Breaking News >> News >> Azzaman


إطلالة جديدة للسيد الموسوي على موسوعة العراق الجديد – حسين الصدر


Link [2022-03-13 03:32:26]



إطلالة جديدة للسيد الموسوي على موسوعة العراق الجديد – حسين الصدر

-1-

يُطل علينا الاديب الرساليّ والباحث الأكاديمي السيد محسن حسن الموسوي – حفظه الله – بمقالة شيّقة يعرّف فيها – بفنّ واقتدار- بما يضمه الجزء الجديد الصادر من (موسوعة العراق الجديد) تُعد صدوره بأيام .

-2-

وبصراحة :

فاني أنتظر مقالاته وأتلهف الى قراءتها لأني اعتبرها المرآة التي تعكس لنا ما يحمله السيد الموسوي – حفظه الله – من براعةٍ في التعبير، ودقة في التصوير ،ويقف في بعض المحطات ليطلق من خلالها انطباعاتهِ ونظراته عن قضايا مهمة في حياة المسلم المعاصر والتحديات الكبرى التي يواجهها في مساراته ومداراته .

-3-

وتصطبغ كتاباتُه يتواضع جمّ ، وأدب رفيع ، لا سيما وهو يُصِّرُ على الانتساب الى مدرستنا مع أنه بحمد الله يملك قامةً غنية برصدها المعرفي والأدبي والثقافي فضلاً عن التوازن والاعتدال في الأفكار وفي المسار .

-4-

وليس عدلاً أنْ نبخـــس الصديقَ الاديــبَ الموسوي حَقَّه، ولا نردُ على تَحيتِهِ بتحية مثلها …

ومن هنا :

جاءت هذه السطور تعبيراً عن تقدير كبير لما يبذله السيد الموسوي من جهد متميز في اثراء الحراك الفكري والثقافي والمعرفي والأدبي والذي أصبح من فرسانه اللامعين الذين يشار اليهم بالبنان .

فله منا الشكر الجزيل والثناء الجميل مع خالص الدعوات وأطيب التمنيات .

حسين الصدر

واليكم مقالته عن الجزء السادس والسبعين من موسوعة العراق الجديد الموسوم بـ (شذرات) .

وخير جليسٍ في الزمان كتابُ  ….

الكتاب : شذرات

المؤلف : سماحة العلامة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر  ، حفظه الله.

الطبعة : الأولى  / بغداد 1443خج _ 2022م

عدد الصفحات  :  152صفحة

ماذا فعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله  وسلم  حينما بعثه الله سبحانه إلى الناس كافة  ؟

وكيف كانت أحوال الأمة التي بُعثَ فيها  ؟

وهل من المتوقع أن تكون تلك الأمة التي كانت في الطرف البعيد عن الأحداث الجسام  ، والحروب المستعرة بين الروم والفرس ، والتي كانت بعيدة عن أسباب القوة والحضارة  ، وفي ظرف ربع قرن من البعثة النبوية تكون في الصدارة من أمم الأرض  ، حضارةً ومدنيةً وحضوراً ؟

ماذا فعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله  وسلم  بتلك الأمة لتكون( خير أمةٍ أُخرجت للناس)   ؟

إنه صلى الله عليه وآله  وسلم  صنع (الإنسان)  ، وعرّفه نفسه  ، فتكامل  ، وأصبح مثالاً يُحتذى فيه بكل مكارم الأخلاق  !

إذن  ، نحن نحتاج الآن  إلى( صناعة الإنسان  ) وإرجاعه إلى إنسانيته  ، وكرامته  ، وعزّته ، التي أهدرتها وشوّهتها الحضارة الغربية الغبية  ، وجعلته يلهث وراء زخارف الدنيا ، ويدفع ضرائب باهضة من إنسانيته المهدورة على رصيف تلك الحضارة الخائبة. ولسماحة سيدنا العلاّمة حسين السيد محمد هادي الصدر  ، حفظه الله  ، خطوات كبيرة في هذا الطريق لإعادة الإنسان إلى إنسانيته وكرامته وعزّته  ، من خلال تواصله اليومي في الإشارات والتوصيات والملاحظات ، وقد أصدر  موسوعة ضخمة  وصلت مجموع اجزائها إلى ستة وسبعين جزءاً ، ويقول عنها (إن هذه المقالات ليست سوى خواطر وانفعالات إزاء مايجري في الساحة من أحداث سياسية واجتماعية وثقافية  ، وهي في المحصلة النهائية مساهمة متواضعة في عملية الإصلاح والتغيير المنشود بعد الانتكاسة الخطيرة التي مُنيَ بها الوطن الحبيب على يد المفتونين بذواتهم من سياسيْ الصدفة  ، والذين بالغوا في الجشع والطمع واثقلوا كاهل البلاد والعباد بالأعباء والأزمات وسوء الخدمات).

