باريس- فيينا – طهران -الزمان
دخلت مباحثات فيينا الهادفة الى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي بلغت مراحل اعتبرها المعنيون نهائية، في فترة توقف نتيجة «عوامل خارجية»، بعد أيام من طلب موسكو ضمانات من واشنطن على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. فيما يجري الكلام بين البلدان الاوربية المعنية عن بدائل ممكنة حيث أفاد دبلوماسي أوروبي الجمعة بأنه يتعين استكشاف خيارات أخرى إذا استمرت روسيا في عرقلة إحياء الاتفاق النووي مع ايران.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «إذا تم التأكد من أن العرقلة الروسية نهائية، فسنضطر إلى النظر في خيارات أخرى»، مضيفا أن الأطراف المشاركة لا تريد أن تترك في وضع تتخذ فيه روسيا «الاتفاق رهينة».
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة وقف المحادثات، على الرغم من أن النص النهائي للاتفاق جاهز بشكل أساسي. ودخل على خط التفاوض السبت الماضي إعلان روسيا طلبها ضمانات خطية من واشنطن بأن العقوبات الغربية الأخيرة على موسكو، لن تؤثر على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.
وأشار الدبلوماسي الى أن القضايا الأساسية في المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران كانت قد اختتمت عندما أعلنت روسيا مطالبها الأسبوع الماضي عبر بيان لوزير خارجيتها سيرغي لافروف.
وقال الدبلوماسي الذي ينتمي الى مجموعة «اي 3» للدول الأوروبية الثلاث التي تشارك في المفاوضات، إن «فشل هذا الاتفاق (…) سيكون مضرا الى حد كبير وسيكون من غير المسؤول لروسيا أن تقدم على ذلك».
وأكد أن المحادثات توقفت بسبب «عرقلة» روسيا وحتى تتمكن الأطراف من إجراء محادثات في عواصمها.
وأضاف الدبلوماسي «لدينا جميعا مصلحة في التوصل الى اتفاق»، مؤكدا أن لدى الصين «دورا مهما لتلعبه» في هذه اللحظة.
وكتب وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل عبر تويتر «ثمة حاجة الى وقفة في مباحثات فيينا، نظرا لعوامل خارجية»، على الرغم من أن «نصا نهائيا بات جاهزا تقريبا ومطروحا على الطاولة».
وبعدما أكد المعنيون تحقيق تقدم كبير وتبقي نقاط تباين محدودة فقط، واجه التفاوض صعوبات إضافية هذا الأسبوع.
فقد تحدث مسؤولون إيرانيون عن تقدم واشنطن بـ»طلبات جديدة» وتسبّبها بـ»تعقيد» التفاوض وعدم اتخاذ «قرارات سياسية» مطلوبة، بينما أبدى الأطراف الغربيون قلقهم من تأخر انجاز التفاهم نتيجة طلب روسيا ضمانات أميركية مكتوبة مرتبطة بالعقوبات المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا.
وجاء إعلان التوقف عبر الاتحاد الأوروبي الذي ينسّق مباحثات الاتفاق، واسمه الرسمي خطة العمل الشاملة المشتركة.
وكتب وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل عبر تويتر «ثمة حاجة الى وقفة في مباحثات فيينا، نظرا لعوامل خارجية».
وشدد بوريل على أن «نصًا نهائيًا بات جاهزا تقريبا ومطروحا على الطاولة»، مضيفا «سأقوم وفريقي بمواصلة التواصل مع كل أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة، لتجاوز الوضع الراهن وانجاز الاتفاق».
أتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات عن طهران في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. الا أن الولايات المتحدة انسحبت منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية، ما دفع إيران للتراجع عن غالبية التزاماتها.
- رغبة مشتركة بالتفاهم -
ودخل على خط التفاوض السبت الماضي إعلان روسيا طلبها ضمانات خطية من واشنطن بأن العقوبات الغربية الأخيرة على موسكو، لن تؤثر على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.
واعتبرت واشنطن الطلب «خارج سياق» القضية لعدم وجود رابط بين العقوبات والتعاون في إطار الاتفاق النووي، بينما أبدت باريس «قلقها» من أن تتسبب المطالب الروسية الجديدة بتأخير إضافي في إنجاز المفاوضات.
من جهتها، أعربت رئيسة الوفد البريطاني ستيفاني القاق عن «خيبة أملها الكبيرة».
وشدد مصدر أوروبي على أن «الأمر متروك الآن لطهران وبكين لإجراء محادثات مع موسكو لتطبيع الوضع»، فعرقلة الاتفاق «بعد الاقتراب إلى هذا الحد من خط النهاية أمر محبط حقا».
2024-09-23 05:30:10