Breaking News >> News >> Azzaman


العلاف يضئ حواضر الموصل الدينية ويتجوّل بين أروقتها


Link [2022-03-14 22:32:48]



صفحات مضيئة ترسّخ التعايش وتبّسط مفهوم التسامح

العلاف يضئ حواضر الموصل الدينية ويتجوّل بين أروقتها

الموصل – سامر الياس سعيد

هو ليس كتاب فحسب  بل هو ايقونة موصلية ترسخ لمفاهيم التعايش وتعيد  الثقة بمكونات فقدوا ما كانوا يملكونه من اسس تلك الملامح على ما كانت عليه مدينتهم  فلذلك يبرز السفر التاريخي الذي يضعه البروفيسور المتخصص بالتاريخ  الاكاديمي المعروف الدكتور ابراهيم خليل العلاف ليتوقف عند نحوعشرات من حواضر الموصل الدينية تاركا ازاء كل واحدة من هذه الحواضر تاريخا موسعا مهما  لاسيما حول من كتب عنها  او ارخ محطات في كلا منها  ولكل الديانات السماوية لاسيما المسلمة والمسيحية اضافة للحضور اليهودي فيها  عبر الكتاب الذي حمل عنوان (مساجد الموصل  وجوامعها  وكنائسها ومعابدها ومقاماتها ) حيث تنضوي اهمية كبيرة حول هذا الاصدار الذي نشرته دار نون للطباعة والنشر والتوزيع وجاء بنحو 226 صفحة  من القطع الوسط ..

ويستهل العلاف كتابه  الجديد بمقدمة يشير من خلالها الى ان  الكتاب هو حصيلة من المقالات  التي كتبها  حول الحواضر الدينية  سواء من خلال الحلقات التي عرضت في سياق برنامجه  موصليات والذي كانت تعرضه فضائية الموصلية  بين سنتي 2017 و2020  موضحا بان الدافع وراء نشر الكتاب بهذه الصورة جاء  من خلال احبة  اشاروا اليه بجمعها  ونشرها خوفا من ضياعها او  من السطو على تلك المعلومات القيمة التي حفلت به تلك المقالات  موجها بان دافعه الاهم هو الفات  نظر  الشباب للاهتمام  بتاريخهم وتراثهم  وما لديهم من  ارث اجتماعي وثقافي  حيث واصل العلاف القول بانه لم يرتب  مواضيع الكتاب  على اية قاعدة  بل وفق ما وجده مخزونا  في حاسبته الشخصية  ..

ويستهل  تلك القائمة الموسعة من الحواضر بالاشارة الى  احد مساجد الموصل وهو مسجد البدش الواقع بمحلة المكاوي  بمدينة الموصل  حيث يشير في سياق المقالة الخاصة بهذا المسجد لكونه من مساجد الموصل القديمة  والعريقة في المدينة  ويقع بمحلة المكاوي  نسبة الى الشيخ محمد المكي الذي سكن في مدينة الموصل  بعد القرن الثامن الهجري  اما المسجد التالي فيخصص العلاف  حوله مقالة موسعة يضيء من خلالها الى اهم محطات  مسجد الشالجي  والمعروف ايضا بمسجد ابي حاضر  في محلة عمو البقال  بالجانب الايمن من مدينة الموصل  ويستهل تلك المقالة بالاشارة الى صورة للمسجد وافاه بها  المصور الفوتغرافي  مؤيد الحربي مشيرا بان تلك الصورة هي من الهمته للكتابة حول المسجد المذكور..

وفي المقالة الثالثة التي يحتويها الكتاب يتوقف الكاتب عند مقام  من مقامات الاولياء الصالحين التي زخرت بها مدينة الموصل وهو مقام  الشيخ عامر  الخثعمي او ما يعرف بمرقد ابو الحواوين  في محلة المشاهدة حيث يشير الى فاصلة اشتهر بها المرقد المذكور خصوصا حينما يقصده  الموصليين  ليدعوه اذا ما مرض احد حيواناتهم  وفي المحطة الاخرى  يذكر العلاف معلومات موسعة ازاء  جامع الحاج منصور  والواقع بمحلة الشيخ محمد  او المنصورية  فيما  يواصل العلاف جولته بين اروقة الجوامع ليذكر  الكثير من المحطات التي مر بها  جامع الشيخ محمد الخلال الواقع بسوق النجارين  في مدينة الموصل  ولايقتصر تجوال العلاف بين  المساجد والمقامات الخاصة بمسلمي المدينة بل يتوسع ليذكر في المحطة التالية اهم مزارات اليهود ممثلة  بمرقد النبي ناحوم بناحية القوش  ولايكتفي بالاشارة الى المرقد فحسب بل يستهل مقالته بالكثير من التفاصيل التي تختص بناحية القوش نفسها  فيما يترك المرقد ليتحول نحو وجهة موصلية اخرى عبر  ابراز  ما حفل به تاريخ جامع السلطان ويس في مدينة الموصل والواقع بالتحديد  بمحلة باب المسجد  بشارع الفاروق الجديد ..