{ { { {

والعراق يحتاج إلى مثل هذه الأقلام الصادقة ، والجريئة  ، والشجاعة ، والخبيرة  ، إلى عشرات الأقلام  ، بل مئات الأقلام  ، بل ألوف الأقلام  ، في عراقنا الحبيب ، لإعادة الإنسان إلى النهج المستقيم  ، ويعرف ما له وما عليه  .

لماذا أصبح الإنسان العراقي ، غالباً ، بهذه الصورة اللامبالية ، كثيرة القلق على الحاضر والمستقبل  ؟ لماذا أصبح التكليف الحكومي للمنصب فرصة ثمينة للثراء بالحرام  ؟ لماذا انتشرت ظواهر غير إنسانية  ، من قتل وسلب وتعدّي سلبي بين الناس بشكل غير طبيعي في المجتمع  ؟

شمعة واحدة لاتكفي لضوء الطريق .

وأنا منذ سنوات استمتع واستفيد من كتابات سيدنا ومعلمنا سماحة الحجة الصدر ، حفظه الله  ، بهذه الثروة الفكرية التوجيهية  ، التي  تضمّ من حكم ومواعظ وآراء سديدة  ، وليت أولي الأمر أن يجعلوها علامات بها يهتدون.

يقول سماحته ، حفظه الله  : (اننا مِن موقع المسؤولية الشرعية والوطنية نقرع أجراس الإنذار لا للسلطويين وحدهم  ، بل نقرع بها قلوبنا القاسية أيضا حيث أنّ المسؤولية عامة كما جاء في الحديث المروي عن الرسول الأعظم (ص)  :

((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)) .

ضمّ هذا الجزء  من (موسوعة العراق الجديد) ( 40) مقالاً متنوعاً  ، وبأسلوب تميّز به سماحة العلامة الصدر  ، حفظه الله  ، من براعة الوضوح  ، مع الابتعاد عن اللغة المبتذلة  ، واختيار الجملة بكل اناقة وجمال في أسلوب عصري بارع  ، وكلمات منتقاة،  وجمل قصيرة ورقيقة  ، بعيدة عن  التقعير  .

وهو أسلوب حكيم  ، يجعل القارئ على بصيرة من أمره  ، دون الولوج والاستفهام عن معاني بعض الكلمات  ،  وهذا ماجعل هذه الكتابات  محببة إلى النفس  ، ومَن يقرءها لأول مرّة لايتركها في المرات القادمة.

وسماحة سيدنا الصدر ، حفظه الله  ، كثيراً ما يؤكد على طلب العلم ، والتحلي به ، وجعله هو الرصيد الأول للإنسان  ، فبدون العلم لايمكن للإنسان أن يفهم الحياة  وسيتمتع بها ، ويعرف معناها ومبناها  ؛

(العلم في طليعة المعايير التي يتفاضل بها الناس حيث يتبوأ العالِم مقاماً مرموقاً يتميز به عن أولئك الجهّال الذين لايفقهون  ، قال تعالى : ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون))  ..

ومن أصعب الأمور التي يعاني منها العلماء كثرةُ الجهّال حولهم  ، الأمر الذي يوجب وحشتهم  ، وقد يؤدي بهم إلى اعتزالهم الناس ..!

