تنويمة
نامي على ذراعيا
وانتظري شراعيا.
سوف نرى الشطوطَ خُضراً، زاهيةْ
والبطَّ والفراخَ بِيضاً، لاهيةْ.
وإن أرَدتِ رحلةً إلى الفضا
فاتخذي أوراقيا
أجنحةً، مَراقيا.
سوفَ يطيرُ مركبي
من كوكبٍ لكوكبِ.
يا طفلتي البديعةْ
يا زينةَ الحمائمِ الوديعةْ.
وكلُّ ما أُريدُهُ
منكِ ومن صِغاريا
أن تنشُروا أُغنيتي
أشرعةً، صواريا.
ولتَذْكُريني يا سما
ما صاحَ ديكٌ أو سما.
مصغياً إلى الليلِ الممطر
بستانُ نخلٍ كانَ لي، وأضَعتُهُ
فيما أَضَعتُ منَ الغنائمِ والمتَاعْ.
فإذا أعَدتُ، اليومَ، تَعدادي المُضاعْ
لم يبقَ لي إلّا البياضُ منَ الصحيفةِ يا صحابْ.
وتقولُ لي: (وأنا؟ أنا الخجلى صبيحةْ؟)
فأُجيبُها وأنا أُحدِّقُ في بدائعِها المليحةْ:
-(لكنّني لم أحظَ منكِ بغيرِ ما
تحظى الحوائطُ من صدى
وترُدُّهُ متضائلاً، متبدّدا.)
-(أوَ لم يكن ما قد كتبتَ وقلتَ عنّي
إلّا وميضَ تجارةٍ في ظُلمةِ الليلِ الكئيبْ
وخبا وغابْ
تحتَ التفافِ النخلِ، في أيدي اللصوص؟)
-(مهلاً: فمِن أينَ ابتهاجي
بكِ غضّةً، مُتعطّرةْ
في المعولاتِ منَ الليالي الممطرةْ؟)
-الريحُ تحملُ من بعيدْ
أنفاسَ أطفالي إليّا
فأنا إليهم عائدةْ.
وإليكَ ليلاً ما أعودْ.)
أسطورةُ البلدةِ الزائلة
أنا لستُ أدري هل تبقّى
شيءٌ سوى صمتِ الحفائرِ والحجرْ؟
ولربّما لم يبقَ شيءْ.
لكنّها في الليلِ آهلةً تعودْ
بالنسوةِ المتنزِّهاتْ
متحجّباتٍ كالدُمى أو سافراتْ.
بالضوءِ أصفرَ، باهتا
بالفتيةِ المتحسّرينْ
يلوونَ اعناقَ الرغابْ.
السوقُ يطفئُ آخرَ الأضواءِ، والمقهى زعيقْ
وأنا هناك
عمّا قليلٍ سوفَ أُنقَلُ كالأسيرِ إلى العِمارةْ
تحتَ انهمارِ الغيثِ مُبتَلّاً كخِرْقةْ
كانَ الطريقُ مُحَفّراً
جهِماً وغيرَ مُعَبّدٍ
وأنا أسيرْ
تَعِباً كجُنديٍّ أسيرْ.
وبدا لنا الضوءُ البعيدْ.
هيَ قريةٌ ولَسوفَ (نطرُقُ) كالضيوفْ
تحتَ انهمارِ الغيثِ أوّلَ (منزلٍ).
الزوجةُ الصفراءُ حُبلى
الزوجُ يبتسمُ اعتذارا:
(أنا آسفٌ. لا شايَ، يا صحبي، لديّا.)
الآنَ أذكُرُ أنني سجّلتُ هذا
في بعضِ ما كتبَتْ يداي.
أنا آسفٌ. لا شايَ، يا صحبي، لديّا.
القفصُ الخالي
أينَ الكناريُّ الوديعْ؟
هل فرَّ منّا في السَحرْ
مُتتَبّعاً، في الدفءِ، أنفاسَ الربيع؟
أم إنَّ صفراءَ الهررْ
أكلَتهُ ناقمةً عليهْ
إهداءَنا النُعمى إليه؟
قد كانَ لي أُنْساً أنيسا
وأنا أُطوّقُ بالرُقى حرفاً حبيسا.
لو أنّهُ يوماً يعودْ
لَفَرشتُ أبسطةَ الوعود
مُتوسّلاً منهُ اقترابا!
يا أيّها الشادي البعيدُ
عُدْ، عُدْ. فإنّي ما أزالْ
مُترقّباً، مُتحنّناً.
في صوتِكَ الذهبيِّ لي عيدٌ وعيدُ.
إلى جمعة اللامي
شكراً أبا عمّارَ، كاسيَ خاليَةْ
منذُ القرونِ الخاليَةْ.
شكراً، وقد أترعتَها
ذهباً نقيّاً، سائلا.
هيَ طفلةٌ تلهو وتمرحُ، أُمُّها
عذراءُ، غافيةٌ هناك
في الصمتِ، في ظلِّ الظلال.
ما جاءَ يوماً مثلَها
فيما أظنُّ خليفةٌ أو قيصرٌ
أو أيُّ والْ.
كم كنتُ أرجو أن يكونَ زَفافُها
في ظلِّ (نادٍ) ما تزالْ
ورقاؤُهُ الخجلى تنوحْ
عصراً بأَسماءٍ لنا
كانت قديماً في سماءِ الصحفِ،
تعلو كالصروحْ.
شكراً أبا عمّارَ، كاسيَ مُترَعةْ.
الشمسُ في رأدِ الضحى
والريحُ جذلى مُمتعةْ!
2024-09-23 07:30:17