الرياض- عدن -الزمان
أعلنت السعودية الجمعة «تحرير» فتاتين أميركيتين كانتا «محتجزتين» في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، وذلك بالتنسيق مع الحكومة الأميركية، إنّما من دون أن تفصح عن تفاصيل العملية التي أكّدتها واشنطن.
مصادر يمنية مطلعة في صنعاء ان خرقا امنيا داخل الأجهزة المختصة في صنعاء عبر اموال كبيرة اسفر عن نجاح العملية .
وقالت وزارة الدفاع السعودية في بيان إن الفتاتين تم «احتجازهما وتعريضهما لسوء المعاملة بالعاصمة صنعاء أثناء زيارة عائلية»، موضحة أنه «تم احتجاز جوازات السفر الخاصة بهما».
وتابع بيان الوزارة أنه «بطلب من الولايات المتحدة، ومن خلال عملية أمنية خاصة، تم تحرير الفتاتين ونقلهما من صنعاء الى عدن» العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية والواقعة في جنوب البلاد.
نُقلت الفتاتان بعد ذلك من عدن إلى الرياض «وتم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهما فور وصولهما»، ثم تسليمهما إلى المسؤولين الأميركيين، وفقا للوزارة.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب «ساعدنا في المغادرة الآمنة لاثنين من المواطنين الأميركيين من منطقة في اليمن خاضعة حاليًا لسيطرة الحوثيين».
وتابع «نعرب عن تقديرنا لشركائنا في الحكومتين السعودية واليمنية لمساعدتهم في تسهيل مغادرتهم بأمان».
في صنعاء، نفي المتحدث باسم «وزارة» الداخلية في حكومة المتمردين غير المعترف بها عبدالخالق العجري، انه تم ‘»تحريرهما بتنسيق أمني بين الولايات المتحدة والسعودية»، معتبرا أن «هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتبحث عن إنجازات وهمية».
واوضح أن اسميهما زهراء أمين عبدالكريم سفيان وشقيقتها سميحة أمين عبدالكريم سفيان، وقد تزوجتا قبل ثلاثة اسابيع من شقيقين كانا يرغبان بالحصول على الجنسية الاميركية عبر زوجتيهما وقد دفعا مهرا قدره 61 الف دولار.
وقال حسبما نقلت عنه وسائل اعلام الحوثيين ان الفتاتين قررتا الهرب و»قامتا بالتنسيق مع شخصين نقلاهما إلى محافظة عدن».
تدور حرب في اليمن منذ 2014 بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وتسبّب النزاع بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من المدنيين بحسب منظمات إنسانية، خصوصا منذ بدء عمليات التحالف ضد المتمردين لوقف تقدّمهم في البلد الفقير المجاور للمملكة الغنية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنهت الدعم الأميركي للتحالف على خلفية اتهامات وجهت له بالتسبب بمقتل مدنيين. كما أبطلت قرار إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية.
وتحاول السعودية دفع الولايات المتحدة لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، والضغط على واشنطن لتضييق الخناق على المتمردين الذين غالبا ما يشنون هجمات ضد الأراضي السعودية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية والتحالف العسكري في اليمن العميد الركن تركي المالكي في بيان الوزارة إنّ «تنسيق هذه العملية المشتركة بين حكومة المملكة والولايات المتحدة الأميركية لإخلاء رعايا أميركيين من اليمن، تجسد متانة العلاقات الثنائية».
وتابع ان العملية «استمرار للتعاون العسكري والتنسيق الأمني المشترك لخدمة المصالح المشتركة وتحقيق الأمن الوطني للبلدين، وتأتي في إطار التعاون الأمني والاستخباري لمحاربة التنظيمات الإرهابية في اليمن».
2024-09-23 05:34:22