ومن الصفات الذميمة هو البخل الذي يفقد صاحبه المروءة والإنسانية،  وكذلك يفقد الإحترام في المجتمع  ، وكل هذا يؤشره سماحة العلامة الصدر  ، حفظه الله  :

( لن يحظى البخلاء باحترام أحدٍ من الناس  ، ذلك أنّ البخل هو العنوان البارز للأنانية  ، وعشق المال حَدّ تفضيله على  القيم المقدسة كلها  ، ومع هذا التهالك المقيت على المال وعلى الدنيا حيث الامتناع التام عن الإسهام في وجوه البِّر والخير والإحسان  ، مع ايصاد الباب بوجه المحتاجين إلى الإغاثة والمساعدة من المستضعفين والفقراء والأيتام والأرامل  . .. وكل ذلك لايقود إلاّ  إلى احتقار البخيل وازدرائه  واعتباره عنصرا لئيماً  جاحداً للنِعَم وبعيداً عن الاستجابة لنداء المكارم والقيم ) .

وفي هذا الجزء من الموسوعة  ، كما في كل الأجزاء الأخرى  ، هناك حيّز مهم  في ذكر مناسبات أهل البيت عليهم السلام  ، في مناسبات الولادات والوفيات  ، في ذكر شمائلهم  ، ومكارم أخلاقهم  ، وكلماتهم  ، وبعض القصص من سيرتهم العطرة ، فالإمام محمد الباقر عليه السلام  ، خامس أئمة أهل البيت عليهم السلام  ، خصّه سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  ، في هذا الجزء من الموسوعة وتحدث عن بعض معالم شخصيته الرسالية ، وبعض كلماته  ، وما قال فيه العلماء    ، وينقل عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله ( ص) قال له  : ياجابر  ، يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يُقال له محمد  ، يبقر علم الدين بقرا  ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام   ، وحين لقيه جابرُ في بعض سِكَكِ المدينة قال عنه : شمائلُ رسول الله ( ص) وربِّ الكعبة  ، ثم قال له  : يابُنيَّ  ، رسول الله  ( ص) يقرئكَ السلام  ، فقال ( على رسول الله السلام  ما دامت السماوات والأرض  ، وعليك يا جابر بما بلّغت السلام )

وفي هذا الجزء  أحاديث  عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله  وسلم ، وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام  ، في ملف مختصر  ، وعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، وعن الإمام علي الهادي عليه السلام  ، وعن الإمام محمد الجواد عليه السلام  .

ويتزامن الشهر الثاني من هذه السنة بانتهاء دفع التعويضات إلى الكويت ، ومقدارها  (52,4) مليار دولار  ، يا له من مبلغ ضخم  ، ولكن هل لنا أن نأخذ العِبرة من هذه الجريمة الكبرى التي دفع ثمنها المواطن والوطن العراقي ؟

( إن الجرائم الكبرى التي ارتكبها الطاغية المقبور لا بدّ أن تبقى قيد التداول بين الناس  ، ذلك أنّ الملايين من الشباب العراقي ممّن هم في العشرينات من أعمارهم لم يدركوا فظاعة ما اجترح الطاغوت بحق البلاد والعباد من مظالم وجرائم) .

ولك أن تتخيّل ماتكتبه الأقلام الخائبة والجاهلة في شتم الشعب العراقي بعد أحداث الكويت  ، وإلى اليوم   ، أو ممّن يظهر الحنين إلى أيام الطاغية المقبور  : يقول سيدنا الحجة الصدر  ، حفظه الله  :

(لا فرق عندي بين أنْ يقف أحد الحمقى ليكيل السبّ والشتم للعراق وأهله  ، وبين أنْ يمتدح الطاغية المقبور ويظهر الحنين إلى أيامه  ، حيث أنّ مديحه يعني الاستخفاف والتهاون بحق العراق وشعبه ، وبالقيم المقدسة كلها .

إنه بحاجة إلى عقاب رادع بدل أنْ يستقبل كلامه بالصمت المريب  .

وأنه لاشك محشورٌ  مع مُبْتَكِر الجرائم الكبرى  ، والمظالم التي لا تنسى  ، في قَعْر الجحيم  ، وبئس المستقر والمصير)

هذه جولة سريـــــــعة بين صفحــــــات هذا الجــــــزء المليء بالمقالات الادبية والسياسية  والاجتماعية ، والنـــــظر إليها  وتحليلها لفهم الواقع الذي نعيشه، وما ينبغي التصرف مع أحداثه السريعة .

نسأل الله أن يحفظ سيدنا العلاّمة الحجة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر  ، ويبارك فيه وله وعليه .

من تلميذه المخلص  : محسن حسن الموسوي.



Most Read

2024-09-23 05:34:32