ومن هذه المنطقة ينتقل العلاف نحو جامع اخر  هو مرقد وجامع الشيخ فتحي  حيث يبرزه تاريخيته كونه من المعالم الاسلامية  المهمة من حيث تاريخه اذ يرقى تاريخه  للقرن الثالث الهجري  فيما يتحول من هذا المرقد المعروف الى محطة مسيحية بارزة  تقع بقضاء الحمدانية وبالتحديد في بلدة قرقوش حيث كنيسة الطاهرة  الكبرى  ويستهل مقالته بكونه كتبها  بناءا على طلب اخ عزيز نوى ان يتعرف على ما تزخر به تلك البلدة من حواضر واهمها تلك الكنيسة  المعروفة  واضافة للتفصيل الموسع حول الكنيسة فان العلاف ينتقل من تلك البلدة التي تقع شرق شرق مدينة الموصل بنحو 28  كم  ليعود مجددا  لعدد من مزارات لنساء  من بنات الحسين  في المدينة ويعدد منها على سبيل المثال  مزار الست فاطمة ومسجد الست كلثوم  ومسجد الست نفيسة  والى غيرها من تلك المساجد والمزارات  حيث يعود لحاضرة مسيحية معروفة ليس على صعيد المسيحيين بمدينة الموصل فحسب بل هي  ايضا معروفة في اوساط اهالي المدينة عموما وهو دير مار كوركيس  فيما ينتقل منه الكاتب الى جامع خزام  الواقع  في محلة باب لكش  اضافة لتناوله في المحطة اللاحقة بتفصيل حول  جامع قضيب البان  ومتوسعا في المحطة التي تعقبها وبالكثير من التفاصيل حول الجامع  الاشهر في المدينة  وهو جامع النبي يونس عليه السلام  فيما  بعد ذلك التفصيل المهم والمحطات الزاخرة اتي مر بها هذا الموقع يقفل العلاف  ليتناول في المحطة اللاحقة كنيسة  الطاهرة التحتانية  مشيرا الى ان مدينة الموصل تزخر  بالكنائس تماما كما تزخر بالجوامع والمساجد فيما تتصف كنائس المدينة  بطابعها التاريخي القديم  ومنها الكنيسة التي  يبرز فيها الكثير من التفاصيل  فيما يواصل العلاف جولته نحو حاضرة اخرى  من حواضر  اهل الموصل فيتوقف عند جامع مريم خاتون اضافة لاشارته التي تقب هذا الجامع والتي يخصصها حول جامع النبي جرجيس  اضافة لتاريخ مفصل يسهم من خلاله الكاتب باضاءة تاريخ  مرقد الامام عون  الدين كما لايكتفي  الكاتب بتلك النخبة الكبيرة من حواضر الموصل لكنه في الوقت ذاته يضي الى مهام اخرى اضطلعت بها تلك الجوامع لاسيما من كونها تجاور مدارس دينية مثلما هو الحال  مع جامع شيخ الشط والمدرسة الكمالية  اضافة لتفصيلات تحيط بجامع الجويجاتي  الكائن بشارع الفاروق  القديم  فيما يحيط كنيسة  الساعة بمقالة مهمة تناسب ما حفلت به تلك الكنيسة من احداث ومحطات لاسيما بكونها حملت الساعة المشهورة التي اهدتها احدى ملكات فرنسا لكل من ساهم بانقاذ المدينة من وباء الطاعون الذي استشر ى فيها  كما  يبرز في مقالة اخرى ما حفلت به صحائف التاريخ حول دير مار ايليا ودير اخر باسم مار ميخائيل  اضافة لتفاصيل مقالة مهمة استلهم فيها العلاف ما حفلت به كنيسة مار اشعيا  كونها  اعرق واقدم كنائس الموصل  فضلا عن اديرة اخرى سواء دير  الربان هرمز في القوش  حيث يصل لمحطات الكتاب الاخيرة والتي يضيء من خلالها حول جامع  محمد نجيب الجادر والجامع  الاموي  في محلة راس الكور  والجامع العمري  او ما يعرف بالعمرية وجامع الشيخ عبدال  بمحلة باب السراي  والدير الاعلى وباشطابيا  اضافة  لكنيسة مار حوديني  في محلة شهر سوق  وقصة  مسجد النبي دانيال  وكنيسة الطاهرة الفوقانية  كما  لاينسى العلاف ما حظي به ايزيديو الموصل  من مرقدهم المشهور في وادي لالش والمعروف بمرقد الشيخ عادي ..

هي جولة مهمة وزاخرة بالتفاصيل  التي تجعل من القاريء يعيش تفصيلات مهمة  حينما يطالع كل تلك المحطات لترسخ بذهنه وهو يزور تلك الاماكن لاحقا  والتي طالتها يد الحرب الاخيرة ضد تنظيم داعش فهدمت من تلك الحواضر العشرات  لكن بقيت الاغلبية منها تزخر بتاريخيتها المهمة  والابرز ان لكل تفصيلة من تفاصيل  تلك الحواضر ما يستدعي  كتابا قائما بحد ذاته يخصص لها  لذلك نعد كتاب  الدكتور ابراهيم العلاف النواة  او المحور التي ستنطلق منه عشرات المشاريع التي تختص بتوثيق مثل تلك الحواضر وما الذي ارتكزت به من  ذكريات علقت بذاكرة المواطن الموصلي ..



Most Read

2024-09-23 03:17:57