يانكينغ (الصين) (أ ف ب) – لا تقتصر الحواجز التي يحطمها الرياضيون المشاركون في الألعاب البارالمبية الشتوية في بكين على منحدرات التزلج، إذ إن المتزلج الأرجنتيني إنريكي بلانتي المصاب بشلل نصفي يدفع نحو كسر المحرمات ودحض الصور النمطية المتداولة بشأن الجنس لدى ذوي الإعاقات. فقد نشر الرياضي البالغ 39 عاما وحبيبته الإسبانية غير المصابة بإعاقة تيرانا سيرفاتي كتابا بعنوان “Sexistimos” (سكسيستيموس)، وهي كلمة مركبة تجمع بين مصطلحي “sex” (“الجنس”) و”existimos” (“نحن موجودون” بالإسبانية) للدلالة على وجود الجنس في حياة ذوي الإعاقات. ويأمل مؤلفا الكتاب أن تدفع خطوتهما هذه باتجاه إطلاق نقاش اجتماعي بشأن موضوع يسبب إحراجا لكثيرين. وقال بلانتي الذي حل رابعا في مسابقة التزلج المتعرج العملاق لوكالة فرانس برس “الناس يخافون التحدث بصراحة عن الموضوع”، معتبرا أن “المشكلة الرئيسية تكمن في أن كثيرين من ذوي الإعاقات يظنون أنهم حُرموا إلى الأبد من الحياة الجنسية ولا يمكنهم أن يعطوا اللذة لغيرهم، لكن ذلك ليس صحيحا”. وأضاف “بعض الأشخاص من ذوي الإعاقات لديهم قلق بشأن الجنس، إذ يتساءلون عما إذا كان الشريك سينجذب إليهم أم يبدون مخاوف مرتبطة بالشعور بالألم أو بالخصوبة أو بالنقص في الثقة بالنفس”. كذلك يخشى البعض من مشكلات لوجستية بينها ما يتعلق بكيفية الانتقال من الكرسي المتحرك إلى السرير. وينظر المجتمع عموما إلى الأشخاص من ذوي الإعاقات الجسدية أو العقلية بأنهم “لا جنسيون”، ويعيش كثر منهم في عزلة من دون أي ارتباط عاطفي طويل الأمد، بحسب منظمة “ديسايبلد وورلد” المستقلة التي تقدم مراجع صحية في الموضوع. لكن ثمة مؤشرات إلى أن المواقف في هذا الشأن آخذة في التبدل. فقد أخذ الموضوع حيزا كبيرا من النقاش بعد فيلم “ذي سيشنز” الهوليوودي من بطولة هيلين هانت سنة 2012 والذي يروي قصة شخص يعاني من شلل الأطفال، ويسعى إلى فقدان عذريته بالاستعانة بخدمات معالجة جنسية.كذلك تساعد مواقع إلكترونية متخصصة الأشخاص ذوي الإعاقات على إيجاد شريك عاطفي.ويقبع بلانتي الذي شارك في ثلاث دورات للألعاب البارالمبية، على كرسي متحرك منذ تعرضه لإصابة في العمود الفقري في سن الحادية عشرة.وعانى خلال نموه من نقص في المعلومات والموارد بشأن الطريقة التي يمكن فيها لشاب مقعد أن يعيش حياة جنسية صحية.
واستخدم بلانتي مقويات جنسية لكنه كان فاقدا للأحاسيس في النصف السفلي من الجسم. غير أنه قال مع ذلك إنه من الممكن “إيجاد مصادر لذة في سائر أنحاء الجسم وليس الأعضاء التناسلية فحسب”.
نقاش مفتوح وشددت سيرفاتي من ناحيتها على ضرورة التواصل بين الأزواج بشأن رغباتهم وحاجاتهم، من دون خوف أو أحكام أو حرج.
وقالت الشابة البالغة 29 عاما “المعلومات موجودة. المشكلة تكمن في عدم انتشارها في كثير من الأحيان”، لافتة إلى أن بعض الأخصائيين الطبيين يزودون ذوي الإعاقات بمعلومات خاطئة بشأن الحياة الجنسية.
وأوضحت أن طبيب بلانتي “قال له إنه لا يستطيع ممارسة الجنس”، لكن “منذ أن تعرف إلى جسمه أدرك أن الأمر غير صحيح. على المرء أن يجرب قدراته بنفسه. لا أحد يمكنه أن يقرر نيابة عنه”. وقد لجأ الثنائي إلى ممارسات اليوغا الجنسي، كما أن كتابهما وحسابهما على إنستغرام يستندان إلى تجارب شخصية. وقال المتزلج الأرجنتيني إن جهود الثنائي للترويج لموضوع الجنس لدى ذوي الإعاقات كانت لها انعكاسات إيجابية، إذ لمسا اهتماما كبيرا بالموضوع في قرية الرياضيين المشاركين في الألعاب البارالمبية التي تختتم دورتها الحالية في الصين الأحد. وأوضح بلانتي أن “كثيرين في القرية البارالمبية يأتون إليّ للحديث عن الجنس وطرح الأسئلة” في هذا الموضوع. وقال ضاحكا “ذات يوم، قصدني شخص لن أسمّيه في غرفتي ليطلب مني عقاقير فياغرا” المنشطة جنسيا.
2024-09-23 05:35:41