فاتح عبدالسلام
إيران تتحدث من خلال منطلق من يمتلك زمام المبادرة في القرار بشأن مسألة القصف على أربيل، وانّ تكرار الهجوم بحسب تسريبات في الاعلام خلال الساعات الأخيرة، سيكون نهجاً روتينيا، لا تحتاج طهران ازاءه الى استشارة أي طرف بحسب نظريتها في الامن الوقائي التي تمتد من لبنان الى اليمن مرورا بسوريا والعراق. ويبدو انّ إيران ستلجأ الى صيغة مشابهة للصيغة الإسرائيلية التي تعتمد تدمير اهداف عسكرية من دون التصريح عن العمليات، تحت عنوان انها اهداف إيرانية عسكرية داخل سوريا، في حين انّ معظم قتلى الغارات الإسرائيلية هم من السوريين.
نحن امام تعقيد في المشهد الخاص بمواقف إيرانية مستجدة إزاء العراق، ليس لها افق واضح، لاسيما انّ هناك حرباً بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من الغرب، وانّ من الممكن أن تمر عمليات عسكرية وهجمات ومعارك وربّما نزاعات مسلحة عبر الحدود تحت غبار هذا الحرب التي تستنفر حلف الناتو وتشغله عن اية مهمات أخرى في العالم. من هنا أرى انه لا يمكن ان يمر الوقت سدى من دون ان يتحرك إقليم كردستان العراق ذاته، كونه صاحب العلاقة في قضية القصف، بالرغم من كل البلاغات والإجراءات الرسمية في بغداد، وان يرسل وفدا رفيع المستوى للتباحث في طهران بشأن الهجمات السابقة او المحتملة قريبا بحسب ما جرى تسريبه. وأربيل تعرف ماذا تعني إيران التي يحاذيها الإقليم الكردي بحدود طويلة جدا، والضرورة تقتضي مد جسور التعاون السريع لمنع انهيارات في العلاقات تحت وقع تصريحات سياسية في حين ان العمليات العسكرية الإيرانية لن تتوقف.
هذه الإشكالية، بحسب تجارب سابقة، لا يمكن حلها من خلال بغداد فقط، بل يجب ان لا تنساق القيادات الكردية وراء تصريحات تعجبها وتطرب لها من قيادات سياسية في بغداد او النجف، إذ لابدّ ان يكون إقليم كردستان مبادراً الى الطيران نحو طهران وبحث المسألة قبل ان تتفاقم.
في هذه السطور، أتحدث عن حل سريع لتدارك مشكلة ليس للعراق عامة او الإقليم خاصة إمكانات الغرق فيها في ظل ظروف دولية ملتبسة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com
2024-09-23 01:31:39