الأقسام الأربعة – حسين الصدر
-1-
قسمّ الخليل بن أحمد الفراهيدي – وهو علمُ الاعلام – الرجال الى أربعة أقسام فقال :
” الرجال أربعة :
فرجل يدري ويدري أنه يدري ، فذلك عالم فَسَلُوه .
ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكرِّوه .
ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك الجاهل فَعَلِّموه .
ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذلك الأحمق فارفضوه !! “
والاقسام التي ذَكَرَها دلّت التجربة على صحتها ،
ثم انّ هذه الأقسام لا يخلو منها بلدٌ من البلدان ولا زمنٌ من الازمان .
-2-
رسم (الخليل بن احمد) رسم طريقةَ التعامل مع كُلِّ قِسْمٍ من تلك الأقسام.
فالعالِم لابُدَّ أن نَغْتَنِم عِلْمَهُ ،
ومن هنا جاء الأمر بتقديم الاسئلة اليه بغية الاستضاءه بِنُور عِلْمهِ .
والناسي لا يحتاج الاّ الى التذكير،
والجاهل لابُدَّ أنْ نعلِّمه .
أما الاحمق فليس ثمة من حلٍ لمشكلته الاّ اجتنابه ورفضه .
-3-
والسؤال الآن :
مَنْ هي الشريحة الأخطر من تلك الأقسام الأربعة ؟
والجواب :
انها شريحة (مَنْ لا يدري ولا يدري انه لا يدري) .
ولكننا – للاسف الشديد – نقدّم أبناء هذه الشريحة على (مَنْ يدري ويدري انه يدري) ..!!
وهنا تكمن المفارقة .
4- –
ولم تكن ” المحاصصات ” الاّ القفز الصريح على كل ما تقتضيه الموازين، وهذا هو الداء الخطير الذي ابتلي به (العراق الجديد) ، والذي مازال يعاني من وطأتِه ، ويواجه الصعوبات الكبيرة وهو يريد الخلاص منه واسترداد عافيته .
-5-
اما المرحوم الشيخ علي الشرقي فقد سَلَكَ مسلَكاً آخر فقال :
قومي رؤوسٌ كُلّهم
أرأيتَ مزرعة البَصَلْ ؟
وهو يشير الى ظاهرة خطيرة ينفرد بها العراقيون مِنْ بين كل شعوب الأرض ، حيث يرى احدهم نفسه – مهما كانت أحواله وأوضاعه – في موقع متقدم ، وانه مؤهل لتصريف الأمور في شتى مناحيها وميادينها .
وهنا يكمن الخلل وتعظم نتائجه السلبية .
-6-
ولابد أنْ يعرفَ كلٌّ منا نَفْسَه على حقيقتها، ويؤدي ما يناسبه من أدوار، لكي تستقيم الأمور بعد كل هذا الاختلال والاضطراب .
2024-09-23 03:21:35