهما وهناك فتيات يتعرضن للانفصال وأعمارهم لا تتجاوز العشرين عام وهذه من الأخطاء الكبيرة أي الزواج المبكر وعدم تحمل بعضهما للآخر .

وتشير السيدة (م . ك) وهي مطلقة وأم لثلاثة أطفالإلى أن عدم تحمل الرجل للمسؤولية العائلية فضلا عن التعامل اللاإنساني والعنف الأسري كلها أسباب جعلتني انفصل بعد 13  سنة من الزواج إذ تحملت الكثير نتيجة لنظرة المجتمع الذي لديه فكرة مختلفة عن المطلقة على أمل أن ترجع الأمور وتسلك الوضع الطبيعي لكن دون جدوى حتى حسمت الأمر بالطلاق وبعد سنين من التعب في المحاكم ودوائر النفقة كسبت القضية بالحصول على حضانة ونفــقة الأطفال .

ظلم اجتماعي

وللطب النفسي رأي في ظاهرة الطلاق إذ يشير الدكتور مصطفى كامل أن الظلم الاجتماعي للمرأة المطلقة بلا شك يسبب مشاكل نفسية لديها وحسب ما نراه من خلال المراجعين للعيادات النفسية الخاصة أو الموجودة في المستشفيات الحكومية فضلا عن أن هناك نتائج لا يمكن إن يحمد عقباها ستصل إليها المرأة المطلقة بسبب هذه النظرة القاتلة لذلك من المهم أن تكون هناك حملات ولجان تتابع الحالة النفسية لدى الأزواج المطلقين وخصوصا النساء لوجود مؤشر يتصاعد لدى النساء المطلقات اللاتي يعانين من حالات أو اضطرابات نفسية ما بعد الطلاق بسبب نظرة المجتمع وهذا أمر يشكل خطر على المجتمع بشكل عام . وحول نظرة الدين الإسلامي يشير الشيخ  عدي الفتلاوي بأن هناك عادات وتقاليد موجودة داخل المجتمع وهي بالضد تماما مع رؤية الدين الإسلامي للمرأة المطلقة للأسف فنرى من خلال تطلعنا للسنة النبوية الشريفة والسيرة العطرة للصحابة والأئمة الأطهار (ع) بأن هناك العديد منهم قد تزوجوا من نساء كانتا طليقات أو متزوجات لأكثر من مرة واحدةفالدين الإسلامي لا يفرق بين الرجل والمرأة إلا في حالات قد وجدت ضرورية للتفريق بينهما كما في حالات الحرب والقتال والأمور التي تتطلب جهد وقوة ومجهود كبيرولكن الإسلام هو دين رحمة ومساواة وكل من يتعامل عكس الدين الإسلامي يعد من المنافقين فالمؤسسة الدينية هي بالضد من هذه الممارسات الهمجية والجاهلية لذا لا يمكن لأي مجتمع أن يكون مجتمعا مثقفا وواعيا إلا من خلال احترام حقوق الآخرين خصوصا المرأة ومن الضروري ان ينظر إلى هذا الجنس من البشر بعين الاحترام والحب والود .في الختام نقول بأن لله عز وجل لم يخلقنا جنسين مختلفين للعبث بل له آية وعبرة وانه جعل بين الزوجين الألفة والحب والتفاهم فلا تسمحوا للكبرياء ومغريات الحياة تهدم عائلة بأكملها عيشوا بسلام وعلى مبدأ الحب والتفاهم والنقاش بأبسط الأمور مع بعضكم لكي ترسموا لأولادكم ان العائلة مكان أمان ولا تجعلوا للخوف مكان بينكم واجعلوا الاحترام والتفاهم سيدا الموقف .



Most Read

2024-09-23 01:37:26