Breaking News >> News >> Azzaman


فوضى المفاوضات – كامل كريم الدليمي


Link [2022-03-14 22:32:48]



فوضى المفاوضات – كامل كريم الدليمي

انتهى عصر التوافق ..

وبدء عصر جديد تحت عنوان تشكيل “حكومة أغلبية وطنية “

 قادرة على النهوض باعباء الوطن والمواطن بعد ما بدت عليهما علامات الكهولة بسبب سوء الأدارة وخيبات الآمل المتلاحقة !!

“حكومة الأغلبية الوطنية ” الشعار  المُتَبنى بعدما انتهت الانتخابات النيابية وتهيأ الجميع للمرحلة الانتقالية  من “الحكومات التوافقية”

الى حكومة “الأغلبية الوطنية”

وبالتأكيد من ينتظر المطر بعد ما اصابهُ العطش  يأمل خيراً بأي غيمة تمر في سمائه وكأنها تحمل بين طياتها الغيث !!

والشعب بجميع اطيافه متعطش لحكومة وطنية ذات غطاء برلماني ساند لتنفيذ مشروع الاصلاح المرتقب.

تَشكَّلت التحالفات بعد الانتخابات وكان التحالف الثلاثي بين التيار والسيادة والديمقراطي يَعَّد التحالف الاكثر تمسكاً بمشروع حكومة الأغلبية الوطنية” .

وتحالف الاطار الذي يضُم باقي القوى كان الأكثر  تماسكاً وكأنهُ يمسك بمبدأ المبادرة والقادر على تشكيل الثلث المُعطل لحين خلق حالة من التوافق المُرضي لكل الاطراف !

تشكيل ثلث

وفعلاً استطاع الاطار  بتماسكه  من النجاح في تشكيل الثلث المعطل الذي تسبب في فشل انعقاد جلسات مجلس النواب لأختيار رئيس الجمهورية وبنصاب ثلثي اعضاء المجلس ، جاء ذلك بسبب عدم التوصل الى اتفاق او توافق حول جميع القضايا العالقة ابتداء من قضية الكتلة الاكبر وصولاً الى مُسميات رئاسة الوزراء ورئيس الجمهورية وبالتأكيد كل تحالف بما لديهم فرحون

( وكلمن يحوز النار لخبزتة ) اللعبة السياسية تُعطيهم الحق بالتمسك بمواقفهم لحين ان يحقق كل طرف مطالبه حتى اذا كان على حساب الطرف الاخر .

او حتى اذا على حساب المدد الدستورية التي تم خرقها او لم تخرق بسبب قضايا التي كانت تحت نظر المحكمة الاتحادية  .

لكن هناك حقيقة خافية قد لايعلمها الساسة ان المواطن الذي كان  يحسن الظُن بنتائج الانتخابات  الاخيرة قد أُصيبَّ  بانتكاسة وخيبة بسبب المُزايدات والمناكفات المُنصبة حولَّ  “تقسيم الكعكة”

وكل من تابع التصريحات والتحليلات والمساجلات فقدَّ الآمل تماماً بأغلبية قادة  البلد وتَيَّقن إنهم لايملكون الاستعداد بالتنازل على الرغم بخطورة مايمر به البلد ولا تتوفر الثقة الكافية بانهم قادرين على ثورة النهوض المُرتقبة في العراق واعادة  البلد الى دوره الحقيقي ضمن محيطه الاقليمي او العربي بل تعدت خيبة الآمل لدى  الجمهور وتحوَّلت الى انتقادات لاذعة لما يجري في بلدنا الذي ينطبق عليه المثل العراقي الدارج (شليلة وضايع راسها )

مؤخراً تصاعدت وتيرة الاتصالات والاجتماعات وآمل الانفراج السياسي بعد اتصال السيد مقتدى الصدر بالسيد المالكي والسيد الحلبوسي والسيد البرزاني لمناقشة آلية تشكيل الحكومة ومحاولة الخروج من الازمة التي تدور رُحاها منذُ شهور دون جدوى .

جميعاً نتمنى للمساعي الاخيرة ولسخونة الاتصالات وكثافة الاجتماعات ان تصل الى نتائج مُرضية وان نخرج من ظُلمات الاختلافات الى نور  تشكيل الحكومة الوطنية المتماسكة .

حكومة الشعب

بالتأكيد  دعواتنا  للأخوة المُجتمعين بالتوفيق وسرعة الخروج بنتائج إيجابية تساعد على اخراج العراق من مأزق تشكيل الحكومة !

خاصة والعالم يعيش حالة من الصراع والاضطراب جراء تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيا ، والعراق ليسَ ببعيد عن تلك التداعيات ، ومن الخطورة ان نبقى بلا حكومة تكون ممثل شرعي للبلد وقادرة على صُنع  القرار  .الرأي المهم او التساؤل الأهم ؟احد الاركان الاساسية للديمقراطية  في كل دول العالم ان تنقسم الاحزاب المتنافسة الى محورين احدهم حاكم والأخر مراقب ومصحح للمسار تحت  مُسمى “المعارضة”

هذا فعلاً ماوصلنا اليه بعد الانتخابات من خلال تشكيل تحالفين  يمثلان اغلب القوى السياسية الفائزة بالانتخابات لكن هل ستصمد التجربة وتحقق النجاح  ؟؟

ام سنعود للتوافق في ظل فوضى التفاوض واضطراب المواقف وكُثرة التسريبات والتصريحات !!

هذا ما سننتظره في قادم الايام  ولايسعني الا ان اقول لأهلنا صبراً  يا أهل العراق سيجزيكم الله عن صبركم الذي فاق صبر سيدنا ايوب عليه السلام .



Most Read

2024-09-23 03:31:10