Muristek
هل أتاك حديث الأَنْفاق؟ – حسين الصدر
-1-
نسمع بين الحين والحين أنَّ هناك مَنْ تمكّنَ مِنَ الفرار من السجن عبر أنفاق حفرت تحت الأرض، وكانت هي السبيل للخلاص من السجن .
والسؤال الآن :
هل يُعتبر حَفْرُ الأنفاق مِنْ مبتكرات العصر أم أنه معروف منذ عقود طويلة من الزمن ؟
والجواب :
انّ التاريخ يذكر أنّ ( ابن هُبيره ) لما سجنه ( خالد بن عبد الله القسري)
” أمر غلمانه فحفروا له تحت الأرض سرداباً حتى خرج الحفر تحت سريرة ، ثم خرج منه ليلاً ،
وقد أعدّت له أفراس يُداولها حتى أتى ( مسلمة بن عبد الملك ) ، فاستجار به فأجاره ، واستوهبه (مسلمة) من (هشام ابن عبد الملك) فوهبه إيّاه ، فلما قدم خالد بن عبد الله القسري على (هشام) وجد عنده (ابن هبيرة) ، فقال خالد القسري لابن هبيرة ،
إباق العبد أَبَقْت ،
فأجابه ابن هبيرة :
حينَ نمتَ نومَ الأَمَة “
راجع العقد الفريد / ج2 ص195
-2-
الاباق يعني هروب العبد المملوك،
والأمة : هي الانثى المملوكة .
ولقد كان نظام الرق واستبعاد الأشخاص معروفا على نطاق واسع في العصر الجاهلي واستطاع الاسلام أنْ يحوّل ( العبيد ) والأماء الى أحرار بالعديد من الطرق والوسائل ..:
اولها :
اعتبار اعتاق العبد من الحسنات الكبرى .
وثانيها :
جَعَلَ عتق الرقاب واجباً شرعيا عند ارتكاب بعض المحرمات .
وهكذا تم التخلص التدريجي من كابوس نظام العبودية .
-3 –
ومن جميل ما سُجّل
وجاء في سيرة العالم الأخلاقي الكبير المرحوم الشيخ جعفر التستري .
أنّ عبداً مملوكاً استنجد به ليكلّم مالكه بشأن عتقه ومنحه الحرية فأبطأ الشيخ في الانجاز .
وحين ألحّ عليه العبد التوّاق الى الانعتاق أعلمه الشيخُ بالسبب قائلاً :
انني كنت أحاول تجميع مبلغ من المال اشتري به نسمةً فَأعتقها ،
-وهذا ما أخذ بعض الوقت – لأني لم أَشَأْ أنْ أدعوَ مولاكَ الى عتقك قَبْلَ أنْ أمارس بنفسي عملية العتق ..!!
وهذا درس ثمين فالواعظ المتعظ ينفذُ وعظُه ويطاعُ أمرُه ، بخلاف الواعظ غير المتعظ وهو ما عليه معظم الوّعاظ المعاصرين للأسف الشديد .
ينهاك عن التدخين وهو من المدخنين ..!!
ويدعوك الى بِرّ الوالدين وهو مغضوب عليه مِنْ قبل أبيه..
ويوصيك بمعاشرة الزوجة بالمعروف وهو من أكبر ظالمي زوجاتهم ..!!
وقانا الله وايّاكم من شرور أنفسنا وبصرّنا عيوبنا .
انه نعم المولى ونعم النصير .
Husseinalsadr2011@yahoo.com