موسكو- لندن -الزمان
قالت روسيا الأحد إن المفاوضين يحرزون تقدما في المحادثات لوقف القتال في أوكرانيا بعد أكثر من أسبوعين من بدء الغزو بأمر الرئيس فلاديمير بوتين.
وصرح ليونيد سلوتسكي العضو في فريق التفاوض الروسي لشبكة التلفزيون الحكومية «آر تي» بأنه تم إحراز «تقدم كبير» بعد عدة جولات من المحادثات على حدود بيلاروس المجاورة.
وقال للشبكة حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية «إذا قارنا مواقف الوفدين في بداية المحادثات والآن، نرى تقدما كبيرا».
وأضاف «أتوقع أن يتطور هذا التقدم خلال الأيام القليلة المقبلة إلى موقف موحد يتبناه كلا الوفدين في الوثائق التي سيتم التوقيع عليها».
وأجرى مفاوضون من موسكو وكييف عدة جولات من المحادثات منذ أرسل بوتين قواته إلى البلاد.
واستضافت تركيا هذا الأسبوع أول اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني.
وفي وقت سابق الأحد كتب مستشار الرئيس الأوكراني ومساعده ميخائيلو بودولياك على تويتر أن روسيا توقفت عن توجيه «الإنذارات» وبدلاً من ذلك «تستمع بدقة إلى مواقفنا».
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن روسيا تبنت «نهجا مختلفا جوهريا» في المحادثات.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع إن هناك «بعض التحولات الإيجابية» في الحوار والمفاوضات تجرى بشكل شبه يومي.
فيما قتل 35 شخصا في قصف لقاعدة عسكرية ليلا في غرب أوكرانيا الذي ظل حتى الآن بمنأى نسبيا عن الضربات الروسية، بينما سقط تسعة قتلى آخرين جراء عمليات قصف في ميكولاييف في جنوب البلاد وفق ما أفادت السلطات المحلية الأحد، ويأتي ذلك وسط خشية من أن تتعرض العاصمة كييف لحصار مطبق. تقع القاعدة العسكرية في يافوريف على بعد حوالى أربعين كيلومترا شمال غرب لفيف حيث توافد كثير من النازحين، وحوالى عشرين كيلومترا من الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي. وكانت القاعدة في السنوات الأخيرة ميدان تدريب للقوات الأوكرانية تحت إشراف مدربين أجانب، لا سيما أميركيين وكنديين.وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن «روسيا هاجمت المركز الدولي لحفظ السلام والأمن. ويعمل مدربون أجانب هناك»، من دون أن يحدد ما إذا كانوا حاضرين وقت الضربات. وتابع ريزنيكوف «هذا هجوم إرهابي جديد ضد السلام والأمن قرب حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. يجب أن نتحرك لوقف هذا. أغلقوا الأجواء!»، مكررا دعوة كييف لإنشاء منطقة حظر طيران، وهو طلب رفضه حلف شمال الأطلسي خشية توسع نطاق النزاع. وبحسب حصيلة محدثة أعلنها حاكم المنطقة مكسيم كوزيتسكي، قُتل جراء الضربات 35 شخصا وأصيب 134 آخرون. بعد تعرّضها لانتقادات حادة على خلفية مقاربتها الباهتة لملف استقبال الأوكرانيين الهاربين من الغزو الروسي لبلادهم، كشفت المملكة المتحدة الأحد النقاب عن خطة جديدة تتيح إيواء هؤلاء لدى بريطانيين لمدد تصل إلى ثلاث سنوات. وأعلن وزير الإسكان والمجتمعات البريطاني مايكل غوف أن البرنامج الجديد الذي أُطلقت عليه تسمية Homes for Ukraine (منازل من أجل أوكرانيا) سيتيح لـ»عشرات الآلاف» من الأشخاص العمل والاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم.
وإلى الآن، منحت السلطات البريطانية نحو ثلاثة آلاف شخص تأشيرات للمجيء إلى بريطانيا والإقامة لدى أقرباء أوكرانيين مقيمين في بريطانيا بموجب برنامج للم شمل العائلات، وفق ما أعلن غوف، رافضا أي مقارنة مع أعداد أكبر من اللاجئين استقبلتهم دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وشدّد غوف على أن الحكومة حريصة على وضع «كافة المنازل المتوافرة» في خدمة «أولئك الذين يفرّون من الاضطهاد».وتابع الوزير «يتحلّى أشخاص كثر في هذا البلد بالكرم»، وهم «قادرون على توفير المأوى والعمل والمساعدات».
وسيرصد مبلغ قدره 350 جنيها استرلينيا (418 يورو) شهريًا لمن يقرّرون استضافة لاجئين من أوكرانيا شرط تعهّدهم إيواءهم لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ما من شأنه أن يضع حجر عثرة أمام البريطانيين الذين يواجهون حاليا أسوأ أزمة غلاء معيشة منذ نحو 25 عاما.
وأوضح الوزير أنه يتعيّن على الراغبين بالاستفادة من هذه المساعدات أن يتكفّلوا بإيواء أوكراني يمكن أن يكونوا قد تواصلوا معه عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر كنائس أو جمعيات خيرية تؤدي دور الوسيط.
وسيتم التدقيق في السجلات الأمنية للبريطانيين الراغبين في الاستفادة من هذا البرنامج، وذلك بهدف حماية الضعفاء الهاربين من أوكرانيا وخصوصا النساء والأطفال.
ويحتاج الأوكرانيون الراغبون بالتوجّه إلى المملكة المتحدة، إلى تأشيرة لكن الآلية للحصول عليها ستكون مسهّلة، وذلك بعدما وُجّهت انتقادات حادة لبريطانيا الأسبوع الماضي على خلفية العراقيل التي وضعتها أمام استقبال لاجئين أوكرانيين.
وأعلن غوف أن موقعا إلكترونيا سيتم إطلاقه الإثنين يتيح تسجيل البريطانيين الراغبين في إيواء أوكرانيين، مشيرا إلى أن الدفعة الأولى من هؤلاء يمكن أن تصل في غضون أسبوع.
وأعربت حكومتا اسكتلندا وويلز عن استعدادهما للاضطلاع بدور «الجهة الراعية»
2024-09-23 03:18:41