Muristek
المرأة أيقونة الحضارة والتمدّن – صلاح الدين الجنابي
(دورُ ?لمراةِ بينَ الحقيقةِ والوَهم)
هنالكَ اجماعٍ على أهميةِ دورِ المرأةِ في المجتمعِ ولكنْ يختلفُ المجمعونَ على طبيعةِ وشكلِ هذا الدورِ فمنهُم مَن يعتقدُ أنَّ المشاركةَ الواسعةَ للمرأةِ في البرلمانِ والحكومةِ والوظائفِ العامَّةِ يضمنُ لها وجودَها ويُحسنُ من قدرتِها على الإنجازِ وصولاً لمساواتِها بالرجلِ هُنا لابدَّ من العودةِ إلى تاريخِ الشُّعوبِ والتَّفتيشِ عن الدَّورِ الأهمِّ للمجتمعِ (المرأةِ) الذي يجبُ أنْ تمارسَهُ، حيثُ نجدُ إنَّ الاهتمامَ بها وتكريمَها في أيِّ عصرٍ أو دولةٍ أو مملكةٍ أو عشيرةٍ ينعكسُ إيجَابياً على كلِّ الأنشطةِ الإنسانيةِ والاجتماعيةِ الماديَّةِ والمعنويةِ، لذلكَ إذا أردتَ أنْ تعرفَ إنَّ المرأةَ محترمةٌ ومكرمةٌ ولها دورٌ فاعلٌ في مرحلةٍ ما إبحثْ عن مَدى الإرتياحِ والاطمئنانِ والسَّلامِ والثَّقافةِ الأصيلةِ الموجودةُ في ذلكَ المجتمعِ لأنَّها المقياسُ الحقيقيُّ لكفاءةِ المرأةِ وفاعليتِها في هذهِ المرحلةِ من التاريخِ.
ولكنَّ الوهمَ أحياناً يُحفزُ اتجاهَنا إلى الإعتقادِ بأنَّ مشاركةَ المراةِ السِّياسيةِ والحكوميةِ هوَ الذي يضمنُ لها حقوقَها وَوجودَها.
وهُنا لابدَّ من مراجعةِ الأثرِ العالميِّ والإسلاميِّ الذي يحدثُنا إنَّ دورَ المرأةُ أهمُّ وأكثرُ تأثيراً من دورِ الرَّجلِ فيما يتعلقُ ببناءِ الأسرةِ والقيمِ وتشكيلِ ثقافةِ المجتمعِ أما بقيةَ الأدوارِ فهي ثانويةٌ بسببِ عدمِ قدرةِ الرَّجلِ أو أيِّ مؤسسةٍ أو دولةٍ للقيامِ بدورِ المرأةِ الرئيسِ في بناءِ الأسرةِ والمجتمعِ.
لذلكَ إذا أردتَ معرفةَ أثرِ المرأةِ في مجتمعٍ ما ابحثْ عن (الأخلاقِ، القيمِ، التَّماسكِ، الولاءِ، الانتماءِ) فأذا وجدتَّها غنيةً وناضجةً تأكدْ أنَّ المرأةَ مُصانةٌ ومُكرمةٌ وتمارسُ دورَها الحقيقيَّ في صناعةِ الحياةِ والقادةِ والازدهارِ والمستقبلِ الواعدِ، أما إذا وجدتَّها فقيرةً أو مريضةً فأعلمْ أنَّ المرأةَ مُهملةٌ وتمارسُ أدواراً ثانويةً مهما كانتْ مشاركتُها فاعلةً ومؤثرةً في البرلمانِ والحكومةِ لأنَّها بأختصارٍ ثانويةٍ وهي اختزالٌ وتقزيمٌ لدورِ المرأةِ الحقيقيِّ.
مجتمعٌ يرسخُ (الأخلاقَ، القيمَ النَّبيلةَ، التَّماسكَ، الولاءَ، الانتماءَ) + اهتمامٌ بالمرأةِ ودورِها= مشاركةٌ ودورٌ فاعلٌ للمرأةِ
# لا أحدَ يستطيعُ إخفاءَ ظلِّ الجبلِ الشامخِ (المرأةِ العراقيةِ الأصيلةِ) الذي يَستظلُّ بهِ المجتمعُ العراقيُّ.